المرأة كائن ناقص لا يُعتمد عليه

نشر في 25-10-2014
آخر تحديث 25-10-2014 | 00:01
 نادية سالم جاسم نعم هي حقيقة تواجه كل امرأة عندما يتعلق الموضوع بمجتمعنا المحافظ المتدين المتمسك بعاداته الجاهلية قبل التمسك بدينه، فهم ولا أدري من قال وأدخل إلى عقولهم أن المرأة، طبعاً حسب فتاوى من لا عقل له، كائن ناقص لا يجوز الاعتماد عليه في أشياء كثيرة، فهي تحمل وتنجب وتربي وتسهر وتذاكر وتعمل وتفعل كل الأشياء كالأخطبوط بألف ذراع ومع ذلك يتهمها الأغبياء بالنقص وعدم الأهلية.

ففي مجتمعاتنا الجاهلية عندما تذهب الأم إلى المدرسة أو أي مؤسسة تريد أن تباشر أي معاملة أو أوراق لأطفالها تطلب منها تلك المؤسسة إحضار ولي أمر الطفل الذي هو أبوه، أما هي طبعا فليست ولية أمر، بل هي على رأي الإخوة المصريين الولية التي تولول على جوزها لما يموت، هي خادمة هذا الطفل فقط، تؤدي جميع الأشياء فقط ولا يعترف بها عند خط النهاية، أحضري ولي أمر الطفل ليوقع، فأنت لست أهلا لذلك.

فالأم المسكينة تركض بين ردهات المستشفى ليلاً ونهاراً، ولكن عندما يتعلق الأمر بأوراق المستشفى فهي غير معترف بها ويجب أن يوقع ولي أمر الطفل، والمصيبة ذاتها في المدرسة، فهي لا تستطيع أن تنقل طفلها من مدرسة إلى أخرى إلا بتوقيع الأب، ولا تشك خيطاً بإبرة إلا بتوقيع الأب، أما الولية فلا حق لها سوى أن تولول على نفسها، وإذا كان الأب متوفى أو مسافراً لحظة الحاجة لتوقيع الأوراق يحضر عمه أو جده، أي يحضر رجل والسلام، المهم ألا تكون هي من يوقّع على أي ورقة، ولتتوسل بالعم والجد أو أي ذكر في العائلة المشغولة حتى يتفضل ويوقع على ورقة عملية مستعجلة أو مصير دراسي، ويبقى مصير هذا الطفل معلقاً بقرارات مستبدة غير عقلانية وظالمة لا تعطي لأمه الحق في تقرير مصيره.

كم من القضايا ظلت معلقة بين الأم والأب في أروقة المحاكم لأن الوالد قرر أن يعاقب الأم بسبب مشاكل بينهما، فلا يذهب إلى أي مكان يطلب توقيعه المقدس، فيقع الطفل في مأساة الجهل والأنانية ويضع مستقبله بل حياته في خطر، لا سيما إذا تطلب الأمر إجراء عملية مستعجلة؛ لأن القانون المقدس لا يعطي أمه التعيسة أي حق في تقرير مصيره، فليمت هذا الطفل أو ليتدمر مستقبله لا يهم، المهم أن الأب طبق القانون، وتباً لكل أم أرادت أن ترهق نفسها بإنجاب أطفال في هذا المجتمع المتخلف الذي أهدر إنسانيتها وحقها الديني وعاملها كمخلوق ناقص.

يا سيداتي: لن تشعرن باحترام داخلي لأنفسكن شئتن ذلك أم أبيتن إلا إذا تغيرت النظرة الدونية للقانون الذي سلبكن حق تقرير مصير أطفالكن وحياتكن إليكن، ولو فعلتن ما فعلتن ووصلتن إلى أعلى الدرجات والمراتب.

back to top