ساعديه عندما يشعر بتوعّك

نشر في 01-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-11-2014 | 00:01
No Image Caption
تبدل الطقس، وحمل التغيير المفاجئ في درجات الحرارة معه الكثير من حالات الرشح والحساسية، التي تجعل صغارنا في حالة يُرثى لها. من الصعب تحديد متى يكون الأولاد الصغار مرضى ومدى قوة مرضهم. كذلك من الصعب معرفة ما قد يجعلهم يشعرون بتحسن وكيفية التخفيف عنهم حتى يزول المرض.
لا شك في أن فهم طريقة تصرف ولدك حين يشعر بتوعك يسمح لك بمساعدته ومنحه بعض الراحة، فضلاً عن أنه يجعلك أكثر تقبلاً وصبراً تجاه أساليب تعبيره عن انزعاجه من المرض.

السمع

عندما يبدأ الولد الذي يتمتع بحاسة سمع قوية بالتذمر المستمر، تحققي مما إذا كان يشعر ببعض التوعك. تُعتبر أذنا هذا الولد حساستين جداً. لذلك يجعله انسدادهما أو احتقان الأنف أو الضغط في الأذنين الناجم عن الحساسية أو الرشح يشعر أنه مشوش التفكير وأنه ليس على خير ما يُرام.

كذلك يصبح أكثر تأثراً بالأصوات، فتحلّي بالصبر، وحدّي من الضجيج، وابذلي قصارى جهدك للتخفيف من الاحتقان بشتى الوسائل، مثل الحمام الدافئ، نفخ الأنف برفق، تناول أدوية ملائمة ينصح بها الطبيب. قد تلاحظين أن ولدك يرفض تناول بعض الأطعمة المقمرشة أو الصلبة، لأن أكلها يمنحه شعوراً مزعجاً في قناة الأذن. توقعي بعض الضجيج الشفهي، خصوصاً أن صوت الهمهمة يساعده في فتح الأذنين، في حين أن التشكي يُشعره بارتياح نفسي.

البصر

صعب الإرضاء بكل معنى الكلمة... عندما يشعر الولد الذي تكون حاسة البصر لديه الأقوى بتوعك، يصبح صعب الإرضاء في شتى الأمور. لم تُغلَق الستارة جيداً في الوسط، تظهر الصورة على الجدار مائلة، ويبدو الضوء فوق طاولة مكتبه قوياً جداً. لا تمثل هذه مشكلة كبيرة لأن إعادة الأمور إلى وضعها الصحيح يجعل هذا الولد يشعر بالارتياح. إذاً يصبح الولد في محاولته التصدي للمرض أكثر تشكياً وتذمراً. ولكن إذا توقف هذا الولد فجأة عن الاهتمام بالأشكال والمظاهر البصرية (تلاحظين أن شعره مشعث ويرفض ارتداء سترته المفضلة)، فمن المؤكد أنه يشعر بتوعك. على نحو مماثل، حين يعبر عن قلقه حيال أنفه الأحمر، ثقي بأنه بدأ يتعافى. لكن الجيد في التعاطي مع هذا النوع من الأولاد أن من السهل تسليته حين تحتجزينه في سريره أو على الأريكة. فمن الممكن للمطالعة، دفاتر التلوين، مشاهدة التلفزيون، أو حتى مراقبة ما يدور من حوله أن تلهيه عن أوجاعه بسهولة.

اللمس

عندما يشعر ولد تُعتبر حاسة اللمس لديه الأقوى بتوعك، يصبح متطلباً جسدياً. ولا يكتفي بجلوسك على الأريكة معه لمشاهدة التلفزيون أو مطالعة كتاب، بل يتوقع أن يجلس في حضنك ويحصل باستمرار على حنانك وعطفك إلى أن يشعر بتحسن. وفيما يتحسن، يصرّ على أن تساعديه في القيام بأمور شتى لأنه يكره أن يجلس طيلة النهار بلا حراك. وقد يؤدي شعوره بالاستياء إلى نوبات عضب عابرة وبعض الصياح، فيما يروح هذا الولد يعبر بطريقة جسدية عما يعانيه. سيطلب منك أن تبقي كل الأمور قريبة منه. لذلك قد يكون من الأفضل أن تضعي طاولة قربه وتبقي عليها الأغراض التي قد يحتاج إليها. وتوقعي أن تري بعض الفوضى. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك اللجوء إلى التدليك والحمامات الدافئة لأنهما يشعرانه بالتحسن. وقد تكون وسائل تسلية مثل اللعب بالطابة أو ألعاب فيديو تُحمل باليد أفضل من التلوين أو الرسم.

الشم

يزداد تعلق الولد الذي يتمتع بحاسة شم أو ذوق قوية بأمه، ويتطلب مقداراً كبيراً من الاهتمام. وقد يُجرح بسهولة، إذا لم يحظَ بالاهتمام الذي يحتاج إليه. ولا ينسى هذه الإساءة بسهولة. قد يبدو التعامل معه صعباً لأنك ستلاحظين ألا شيء يرضيه. لكن تذكري أن الجهد الذي تبذلينه في هذا المجال هو الأهم لا النتيجة التي تحققينها. وبما أن حاسته الأقوى تبدو (الذوق و/أو الشم) معطلة، يشعر الولد بأن عالمه كله قد تلخبط. فيبدو له مذاق الطعام غريباً والروائح مزعجة. نتيجة لذلك، تختفي المصادر التي تشعره بالراحة. لكن تذكري أن ما بيدك حيلة غير الانتظار وطمأنته إلى أنه سيتحسن قريباً. في هذه الأثناء، امنحيه الكثير من الحنان والعناق وحساء الدجاج. ويمكنك أيضاً أن ترتبي لزيارة صديق قديم أو أحد أفراد العائلة.

لا تترددي في الاتصال بالطبيب أو التوجه إلى عيادته إذا شعرت بالقلق، أو إذا عانى الولد مرضاً شديداً. ولا تنسي الاهتمام بنفسك أنت أيضاً. فمن الصعب الاهتمام بشخص آخر عندما نكون نحن مرضى. لذلك تناولي الفيتامينات، خذي قسطاً وافياً من النوم قدر المستطاع، وتذكري عادات النظافة الأساسية، مثل غسل اليدين.

back to top