السلام دائماً يحرج إسرائيل

نشر في 25-10-2014
آخر تحديث 25-10-2014 | 00:01
 عبدالوهاب النصف في عام ١٩٧٠ وبعد معارك جوية دارت بين القوات المصرية والإسرائيلية أسقطت القوات المصرية خلالها طائرات إسرائيلية حديثة الصنع من صناعة أميركية، واستمرار الفصائل الفلسطينية بالعمليات الفدائية في غور الأردن أوقع إسرائيل في مأزق بسبب الخسائر البشرية اليومية في صفوف الجيش، فقدمت الولايات المتحده الأميركية مبادرة وليم روجرز لوقف إطلاق النار لثلاثة شهور وافق عليها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والملك حسين، في حين رفضتها منظمة التحرير الفلسطينية.

 تعرض الزعيم جمال عبدالناصر إلى هجوم شديد على موقفه من المبادرة من أطراف عربية وحركات سياسية، ومن ضمنها القوميون العرب (حلفاؤه السابقون) وغيرهم، واتضح فيما بعد أن هذه المبادرة أضرت إسرائيل أكثر من أي شيء آخر، حيث كانت يعتمد الإسرائيليون على رفض الدول العربية والفصائل الفلسطينية الدائم لمبادرات السلام، وذلك من أجل تعزيز مكانتهم الدولية، فكانت ذريعتهم لأعمالهم المشينة هي (نحن من نريد السلام والعرب يرفضون المبادرات)، فخسرت إسرائيل ورقة مهمة تعتمد عليها في مواقفها الدولية.

***

 البرلمان البريطاني بعد أن صوت بتأييد ٢٧٢ صوتاً مقابل رفض ١٢ للاعتراف بالدولة الفلسطينية صرح رئيس الوزراء كاميرون "أنه لا اعتراف إلا بعد اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل"، وكذلك يأتينا وزير الخارجية الفرنسي فابيوس ويقول إن الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة مرتبط بمدى أهمية ذلك لسلام دائم، الواضح أن إسرائيل استغلت ورقة السلام فعلاً ونجحت في إقناع العالم أنها هي من تبحث عن السلام وأن العرب هم أعداؤه، ولكن بقليل من المنطق، نعرف أن من يتلذذ بقتل الأطفال والنساء والأبرياء لا يمكن أن نقول عنه إنه باحث عن السلام أو يعرف ما تعنيه هذه الكلمة، ولكنهم جعلوا منها ذريعة للاستمرار في التوسع واستمرار سفك الدماء، مستغلين حماس الحركات السياسية الرافضة لأي مبادرة مع المستوطن.

***

       يجب أن نتفق على أن إسرائيل لن تزول اليوم بقوة عسكرية، وذلك بسبب الإمكانات العسكرية الضخمة والمتطورة التي تمدها بها الولايات المتحدة، وإنما أكثر ما يمكن أن يضر إسرائيل هو وجود دولة فلسطينية مستقلة تستطيع أن تقوم بتحالفات اقتصادية كبيرة في المستقبل، ويصبح لها وجود ومصالح، فلا ننسى أن قوة عظمى كالاتحاد السوفياتي لم تسقط عسكرياً إنما بحرب باردة حظر فيها العقل والفكر والاقتصاد بقوة.

***

 الزبدة:

السلام يعني للإسرائيليين ترسيم حدود دولية، وهذا ما ينهي حلم التوسع الصهيوني بالمنطقة، في حين السلام للفلسطينيين يعني قيام دولة فلسطينية مستقلة، وأي تعدّ على حدودها الدولية سيسمى اجتياحا، وأي اعتراض على سياستها سيسمى تدخلا خارجيا، إذاً بمبادرات السلام ينتهي حلم ويتحقق آخر، فلا نقع في فخ الصهاينة وحلفائلهم بتأجيج الخلافات وصرف النظر عن عملية السلام.

back to top