«نوروا على الناس الله ينور عليكم»

نشر في 01-11-2014
آخر تحديث 01-11-2014 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب جميل أن يخطط الإنسان لحياته المستقبلية، ويرسم لها الخطوط الرئيسية والفرعية، ويحدد أهدافاً في ذلك التخطيط المستقبلي، ومن أهم تلك الأهداف التي يَنشُدها كل إنسان على وجه المعمورة بناء أسرة وتجهيز كامل احتياجاتها الأساسية، ومن أهم تلك الاحتياجات السكن، فكل رب أسرة حريص على توفير السكن الملائم لأسرته، ودستور الدولة قد كفل توفير الرعاية السكنية، ومع تطور الأحداث والأزمات والصعوبات، أصبح توفير السكن الملائم للأسرة ليس بالشيء السهل ويصعب نيله بكل أريحية.

الصعوبة في اقتناء منزل للأسرة تشترك فيها عدة أمور، ومشكلة وصول التيار الكهربائي إلى الفلل الخاصة دخلت في الآونة الأخيرة في تأخير الاستمتاع بمنزل بعد العناء، فهذه المشكلة في المناطق الجديدة سواء الحكومية أو التجارية أصبحت تسبب قلقا للأسرة التي ثابرت واجتهدت في إنهاء البناء لتستقر في بيت العمر، لكن وزارة الكهرباء ليس لديها أي تواريخ ملزمة في توصيل التيار، وهناك فلل أنهت البناء منذ أشهر وتنتظر تفضل وزارة الكهرباء في توصيل التيار.

مشكلة الكهرباء في الكويت لم تعد في انقطاع التيار ساعات بسبب الحرارة المرتفعة، على الرغم من أن حرارة الجو في البلد معروفة منذ زمن، بل أصبحت الآن عدم وجود ذلك التيار والأسباب مختلفة: منها عدم القدرة الاستيعابية للمحطات الكهربائية، ومنها عدم الانتهاء من البنية التحتية، وغيرها من الأسباب والأعذار التي تحتمي بها وزارة الكهرباء والماء، والمواطن هو من سيتحمل تأخر وصول التيار الكهربائي.

وطالما أن الكهرباء غير موجودة أو غير مكتملة، فلماذا تسمح البلدية بالتراخيص للبناء، الجواب المعروف لديهم "أصحاب الفلل هم من يطالبون بالسماح لهم بالبناء ولو من دون كهرباء"، طبعا هذا الكلام الذي يصدر من المواطن ورب الأسرة نتيجة سنوات الانتظار للحصول على السكن، فمن الطبيعي تلك المطالبة بالسماح لهم بالبناء، فلقد عانت الأسر الأمرّين، ومع ذلك كان على وزارة الكهرباء أن تهتم وتستعجل في عملية توفير الخدمة، وتكون حريصة على ذلك كحرصها على استحقاقاتها المالية على المواطنين. الفائض في الميزانية كبير، فلماذا لا يتم إنشاء محطات توليد طاقة كهربائية، أو لنبدأ بتفعيل فكرة الخلايا الشمسية لتوليد الطاقة، فالظروف المناخية عندنا تساعد على استغلال الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، وهذا الأمر ليس بصعب أو مستحيل، ففي إمارة أبوظبي مدينة كاملة اسمها "مصدر" تعمل على الطاقة الشمسية في كل مرافقها.

لننتقل من مرحلة الصرف على الطاقة الكهربائية المكلفة، إلى المرحلة التي فيها تقنين للمصروفات المالية والخدماتيةـ وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top