الممثل اللبناني في الأعمال العربية... تميّز في الأداء وقوة في الحضور

نشر في 26-10-2014 | 00:02
آخر تحديث 26-10-2014 | 00:02
لم يكن الممثل اللبناني يوماً أقل كفاءة من غيره في بلدان عربية أخرى، لكن ضعف الإنتاج وظروفاً محيطة به جعلاه بمعزل عن الدراما العربية المنتشرة بكثرة في الفضائيات، وعن الجمهور العربي. إلا أن ثباته وإيمانه المطلق بقدراته، جذبا المنتج العربي إليه وأفرد له، في الفترة الأخيرة، مكانة مميزة في الدراما العربية، فانطلق عربياً وبات حضوره ضرورياً، ولم يعد أي عمل يخلو من مشاركته... كيف يقيّم الممثل اللبناني تجربته مع الدراما العربية؟
نهلة داود

{الممثلون اللبنانيون يلونون العمل العربي بوجودهم، كونهم محبوبين في الدول العربية وأثبتوا جدارتهم في الدراما}، تؤكد نهلة داود موضحة أنها لاحظت، من خلال مشاركتها في أكثر من عمل عربي مشترك ({حور العين} مع نجدة أنزور و}أهل الغرام} مع الليث حجو...)، الأهمية التي تعطى للمثل اللبناني والثقة في أدائه وإمكاناته.

تضيف: {الممثلون الذين شاركوا في أعمال عربية، وأثبتوا قدراتهم التمثيلية ونوعية أدائهم والتزامهم بالعمل، اعتاد المنتجون العرب وجودهم في أعمالهم، لذا يطلبونهم. من جهتنا، نعرّف هؤلاء إلى شخصيات معيّنة جديدة يريدونها في أعمالهم، وراهناً أصبحت الأمور أسهل مع وجود العرب في بلدنا لتنفيذ أعمال درامية}.

تلفت داود إلى أن الممثل اللبناني لطالما كان الأبرز في الدراما العربية، إلا أن التراجع في الدراما المحلية جعله يواجه عقبات. أما اليوم ومع الإنتاجات المشتركة وعودة المنتجين العرب إلى الساحة اللبنانية، عادت الثقة في الممثل اللبناني، واعتاد الجمهور العربي الخليط في المسلسلات، وتعلق بالممثل اللبناني، وبدا يطالب بأسماء لبنانية معيّنة.

عما إذا كان ذلك يعرقل مسيرة الأعمال المحلية تؤكد: {مع انتشار الفضائيات باتت ثمة حاجة لملء الساعات على الهواء، ما يساعد على استمرارية الإنتاجات المحلية، فتبرز الأعمال الجميلة أكثر من سواها، انطلاقاً من أهمية المحطة التي تعرض العمل وفق عملية تسويق مدروسة، كذلك تُعرض تلك الأعمال في غالبيتها مراراً عبر محطات عدّة}.

ورد الخال

«وجود الممثل اللبناني بات ضرورياً في أي عمل عربي، وبات المنتجون العرب يملكون ثقة أكبر في إمكاناتنا وجماهريتنا محلياً وعربياُ» تؤكد ورد الخال، مشيرة إلى أن {الخلطة في الأعمال المشتركة مطلوبة وتهمّ المنتج والفضائيات، وهي دليل عافية واستمرارية، وتشجّع المشاهدين العرب ليتعرّفوا إلى ممثلين لا يعرفونهم، ويكون الإنتاج أضخم وأقوى}.

تضيف: «أنا معجبة بالممثل اللبناني، ويهتمّ اللبنانيون بمتابعة الفنان اللبناني، ولدى مشاركته في أي عمل عربي آخر يتابعونه حتماً، لا سيما في الأعمال المصرية والسورية، فهو مفضّل في لبنان ومصر وسورية}.

كارلا بطرس

«يشكّل اللبنانيون ركيزة أساسية في الأعمال العربية، لا سيما في التأليف والاخراج والتمثيل»، تشير كارلا بطرس مشددة على أن ما وصل إليه الممثل اللبناني اليوم هو نتيجة أن اللبنانيين كانوا سبّاقين في الصناعة الدرامية.

تضيف: «أفلام كثيرة صورت في لبنان، في الماضي، من بينها تلك التي كانت من بطولة صباح، وبيعت المسلسلات العربية من لبنان إلى الخارج، بعد ذلك أصيبت الدراما بالركود، لذا تأخرت لتحقق انتشاراً عربياً. أظنّ بأن المنتجين العرب تابعوا أعمالنا المحلية غير المنتشرة كثيراً في الوطن العربي، فوجدوا أننا نملك الشكل والإحساس والخبرة والأداء وسعوا إلى التعاون معنا».

