لبنان: اشتباكات بين مجموعات «داعشية» والجيش في طرابلس

نشر في 26-10-2014 | 00:02
آخر تحديث 26-10-2014 | 00:02
• مقتل 5 بينهم جنديان وإحباط خطف جنود

• مداهمات لمنازل وضبط كميات من المتفجرات

وسط الحديث عن خلايا لـ «داعش» في لبنان، ومع انكشاف البلاد أمام التهديدات بسبب الانقسام المذهبي والسياسي وعجز القوى السياسية عن التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، انفجرت الأوضاع في طرابلس عاصمة الشمال اللبناني.

بعد أيام من اعتقال «خلية عاصون» ورأسها المدبر أحمد سليم ميقاتي، وبالرغم من التحذيرات المتعددة من خطورة الأوضاع بمدينة طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، انفجرت الأوضاع الأمنية في هذه المدينة، مساء أمس الأول، حيث دارت اشتباكات بين الجيش من جهة ومسلحين إسلاميين يشبته بانتمائهم الى تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ «داعش» من الجهة الأخرى.

وبعد الاشتباكات شن الجيش، أمس، عملية لملاحقة المسلحين، الذين تحصنوا في الأسواق القديمة للمدينة، ودارت معارك عنيفة انتهت عصر أمس بعد انسحاب المسلحين من الأسواق.  

وفي حصيلة أولية لهذه الاشتباكات التي تعد الأعنف منذ أشهر، قتل 5 اشخاص بينهم جنديان على الأقل والعشرات من المسلحين. وقُدّرت أعداد المسلحين الذين شاركوا في الاشتباكات بأكثر من مئتي مسلّح.

شرارة التوتر

وأفادت تقارير بأن التحرّك المسلّح بدأ بعد صلاة الجمعة، بعد دعوة الشيخ خالد حبلص والشيخ طارق الخياط الى العصيان المسلح ضد الجيش اللبناني، وإلقائهما خطباً نارية تضمّنت تحريضاً على الجيش واتهامه بأنه ينفّذ الخطة الأمنية على السُنّة فقط، وحَرضا السنّة على ترك الجيش.

إثر ذلك تجمع أكثر من 150 مسلحاً في باب التبانة، وبدأوا بالانتشار والتسلّل إلى الأسواق الخارجية، مثل خان العسل والتربيعة وباب الرمل والحارة البرانية وسوق القمح وسوق العطارين والنحاسين وباب الحديد وسوق الخضار والزاهرية. وبدأت المواجهات عندما استهدف المسلحون دورية في خان العسكر قرب وسط المدينة، ما أدى الى إصابة أربعة جنود بجروح.

ووصلت معلومات الى الجيش تفيد بأن المسلحين ينوون الدخول الى أحد الجوامع لإعلان إمارة في طرابلس، والطلب من الشباب الالتحاق بهم وتنفيذ هجمات ضد الجيش، فتحرّكت وحدات من الجيش على الفور ضمن خطة محكمة وطوقت المسلحين في أكثر من نقطة، ودارت اشتباكات عنيفة سقط فيها للجيش عدد من الجرحى.

 وكان الداعية الإسلامي داعي الإسلام الشهّال في طرابلس أعلن مساء أمس الأول حالة النفير العام ضد الجيش اللبناني.

وأكد مصدر عسكري لبناني لوكالة «الأناضول» أن «المجموعة المسلحة التي بدأت المعركة ضد الجيش في طرابلس، أمس، يقودها المتطرفان شادي المولوي وأسامة منصور، انتقاما لمداهمات عاصون في الضنية».  وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن المولوي أصيب في الاشتباكات.

قيادة الجيش

وأعلنت قيادة الجيش، في بيان أمس، أن وحدات الجيش واصلت تنفيذ عمليات دهم لأماكن المسلحين وتضييق الطوق عليهم في منطقة الزاهرية- طرابلس، وقد تمكنت من توقيف عدد منهم وضبط كمية من الأسلحة والذخائر والأعتدة العسكرية، كما أوقعت عدداً من الإصابات في صفوفهم.

