الاكراد يتصدون للجهاديين في كوباني

نشر في 24-10-2014 | 13:52
آخر تحديث 24-10-2014 | 13:52
No Image Caption
اكد مسؤولون اميركيون ان الاكراد قادرون على التصدي للجهاديين في مدينة عين العرب السورية (كوباني) مع التحذير في الوقت نفسه بان الجيش في العراق المجاور ليس قادرا بعد على شن هجوم مضاد واستعادة المناطق التي سقطت في ايدي تنظيم "الدولة الاسلامية".

وبدعم من الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يقاتل الاكراد ضد الجهاديين على عدة جبهات بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "خسائر فادحة تسجل في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية يوميا. لقد ابلغنا شهود بان جثث المقاتلين ممدة في الشوارع حيث يتواجد التنظيم بسبب الغارات او المقاومة القوية التي تبديها وحدات حماية الشعب" الكردي.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية رفض كشف هويته ان خطوط القتال بين الدولة الاسلامية والقوات الكردية لم تتغير منذ اسبوع، مضيفا "اعتقد ان الاكراد الذين يدافعون (عن المدينة) سيتمكنون من الصمود" امام الهجوم الذي اطلقه الجهاديون في 16 ايلول/سبتمبر.

واورد مسؤول اخر في القيادة الاميركية الوسطى المكلفة المنطقة "اذا شاهدتهم ماذا حصل منذ اسبوع ونصف، فان خط الجبهة في كوباني لم يتحرك تقريبا"، متحدثا عن "حرب شوارع" على الارض مع تبادل للسيطرة على بقايا منازل من وقت الى اخر.

واعلن الجيش الاميركي الخميس ان الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا حوالى 6600 طلعة جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية والقوا اكثر من 1700 قنبلة.

ولمدينة كوباني السورية الكردية المجاورة للحدود مع تركيا اهمية رمزية لمقاتلي الدولة الاسلامية وللتحالف الدولي على السواء، ما يجعل المسؤولين الاميركيين في القيادة الوسطى يتوقعون استمرار هجوم الجهاديين.

وقتل 553 شخصا في سوريا غالبيتهم الساحقة من المسلحين المتطرفين غير السوريين في ضربات التحالف الدولي.

وقال المرصد ان طائرات التحالف اغارت مجددا على غرب كوباني ليل الخميس الجمعة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس الخميس ان "553 شخصا هم 464 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية و57 عنصرا من تنظيم جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) و32 مدنيا قتلوا في الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد اهداف في سوريا منذ شهر".

واضاف ان "الغالبية الساحقة من هؤلاء المسلحين الذين قتلوا في الغارات ليسوا سوريين".

وتأثير الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي يبقى موضع نقاش في واشنطن حيث يؤكد البيت الابيض انها الحقت خسائر بالجهاديين فيما يشير منتقدو الضربات الى ان تنظيم الدولة الاسلامية حقق مكاسب على الارض رغم الغارات.

وفي واشنطن اقر وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل بنتائج "متفاوتة" للضربات لكنه اردف قائلا "نعتقد ان استراتيجيتنا تحقق نجاحا".

وتنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن "الخلافة" في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا، يعتبر المجموعة "ألارهابية" الافضل تمويلا في العالم حيث يكسب حوالى مليون دولار يوميا من مبيعات النفط في السوق السوداء.

ويبدو ان الاكراد في كوباني تمكنوا من صد هجمات الاسلاميين وصمدوا لاكثر من شهر فيما تلقوا وعودا بتعزيزات من اكراد العراق والقاء الولايات المتحدة اسلحة من الجو.

لكن رغم الغارات الجوية تمكن تنظيم "الدولة الاسلامية" من احراز تقدم الخميس بعد اشتباكات طويلة بدات الاربعاء في شمال المدينة وفي وسطها، وذلك للمرة الاولى منذ ايام كما افاد المرصد السوري.

كما تمكن التنظيم من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل ايام لصالح المقاتلين الاكراد، وفقا للمرصد ايضا.

ويواجه عناصر التنظيم المتطرف مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد الذين تلقوا في بداية الاسبوع مساعدات عسكرية القتها طائرات التحالف، وينتظرون وصول مقاتلين اكراد من قوات البشمركة بعدما وافق برلمان اقليم كردستان العراقي على ارسال مقاتلين.

وقال يوسف محمد صادق رئيس البرلمان في الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي اثر اجتماع في اربيل ان البرلمان "قرر ارسال قوات الى كوباني للدفاع عنها".

وتأتي هذه الموافقة اثر قرار تركيا بقبول انتقال قوات البشمركة من الاكراد العراقيين عبر اراضيها الى مدينة كوباني، رغم رفضها انتقال اكراد اتراك من مقاتلي حزب العمال الكردستاني الانفصالي الى مدينة عين العرب للقتال فيها.

لكن المسؤولين الاميركيين عرضوا صورة اكثر تشاؤما بخصوص العراق.

وقالوا ان الجيش العراقي لا يزال غير قادر على شن هجوم كبير لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الجهاديون وهو يعيد رص صفوفه بعد سلسلة نكسات سجلها هذه السنة.

وقال مسؤول عسكري اميركي للصحافيين ان القوات العراقية قادرة حاليا على شن هجمات محدودة على تنظيم الدولة الاسلامية لكنها بحاجة الى وقت للتخطيط والتدرب على شن عملية اوسع نطاقا حتى بدعم جوي من التحالف الدولي.

واضاف المسؤول "لا يزالوا غير قادرين على القيام بذلك (شن هجوم مضاد) قبل اشهر".

واضاف "هذا الامر ليس وشيكا".

وقد دمرت قوات التحالف الدولي التي تحارب تنظيم الدولة الاسلامية ليل الخميس الجمعة مستودع اسلحة ومركز تدريب للتنظيم في منطقة كركوك بشمال العراق اثناء غارة قالت قيادة الاركان الفرنسية انها كانت مكثفة وشديدة.

وصرح قائد اركان الجيوش الفرنسية بيار دي فيليرس لاذاعة "اوروبا1" صباح الجمعة ان "الليلة الماضية نفذنا عملية كبيرة في العراق".

واوضح الضابط ان الغارة التي شاركت فيها طائرات "رافال" التي ارسلتها فرنسا في اطار التحالف، سمحت بتدمير مبان كان مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية "ينتجون فيها عبوات واسلحة لمهاجمة القوات العراقية".

وقد حقق تنظيم "الدولة الاسلامية" تقدما اضافيا الخميس في محافظة الانبار في غرب العراق، حيث تواجه القوات العراقية والعشائر المساندة لها مزيدا من التراجع، بحسب ما افاد مسؤولون.

وسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" اثر هجوم كاسح شنه في حزيران/يونيو الماضي، على مناطق واسعة في العراق، لا سيما مدينة الموصل (شمال)، ومناطق واسعة في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك.

من جانب اخر، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الكويت ستستضيف الاسبوع المقبل مؤتمرا يبحث سبل الحد من الحملات الهادفة الى تجنيد الجهاديين في العراق وسوريا وخصوصا عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

ويزداد قلق الحكومات الغربية من عدد الشبان في اوروبا واميركا الشمالية الذين جندوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتوجهوا الى سوريا للانضمام الى صفوف مقاتلي الدولة الاسلامية.

back to top