جون ويك... قاتل يبحث عن الثأر

نشر في 27-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 27-10-2014 | 00:01
يظهر شرطي واحد يرتدي بزته الرسمية في فيلم التشويق {جون ويك} (John Wick). فيرى الدم على وجه جون ويك ويديه.
يقول بكل لطافة: {مساء الخير يا جون}، رغم أنه تلقى شكاوى في شأن {بعض الضجيج}. ومن ثم ينحني لينظر داخل منزل هذا الرجل الفاخر، فيرى جثة. {هل تعمل مجدداً؟}. نحصل على إنكار لا يشبه الإنكار. {سأتركك لتتابع إذاً}.
عالم غريب ابتكره كاتب السيناريو ديريك كولستاد والمخرج تشاد ستاهلسكي في فيلم {جون ويك}. ثمة أخوية للقتلة من الرجال والنساء ينزلون جميعاً في فندق كونتينانتل العريق عندما يزورون مانهاتن. يعرفهم البواب الذكي والمتكتم (لانس راديك، ملائم جداً للدور) بالاسم، ويتوقع مسبقاً كل ما سيحتاجون إليه. أما المالك (إيان ماكشاين، خيار ناجح)، فيلزمهم باتباع قواعد محددة.

يبدو أن كل مَن يرى جون ويك يود أن «يتركه يتابع».

يدفع القتلة والقاتلة (أندريان باليكي) كلفة كل شيء بنقود ذهبية: العقود، خدمات جراح عصابات، وفريق التنظيف الذي يتخلص من الجثث ويزيل الدم.

ولا شك في أننا سنرى الكثير من الدم لأن جون ويك أحد هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون {بمهارات خاصة}، والذين تحفل بهم الأفلام على ما يبدو هذه الأيام.

يؤدي كيانو ريفز دور ويك، الذي نلتقيه وهو مغطى بالدم فيما تصطدم سيارته الرياضية برصيف تحميل. وتُظهر لنا صور من الماضي مدتها خمس دقائق وتخلو تقريباً من الحوار حب حياته (بريجيت مويناهان) وموتها. ولم يتلقَ التعازي إلا من الزميل الوحيد (ويلم دافو) الذي يحضر مراسم دفنها.

يعرف الجميع جون ويك. وكما لو أننا في أحد أفلام الغرب الأميركي، يعبث شاب مجرم وغد (ألفي آلن) مع هذا القاتل المتقاعد. ويتخطى الوغد الحدود عندما يقتل كلب ويك. يدرك كل مَن شاهد فيلماً لجون واين ما يحدث عندما تعبث مع كلب رجل.

تنفتح أبواب جهنم، وهذا ملائم لأن أحد الممثلين المساندين هو دين وينتر، رجل يُدعى {مستر مايهام} يعمل في شركة تأمين. يؤدي في الفيلم دور مساعد شرير جيد على نحو مفاجئ ومعبر جداً.

حصل مايكل نيكفيست من فيلم The Girl with the Dragon Tattoo على أحد أفضل أدواره في هوليوود. فيؤدي شخصية فيغو، رجل عصابات روسي خدع ابنه رب عمله السابق الذي لا يرحم. {رأيته مرة يقتل ثمانية رجال في حانة... بواسطة قلم رصاص فحسب}. {وداعاً}. يتصل فيغو بويك، الذي لا يُعتبر {البعبع}، إنما {الرجل الذي يقتل البعبع}.

مجزرة

يُصنَّف ما يلي ذلك مجزرة دموية عنيفة تقدَّم على طريقة أفلام الحركة للوك بيسون The Transporter، إلا أنها تحمل بعض لمسات جون وو The Killer. صحيح أن ريفز يقصّر في بعض المشاهد التي يضطر فيها إلى الكلام، إلا أنه يبرع في أخرى. ومن المؤكد أن معد مشاهد القتال جوناثان أوسيبيو يستفيد من كل مهاراته في أداء مشاهد الحركة. تأملوا كيف يحمل ريفز المسدس: بكلتا يديه، رأسه مرفوع، ومرفقاه منحنيان. لاحظوا كيف يتحرك مع تبديل أمشاط المسدس وكيف يقتل رجل عصابات بطلقة سريعة في الرأس. يزداد القتال دموية ويتخذ طابعاً شخصياً فيما يسعى البطل للثأر.

بين أفلام الخيال المتقنة، يبدو هذا الفيلم هابطاً، غير أن ريفز ينعش الحركة ويحيطه معدو الفيلم بممثلين مميزين: ماكشين الهادئ المخيف، مدير مشغل التقطيع (جون لوغيزانو)، {المنظف} الأنيق (ديفيد باتريك كيلي من The Warriors) وميكفيست بصوته الذي يشبه الفحيح. أصغوا إلى الطريقة التي يتذمر بها السويدي متلعثماً من تخريب كنزه القيم: {لا يُقدر بثمن}.

يشكل السويديون الذين يؤدون أدوار الروس أفضل الأشرار. يعلم الجميع ذلك، تماماً كما يعرف الجميع في هذا العالم جون ويك والمجزرة القادمة لأن الجميع يعون أن من الخطأ العبث مع كلب قاتل.

back to top