كوباني تحت القصف... و«داعش» يفتتح آبار نفط جديدة

نشر في 26-10-2014 | 00:05
آخر تحديث 26-10-2014 | 00:05
No Image Caption
• غارات جديدة لـ «الائتلاف»
• المعارضة تخوض معركة حاسمة لتأمين إمداداتها إلى حلب
شهدت مدينة كوباني السورية، التي أصبحت رمزاً للمقاومة في وجه الجهاديين، قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة أمس في محاولة أخرى من تنظيم "الدولة الإسلامية" لإحكام قبضته عليها، وذلك غداة سلسلة غارات جوية من الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ساعدت الأكراد على مواصلة الصمود.

بدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش" فجر أمس محاولة جديدة للسيطرة التامة على مدينة كوباني في ريف حلب، في وقت استغل تجنب غارات الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قصف حقول النفط الكبرى وزاد عمليات التنقيب عن آبار جديدة في سورية.

وفيما دخل عرض قيادة "الجيش السوري الحر" المساعدة نفقاً مظلماً بعد نفي حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي السوري بزعامة صالح مسلم إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اتفاق لإرسال أكثر من ألف عنصر لدعم جبهة كوباني، دارت معارك عنيفة جديدة في حي الصناعة وتحديداً قرب مبنى التموين ومقصف كوباني، وفي الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة وصولاً إلى حي المقتلة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن عناصر للتنظيم "متمركزون بالقرب من الحدود التركية أطلقوا نيران المدفعية الثقيلة باتجاه شمال كوباني"، مؤكداً "سقوط أربع قذائف في منطقة مركز الحدود التركية".

قتلى وقصف

وأكد المرصد مقتل 15 بينهم 11 داعشياً خلال اشتباكات تركزت على جبهة سوق الهال والأطراف الشمالية الشرقية لحي كاني عربان وغرب مبنى البلدية.

ونشر الجيش الأميركي مساء أمس الأول صوراً جديدة تظهر استهداف مقاتلاته لمواقع للمتطرفين في محيط كوباني. وأوضحت القيادة المركزية أن طائراتها شنت 22 ضربة جوية ضد متشددي الدولة على مدار يومي الجمعة والسبت.

التنقيب عن النفط

في المقابل، أكد سكان ومسؤولون وتجار في قطاع النفط استمرار "داعش" في استخراج النفط في سورية ويقوم ببيعه، وأنه طور أساليبه في هذه التجارة التي تعتبر مصدر دخله الكبير.

ومع استمرار الضربات الأميركية والعربية والتي استهدفت بعض المصافي المؤقتة وتفادت الآبار الكبرى، لايزال المتشددون قادرين على التربح من مبيعات النفط الخام، بما يصل إلى مليوني دولار يومياً.

وبحسب عاملين في مجال النفط في سورية ومسؤولين سابقين في قطاع النفط وخبراء في مجال الطاقة، فإن التنظيم لايزال يفتتح آبارا جديدة.

وقال شيخ عشيرة يدعى عبدالله الجدعان، في الشحيل وهي بلدة سورية منتجة للنفط في محافظة دير الزور، لوكالة رويترز، إن التنظيم يبيع النفط "ويزيد عمليات التنقيب في آبار جديدة بفضل حلفاء من العشائر، ويستغل عدم قدرة العدو على ضرب حقول النفط".

تخفيضات وعروض

ويشتري معظم النفط تجار محليون، ويلبي الاحتياجات المحلية للمناطق التي يسيطر عليها التنظيم في شمال سورية، لكن بعض النفط المنخفض الجودة بعد تكريره بشكل بدائي يتم تهريبه إلى تركيا، حيث يبلغ السعر حوالي 350 دولارا للبرميل، ما أدى إلى انتعاش تجارة مربحة عبر الحدود. إلى ذلك، واصل رجال أعمال سوريون محليون إرسال قوافل تضم ما يصل إلى ثلاثين شاحنة تحمل النفط من الآبار التي يسيطر عليها "داعش" عبر مناطق يسيطر عليها المتشددون بسورية في وضح النهار دون أن تستهدفهم الضربات الجوية.

وسمح التنظيم للقوافل بالعبور بوتيرة أسرع عبر نقاط تفتيش. وقال سائق شاحنات نفط ومتعامل محلي إن التنظيم شجع الزبائن على زيادة التحميل، وعرض عليهم تخفيضات وتأجيل الدفع.

كما أبلغت "إدارة النفط" التابعة للتنظيم التجار في الأسبوعين الأخيرين أن بإمكانهم تحميل ما يريدون، ودعتهم الى تخزين النفط، وهو أمر يقول تجار إنه مؤشر الى أن التنظيم لايزال يعتقد أن بالإمكان ضرب الآبار. ويقول آخرون إن خطر الهجمات دفع التنظيم لاستخدام الثروة النفطية بشكل أكثر فعالية لتوسيع قاعدة التأييد له بين العشائر.

معركة حاسمة

من جهة ثانية، شن مقاتلو المعارضة المتواجدون شمال حلب ضربات لتأمين خطوط إمداداتهم الى المدينة بعد التقدم الذي أحرزه الجيش النظامي أخيراً.

وأفاد المرصد السوري باشتداد حدة المعارك أمس في جميع أنحاء منطقة حندرات غداة مقتل 15 عنصراً نظامياً له فضلاً عن 12 من المعارضة، مؤكداً خوض المعارضة معركة حاسمة لطرد الجيش من التلال التي استعادها في الأيام الأخيرة.

وأشار المرصد الى انه "في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فإن ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام".

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، روترز، د ب أ)

back to top