علاوي لـ الجريدة•: العبادي قريباً في الكويت والسعودية

نشر في 30-10-2014
آخر تحديث 30-10-2014 | 00:12
• «يجب أن يعمل العراق ضمن المنظومة الإقليمية والعربية»

• «الوقت غير مناسب لاستفتاء تقرير المصير في كردستان»

أكد نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سيزور الكويت والسعودية قريباً، مشدداً على أهمية العلاقات بين العراق والكويت بحكم الروابط الجغرافية والثقافية والتاريخية.

وقال علاوي في لقاء مع «الجريدة» إن التغيير في العملية السياسية بالعراق من خلال تسمية حيدر العبادي لرئاسة الحكومة كان أمراً ضرورياً من أجل تكريس الديمقراطية، معبراً عن ارتياحه إلى أداء العبادي وحكومته. ولفت إلى أهمية أن يعمل العراق ضمن المنظومة الاقليمية والعربية.

وأشار علاوي إلى أن من بين مهامه، كنائب للرئيس، تحسين علاقات بغداد بدول الجوار وإعادة العلاقة ما بين إقليم كردستان والحكومة المركزية. وفيما يلي نص الحوار:

• كيف تقيمون أداء حيدر العبادي وحكومته إلى الآن؟

- أنا شخصياً ومعي بقية المشاركين في العملية السياسية في العراق، لدينا ارتياح تام من أداء السيد حيدر العبادي ومن التعامل معه. ورئيس الحكومة يدرك جيداً خطورة الأوضاع التي يمر بها العراق، وهو يسعى الى العمل في كل الاتجاهات بشكل ايجابي وبانفتاح على الجميع، لتأمين خروج العراق من الظروف التي يعيشها.

اضافة الى ذلك، التغيير في رئاسة الحكومة كان لابد منه، وما حصل مع تسمية العبادي هو تكريس للديمقراطية وتبادل سلمي للسلطة، وهذا بحد ذاته أعتبره تغييرا إيجابيا.

وأعتقد أن جميع المشاركين في العملية السياسية في العراق توصلوا الى تشخيص موحد للمرحلة التي تعيشها البلاد، وهناك إجماع على خطورة الوضع واحتمال تشظي البلاد اذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه.

ووافقت على المشاركة في العملية السياسية وتحديدا في الرئاسة لثلاثة عوامل رئيسية، أولا الإلحاح من الكثير من الأطياف السياسية العراقية والإقليمية والعالمية ومطالبتهم لي بأن أشارك، ثانياً، أن لدي تشخيصا كاملا للمرحلة المقبلة التي يجب أن نستثمرها لمصلحة العراق وسلامة شعبه ووحدة أراضيه، وأخيرا ملف المصالحة الوطنية الذي أصبح ضمن مسؤولياتي، بالإضافة إلى المسؤوليات الأخرى، وهذا أعتبره مفتاح الاستقرار في البلد.

 كما أن العبادي يرى أنني أتحمل جزءا من ترميم العلاقات مع دول المنطقة، وعلى وجه الخصوص العلاقات مع الدول العربية، وأعتقد أن العراق لا يمكن أن يخرج من ثوبه العربي والإسلامي بكل أطيافه، ويجب أن يكون من ضمن المنظومة الإقليمية والعربية ويعمل بها ويتفاعل معها بسلام، لذا كنت أسعى حتى قبل دخولي في السلطة إلى تطوير علاقات العراق مع الأشقاء العرب.

• لماذا إلى الآن لم يقم العبادي بزيارة السعودية رغم زيارته لإيران والأردن؟

- سيزور رئيس الجمهورية فؤاد معصوم المملكة العربية السعودية، وحسب معلوماتي سيزور العبادي الرياض أيضاً، ونحن نسعى إلى أن يزور كل الدول العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي، ورتبت مع عدد من الدول العربية بأن تقدم دعوات للرئيس وللسيد العبادي لزيارتها، وهناك سببان جعلا العبادي يبدأ زياراته الإقليمية بإيران، أولهما أن إيران دولة جارة للعراق ولها تأثير على الوطن العربي، والثاني تبديد المخاوف الإيرانية فيما يتعلق بالتحالف الدولي ضد «داعش»، وأن هذا التحالف العربي والدولي لم يكن موجها ضد أي دولة بقدر ما هو موجه لحماية المنطقة من خطر التطرف.

 وأود هنا أن أشير إلى أن الدولة عندما تكون قوية ومحافظة على هويتها العربية والإسلامية فحتما سيتراجع النفوذ الإقليمي والدولي، أما بخصوص الأردن فهناك خصوصية تربط العراق بالأردن الذي لعب دورا داعما للعراق، وحرص على سلامته سواء في عهد الراحل الملك حسين أو جلالة الملك عبدالله الثاني الآن، إضافة الى أن هناك أعدادا كبيرة من العراقيين في الأردن، فضلا عن عدد من العشائر العراقية، وخصوصاً من المنطقة الغربية من العراق برموزها وقادتها الموجودين في الأردن، لذا كانت الزيارة فرصة أن يلتقي بهم السيد العبادي وقد التقى فعلا بهم.

وأعلن المسؤولون الأردنيون أنهم سيقفون مع العراق حتى يتخلص من أزمته، وهم حريصون على وحدة العراق وسلامته. وهذا لا يعني أنه لن يزور الدول الأخرى.

• هل سيزور السيد العبادي الكويت؟

- نعم، سيصل قريباً وزير الخارجية إبراهيم الجعفري للكويت وسيمهد لزيارة رئيس الحكومة، واليوم تحدثت مع دولتين خليجيتين لاستضافة السيد العبادي وكذلك رئيس الجمهورية.

