أغنى الإرهابيين في العالم

نشر في 31-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 31-10-2014 | 00:01
 روسيل برامند تجني "الدولة الإسلامية" نحو مليون دولار يومياً من بيع النفط الذي صادرته خلال الحرب، وقد حصدت أموال فدية بقيمة 20 مليون دولار خلال هذه السنة وحدها وصادرت مبالغ نقدية غير معروفة في البلدات السورية والعراقية التي تسيطر عليها، واستفادت من الهبات التي تطلبها من مناصريها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه هي تقييمات وزارة الخزانة التي تسلط الضوء على توسيع جهودها الرامية إلى وقف تمويل "داعش" كجزء من حرب أوسع ضد التنظيم الارهابي، شرح ديفيد كوهين، وكيل وزارة شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، أن استهداف تدفق الأموال إلى "داعش" بات أصعب وأسهل في آن من الجهود المماثلة ضد "القاعدة".

صدرت الوثيقة المفصلة التي نشرها كوهين وتتضمن نتائج الوزارة في حين استمرت الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة ضد "داعش"، وقد تحدث عن وجود مؤشرات على أن الضربات الجوية المستمرة في العراق وسورية بدأت "تعيق قدرته" على كسب العائدات من تهريب النفط.

اعترف المسؤولون في الإدارة سابقاً أن "الدولة الإسلامية" تُعتبر أغنى جماعة إرهابية واجهوها يوماً، على عكس الجماعة التي قادها أسامة بن لادن منذ سنوات، هي لم تنشط في الظل بل صادرت مساحات واسعة من الأراضي وسيطرت على حقول النفط ونهبت البلدات والقرى المحلية.

استعمل كوهين ملاحظات محضّرة مسبقاً ليقول أمام مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن: "على عكس فرع القاعدة الأساسي مثلاً، يحصل "داعش" على جزء صغير نسبياً من أمواله من الجهات المانحة الثرية ولا يتكل على نقل الأموال عبر الحدود الدولية، بل يحصل "داعش" على معظم عائداته من خلال النشاطات الإجرامية والإرهابية محلياً".

أصبحت الملايين التي يجمعها "داعش" من أموال الفدية بعد عمليات الخطف جزءاً من الجدل الحاصل حول السياسة الأميركية لتبرير عدم دفع المال مقابل إطلاق سراح الرهائن، وقد انطلقت هذه الحملة بعد سلسلة من عمليات قطع الرأس التي صورها الإرهابيون ونفذوها.

حصل "داعش" أيضاً على التمويل من الهبات على الإنترنت، واتكل بذلك على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة يصعب اعتراضها بحسب رأي المسؤولين، وعززت الإدارة جهودها لقمع عمليات التهريب التي يقوم بها الإرهابيون عبر العقوبات، لكن كوهين أشار في خطابه إلى أنه لا يتوقع وقف تدفق المال عبر العقوبات واستهداف الإرهابيين من أجل إعاقة قدرة "داعش" على جذب الأموال والمقاتلين بكل بساطة".

في الوقت نفسه، تُعتبر طموحات "الدولة الإسلامية" بكسب الأراضي "عبئاً مالياً" بحسب رأي كوهين، فهو أخبر المراسلين في البيت الأبيض بأن الإرهابيين في داعش "يتصرفون وكأنهم في دولة حقيقية"، ويجب أن تنفق الجماعة المال لاستيراد المقاتلين الأجانب، وهي تحاول توفير خدمات حكومية أساسية مثل الكهرباء والمياه في الأراضي التي تسيطر عليها، وأضاف كوهين من البيت الأبيض: "إنها عملية مكلفة. هي تجعل جهودهم أكثر صعوبة".

تبدو الملايين التي يجمعها "داعش" مبهرة، لكنه مبلغ ضئيل مقارنةً بمبلغ مليارَي دولار الذي ينفقه العراقيون سنوياً في المحافظات التي يديرها الإرهابيون الآن، فهو تحدث عن النقص في المناطق التي يسيطر عليها "داعش" في الموصل واعتبر أن الولايات المتحدة ستحاول استغلال نقاط الضعف.

في الأصل، تراهن الولايات المتحدة على أن "داعش" لن يتمكن من الحفاظ على نظام مخزونه المالي أكثر من بلدان كثيرة أخرى، ولن تكون الحكومات الخارجية مستعدة لإنقاذه من الديون.

كما قال: "يجب ألا نخلط بين التمويل والقوة المالية. صحيح أن "داعش" لديه تمويل قوي اليوم، لكن لا تنعكس القوة المالية الإجمالية لدى هذا التنظيم الإرهابي على مدخوله فحسب، بل على تكاليفه أيضاً والأهم على نسبة تخصيص الموارد لتنفيذ نشاطات عنيفة".

ربما يكره "داعش" أسلوب الحياة الأميركي، لكن يبدو أنه تحمل آراء مشابهة عن شكل أموالنا، وبصورة عامة، هو يستطيع الحصول على الأموال بالدينار العراقي، لكن في البيت الأبيض، سُئل كوهين عن العملة التي يفضلها "داعش"، فابتسم وأجاب: "أفترض أن العملة التي يفضلها داعش هي العملة المفضلة لدى الجميع حول العالم: الدولار الأميركي".

*ذا أتلانتك

back to top