عما إذا كان الممثل اللبناني يشعر بالارتياح أكثر في العمل المحلي أم العربي توضح: «من الطبيعي أن يشعر الممثلون اللبنانيون بالراحة أكثر في وطنهم، لكن في مشاركتنا العربية نتعرّف إلى أناس جدد، خصوصاً أنّ كل من يحيط بنا غريب عنّا، بدءاً من المنتج مروراً بالفنيين وصولا الى الممثلين. أما على صعيد الإنتاج، فنشعر أكثر بهذا الاختلاف، إذ تُرصد للعمل العربي أموال أكثر من المحلي، ولا مجال للمقارنة في هذا الإطار. نطمح كممثلين محترفين إلى أن يصبح لبنان بلداً مصنّعاً للدراما لانه لا ينقصنا شيء لتحقيق ذلك».

يذكر أن بطرس شاركت في أكثر من عمل عربي مشترك مثل «روبي» و»نكدب لو قلنا منحبش». حول أهمية هذا النوع في مسيرة الممثل اللبناني تقول: «مهمّ جداً لأنه يعرّف الوطن العربي إليه، في المقابل يتعرّف هو إلى أشخاص مهمّين ويختلط بالنجوم، كذلك يتعرف إلى بلدان جديدة، وطريقة عمل مغايرة».

فادي ابراهيم

«المستفيد الأكبر من مشاركة الممثلين اللبنانيين في الأعمال العربية هم القيميون على هذه الأعمال، لأن وجود الممثل اللبناني في تلك المسلسلات سند لها ولأبطالها»، يقول فادي ابراهيم، لافتاً إلى أن نجومية الممثل اللبناني في بلده هي المعيار الذي يعتمده لاختيار أعمال عربية.

يضيف: «لا بدّ من أن ترافق النجومية كفاءة معيّنة، إذ لا يمكن تحقيق نجومية اعتباطية من دون مهنية. برأيي، تقتصر النجومية الفنيّة على من يشعّ عالمياً لا محلياً أو عربياً فقط». إلى ذلك أعتقد أن المنتج مفيد الرفاعي استند إلى الكفاءة المهنية أولاً في اختياره للممثلين اللبنانيين، في مسلسل «جذور» لأنه مخضرم في قطاع الإنتاج العربي ولديه خبرة ونظرة وهو ذكيّ، لذا لا يمكن أن يختار الشخصيات وفق الأسماء على حساب الكفاءة في أداء الأدوار كما يجب».

عما إذا كانت التقنية تختلف بين الممثل اللبناني والممثل العربي يقول: «لا يمكن الحديث عن تقنية في هذا الإطار، إنما عن أسلوب أدائي يتأثر بمدى عمق الممثل وشخصيته ومستوى معرفته والفراسة التي كانت متوافرة سابقاً لدى العرب ونحن نخسرها راهناً فيما يدرّسونها في الغرب».

يتابع: «التقنية في التمثيل متعلقة بأسس معينة يتم التخصّص فيها، وهي تقنية السيطرة على المشاعر وطريقة الأداء وكيفية استعمال النفس ومخارج الحروف... وهي كلّها تمكّن الممثل من تفسير الشخصية التي يؤديها من خلال احساسه».  يعزو اختلاف أسلوب الاداء بين الممثلين العرب الى شخصية الممثل بحد ذاتها، ونوعية الأعمال التي اعتاد المشاركة فيها.

ريتا حايك

«لم يعد الانتشار مقتصراً على الممثل بل امتدّ إلى الكتّاب والمخرجين اللبنانيين الذين باتوا معروفين في العالم العربي» تؤكد ريتا حايك مشيرة إلى أن الممثل اللبناني أثبت جدارته، ولم يعد أي عمل عربي يكتمل من دون وجود العنصر اللبناني.

تضيف: «في السنوات الأخيرة لم يكن الممثل اللبناني مطلوباً كما هو راهناً. والدليل إلى ذلك أنني شاركت في ثلاثة مسلسلات عربية من أصل أعمال كثيرة عرضت عليّ، رغم أنني بدأت التمثيل منذ ثماني سنوات. هذا الأمر لم يكن متوافراً سابقاً بسبب الفترة الهابطة التي تلت الفترة الذهبية التي عرفتها الدراما اللبنانية مع تلفزيون لبنان. أمّا راهناً فيحقق الممثل اللبناني انتشاراً عربياً مثلما يحقق الممثلون العرب انتشاراً محلياً».

back to top