• هل «الحرس الوطني» مقابل لقوات «الحشد الشعبي»، وهل سيبقى قانون تشكيل الحرس أسير أروقة البرلمان؟

- دائما أطالب بأن يكون أي موضوع تحت المظلة القانونية وتحت مظلة الدولة العراقية ضمن تحديد المهام والمسؤوليات، وبالتالي الحشد الشعبي الموجود الآن إذا استمر على هذه الشاكلة بدون تقنين وبدون أن يكون ضمن أجهزة الدولة وضمن إرادتها فحتما سيشكل خطورة على الوضع وعلى المواطنين أنفسهم.

 كما أن وجود الميليشيات المسلحة أيضا مسألة غير مرغوب فيها، لكن الظروف، وأقصد وجود «داعش»، لعب دورا كبيرا ونسج مخاوف عند البعض مما أدى إلى وجود تلك الميليشيات وذلك الحشد الشعبي، والمحافظات التي كانت محتجة للأسف تُركت ولم تعالج بالحوار، بل عمدت الحكومة السابقة إلى مهاجمتها ومهاجمة المتحتجين والمعتصمين مما شكل وكون أرضية غير سليمة في تلك المحافظات وأدى الى دخول «داعش» إليها.

الخطأ كان بسبب الحكومة السابقة التي لم تستجب لمطالب المحتجين، ولهذا أقول يجب أن يكون لوجود «الحرس الوطني» شكل قانوني سليم حتى لا يكون بعيدا عن الدولة مما يشكل خطرا كبيرا. لكني متفائل جدا بوزير الدفاع الجديد، حيث لديه أفكار جيدة جدا، ويرى ضرورة وجود قانون يحكم كل تلك الميليشيات وغيرها، وهذا توجه الجميع اليوم من القادة السياسيين العراقيين.

وأنا أدعو إلى التجنيد الإجباري، ولكن بشكل مغاير عما كان عليه سابقا، بحيث تكون مدة الخدمة من ستة إلى تسعة أشهر، ومن يريد أن يجدد وجوده بالجيش فلا مانع، إضافة إلى أنه في كل عام يأتي ذلك المجند، حتى بعد تسريحه، مدة عشرة أيام يعيد تدريبه ويعرف وحدته حتى إذا حدث أي اعتداء على البلد يلتحق فورا بوحدته، لأن التجنيد الإجباري يُذيب القصص الطائفية والسياسية ويخلق وحدة في الرأي ويخلق قدرة قتالية مدربة جاهزة للدفاع عن الوطن.

فوجود الدولة يعتمد على ركيزتين أساسيتين القضاء والأمن المتمثل بالشرطة والجيش، وللأسف الأميركيون عندما دخلوا العراق أسقطوا هاتين الركيزتين فأسقطوا الدولة.

• مع تصاعد الدور الإقليمي لأربيل... هل ستتجه الأزمة مع بغداد إلى الحل؟ وهل ستتخلى عن الاستفتاء؟

ـــ أنا حريص اليوم على إعادة العلاقة القوية بين أربيل وبغداد، وهذه إحدى المهام الموكلة لي، لما لي من علاقات جيدة مع الإخوة في الإقليم أفتخر بها، حيث احتضنونا أثناء معارضتنا للنظام السابق، وقد دفعوا ثمن ذلك، والآن هناك إجراءات يجب القيام بها، في مقدمتها إنجاز قانون النفط والغاز، لأنه سيحل الكثير من العقد، إلى جانب قانون توزيع الثروة المالية في العراق، وأرى أن هذين القانونين مغ غيرهما مع بدء حوار أخوي بين الطرفين، كفيلان بحل الأزمة، لذا أعمل جاهداً وسأزور أربيل قريباً من أجل ذلك، أما عن طموح الإخوة الأكراد بشأن تقرير المصير، فهذا لا يعني الانفصال، ولكن الوقت الآن ليس مناسباً لذلك.

• لم ينجح اتفاق تقاسُم السلطة في زمن نوري المالكي وتم نقضه... فهل هناك اليوم ضمانات للاتفاق الذي حدث؟

ــ هي شراكة وطنية، فعندما فزت في 2010 كان هناك توافق إيراني- أميركي بعدم السماح لنا بتشكيل الحكومة، لذا كان هناك ضغط كبير على رئيس الجمهورية بألا يقوم بتكليفي، فوافقنا على موضوع الشراكة الوطنية، لكنه للأسف لم يتحقق، واليوم قبل تشكيل الحكومة الحالية قلت إن على الأقطاب السياسية أن تساهم على أسس ووثائق واضحة، وكان هناك توافق وطني على تكليفي ملف المصالحة الوطنية، ونأمل هذه المرة أن ينجح هذا التوافق.

• كيف يمكن النجاح في تحدي «داعش»؟

- القضاء على «داعش» يتطلب أموراً عدة، في مقدمتها 3 مسائل، أولها وجود جهد استخباراتي حقيقي، وهذا ما يساهم به جميع المتحالفين لتحديد نقاط ضعف وقوة «داعش»، وعلى ضوئها يتم التحرك، ثانيتها أن الطيران لا يمكنه حسم المعارك، مع أنه يقلل ويقلص الانتشار والإمكانيات، لكن المشاة غير العادية، والقوات الخاصة المتميزة لها دورها في حرب المدن، وحرب الصحراء وكذلك البحار والأجواء، أما المسألة الثالثة فهي السياق السياسي لتحصين سكان المناطق الموجودة فيها «داعش»، لتحفيزهم وتعبئتهم للعمل ضد هذا التنظيم من خلال عدم تجاوزهم واحترامهم، والتعامل معهم بروح إيجابية لخلق مناخ آخر لهذه المحافظات معادية لذلك التنظيم، بحيث تتمكن القوات الخاصة والجهد الاستخباري من ضرب هذا التنظيم.

back to top