بلا سقف : المقاطعة ليست حلاً!

نشر في 01-11-2014
آخر تحديث 01-11-2014 | 00:01
 محمد بورسلي كنت قد طالبت في مقال سابق، عقب الاجتماع الأول لـ"الأندية الخمسة"، بتفعيل هذا التكتل الإيجابي بإعلان مواقف واضحة تكون مقرونة بأفعال حيال كل القضايا ذات الصلة بمصلحة الكرة الكويتية، وأن تُتخذ خطوات عملية من شأنها تصحيح مسار العمل الإداري في الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وقد خرج الاجتماع الثاني للأندية بعدة نتائج جاءت منسجمة مع تطلعات الشارع الرياضي المُثقل بالهموم، سأناقش أهمها فيما يلي بنظرة موضوعية:

تم الاتفاق بين المجتمعين على إلغاء التفويضات الصادرة عنهم لاتحاد كرة القدم بالتمثيل أمام الغير، والبدء بالتعامل بصفة مباشرة مع الجهات ذات الصلة فيما يخص الحقوق المالية، وهو ما يعني، بشكل صريح، أن ملف عوائد النقل التلفزيوني سيُفتَح على مصراعيه، وأن الأندية عازمة على استرداد أموالها المهدرة، وأنها تسير إلى الأمام على طريق كشف الحقيقة المغيّبة عن أصحاب هذه الحقوق في الأصل، وهم كل الأندية المشاركة في المسابقات المحلية المنقولية تلفزيونياً، لا الأندية الخمسة فحسب، كرد فعل على عدم اتباع مجلس إدارة الاتحاد لسياسة الإفصاح والشفافية فيما يخص منح الأندية حقوقها المالية المتأخرة، سواء أكانت مودعة في خزينته، أو مترتبة على ذمة أي جهة أخرى، وهذه حقوقٌ لا ينازعُ فيها أحد.

كما تمت الدعوة لتأسيس رابطة للأندية الرياضية الكويتية، ودعوة جميع الأندية إلى الانضمام لها، ليتم وضع النظام الأساسي للرابطة المزمع تأسيسها باتفاق كل الأندية الراغبة في الانضمام، لا الأندية المؤسسة فقط، والدعوة المفتوحة التي تضمنها البيان دحضت، بشكل قاطع، كل الادعاءات التي ساقها البعض وروّج لها، أن "الأندية الخمسة" تستهدف تحقيق مصالحها الخاصة، بمعزل عن المصلحة العامة، وأنها تعد لما وُصِفَ بـ"مشروع انقلاب" على مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وفي حقيقة الأمر، فإن كل تلك الادعاءات هي مجرد دوران في حلقة مفرغة، يراد منها تكريس أمر واقع يضمن المزيد من المكاسب والمزايا للفئة المستفيدة من استمرار حال الرياضة "التعيس" على ما هو عليه.

بل على العكس تماماً، فإني أرى أن مبادرة "الأندية الخمسة" لتأسيس رابطة للأندية، تقوم على أساس التنسيق والتشاور والتعاون وتحديد الأولويات وتوحيد الأهداف، هي مبادرة تستحق الدعم، وخطوة على الطريق الصحيح تهدف إلى خلق كيان قوي يصون حقوق الأندية، ويشارك في رسم السياسات العامة، وفي صنع القرار داخل بيت كرة القدم الكويتية، بعد أن تحوّلت اتحاداتنا الرياضية إلى هياكل فارغة تدار في الغرف المغلقة، وسيسهم تدشين هذا الكيان الجديد في تصحيح السياسات الخاطئة المبطَّنة بغلاف ديمقراطي هش، والتي تضع الكرة الكويتية أمام مستقبل مجهول، كما سيكون له أكبر الأثر في الحد من ممارسة السلطة الفردية من لَدُن سعادة الرئيس المتكئ على تأييد ومباركة حلفائه المستحسنين لشروعه في نهج الاستفراد بالقرار ورفض التوافق.

ويجدر التنويه هنا إلى أن السعي إلى إنشاء رابطة للأندية لا يُعد "بدعة" أو اختراعاً خاصاً بـ"الأندية الخمسة"، بل هو يندرج ضمن متطلبات ومعايير الاحتراف الموضوعة من جانب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إذ إن قيام الرابطة وتمتعها بالصفة القانونية والاستقلالية الإدارية والمالية هو حق مكتسب للأندية، لا يجادل أحد في مشروعيته من حيث الركن الموضوعي، وتكفله أنظمة ولوائح الاتحاد القاري، بشرط استيفاء الشروط الشكلية المطلوبة لذلك، ولكن... تظل المعضلة الكبرى في خراب المنظومة الكروية كلها أن هناك من يعمد إلى وضع العقبات المتتالية على طريق تطور الرياضة الكويتية، لغرض في نفسه، لن أتوانى عن كشفه في الوقت المناسب.

وعلى الرغم من اتفاقي مع أغلب مخرجات الاجتماع الثاني لـ"الأندية الخمسة"، فإنني أسجل تحفظي عن القرار المتخذ من جانبها برفض حضور الجمعية العمومية (غير العادية) التي دعا إليها الاتحاد الكويتي لكرة القدم أخيراً، فقد كنت أعوِّل على حضور ممثليهم لعمومية الاتحاد، ليمارسوا دورهم القانوني ويتحملوا مسؤولياتهم الأخلاقية، من أجل إبراء الذمة أمام التاريخ وأمام الرأي العام تجاه ما يجري من تحايل على القوانين وتلاعب بالأنظمة داخل أروقة الاتحاد، فمن باب أولى أن تُدوَّن المواقف في محاضر الاجتماعات، لا على صفحات الجرائد، ومما لا شك فيه أن السلبية تقود متَّبعها إلى الانطواء والعزلة، وأن المقاطعة ليست حلاً.

قفّال:

لا يستقيم الظل والعود أعوج

back to top