ولفت الجيش في بيان الى أنه «في محلة المحمرة- عكار، اشتبكت قوى الجيش مع مجموعة مسلحة حاولت قطع الطريق العام، فأعادت فتح الطريق، وقامت بملاحقة عناصرها الذين فروا باتجاه البساتين المجاورة، وأوقعت عددا من الإصابات في صفوفهم.

 وقد سقط للجيش خلال الاشتباك شهيدان وعدد من الجرحى». وأكّدت قيادة الجيش «تنفيذ عمليات دهم للمباني المشتبه بها، حيث دهمت منزل الإرهابي الموقوف لدى الجيش أحمد سليم ميقاتي الملقب بأبي بكر وأبي الهدى، وضبطت بداخله كمية كبيرة من المتفجرات، ويعمل الخبير العسكري على تفكيكها ونقلها إلى مكان آمن ليصار إلى تفجيرها لاحقاً».

كما دهم الجيش منزل الشيخ خالد حبلص في المنية، وصادر منه كميات من الأسلحة والذخائر.

إحباط خطف

وأفادت التقارير بأن قوى الجيش أحبطت محاولة مجموعة مسلحة خطف خمسة عسكريين خلال توجههم إلى مراكز عملهم في محلة المحمّرة – عكار، ولاحقت المسلحين واشتبكت معهم، حيث أوقعت عدداً من الإصابات في صفوفهم.

وحيا الجيش «فعاليات مدينة طرابلس وأبناءها على وقفتهم إلى جانب الجيش ودعم مهمّته»، مؤكداً «مضيه قدماً في عملياته العسكرية حتى القضاء على المسلحين، ومنع جميع المظاهر المسلحة في مدينة طرابلس، تمهيداً لعودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية».

 ودعا المواطنين إلى «التجاوب التام مع الإجراءات التي تنفذها وحدات الجيش تباعاً، وإبلاغ المراكز العسكرية عن أي حالات مشبوهة، وذلك حفاظاً على سلامتهم، واستكمالا للعمليات العسكرية في أسرع وقت ممكن».

توقف الاشتباكات

وتوقفت الاشتباكات عصر أمس، بعد انسحاب المسلحين من وسط المدينة، في ظل إصرار الجيش اللبناني على الاستمرار بالمعركة حتى تمشيط المنطقة وفرض الأمن. أتى ذلك بعد أن أعلن وفد هيئة «العلماء المسلمين» أنه توصل الى حل للأزمة الراهنة، وأنها مسألة ساعات ليس أكثر وتنتهي معركة الأسواق الداخلية في طرابلس. وجاء كلام الهيئة بعد مغادرتها منزل وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، الذي  ترأس اجتماعاً ضم عدداً من وزراء ونواب وفعاليات طرابلس.

الحريري

 الى ذلك، أجرى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري سلسلة اتصالات شملت رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والوزير ريفي ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وتشاور معهم في آخر المستجدات والجهود المبذولة على كل الصعد لاحتواء الأوضاع في طرابلس ومنع تفاقمها، مؤكدا دعمه الكامل للحكومة والجيش والقوى الأمنية والعسكرية في مهماتها لإعادة الأمن والاستقرار إلى عاصمة الشمال.

إجراءات مشددة في عاشوراء

أفادت معلومات بأن «حزب الله» وحركة «أمل» اتخذا الإجراءات الأمنية القصوى وكافة الاحتياطات على أعلى المستويات من أجل ضمان سلامة المشاركين في إحياء مراسم ذكرى عاشوراء، والتي ستكون على غرار العام الماضي من حيث حجم المراسم والمشاركة في بيروت والمناطق.

وكانت التحضيرات اللوجستية لإحياء مراسم عاشوراء قد اكتملت، كذلك تلاحقت الدعوات الى الأهالي لأوسَع مشاركة.

back to top