برلمان كردستان يوافق على إرسال «البيشمركة» إلى سورية

نشر في 23-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-10-2014 | 00:01
• الزعبي: ساعدنا كوباني وأسقطنا مقاتلتين لـ «داعش»       • الأسد يعيِّن خمسة محافظين جدداً

منح إقليم كردستان العراق أملاً في حسم المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في كوباني لمصلحة أكراد سورية، بموافقته أمس على إرسال قوات من البيشمركة لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي واصل هجومه على المدينة دون حدوث أي تغيير على الأرض.

استجاب برلمان إقليم كردستان العراق الشمالي أمس لطلب رئيس الإقليم مسعود البارزاني إرسال قوات من البيشمركة الكردية لقتال تنظيم «الدولة الاسلامية» المعروف بـ»داعش» دفاعاً عن مدينة كوباني الكردية (عين العرب) في شمال سورية، التي تشهد هجوماً دامياً منذ أكثر من شهر.

وأوضح رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني أوميد خوشناو أن برلمان الإقليم عقد أمس جلسة باستضافة وزير البيشمركة مصطفى سيد قادر لإعطاء الترخيص والسماح لرئيس الإقليم بتحريك القوات الى مدينة كوباني.

وأشار خوشناو إلى ان بارزاني وجه رسالة مساء أمس الأول الى برلمان الاقليم لاتخاذ قرار بالسماح له بتحريك قوات كردية الى خارج إقليم كردستان، الذي يتألف من ثلاث محافظات كردية ويتمتع بقرار مستقل لا تدخل للحكومة المركزية في بغداد فيه.

يأتي ذلك بعد يومين من إعلان تركيا قرارها السماح بمرور مقاتلين أكراد عراقيين عبر أراضيها للوصول الى كوباني.

معارك متقطعة

ودارت أمس معارك متقطعة على محاور عدة من كوباني أوقعت منذ ليل الاثنين- الثلاثاء 41 قتيلاً في صفوف «وحدات حماية الشعب» الكردية وتنظيم «داعش»، ولم تحدث آخر جولاتها التي تواصلت طوال يوم أمس أي تغيير على الأرض.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن اشتباكات اندلعت مساء الثلاثاء واستمرت عنيفة حتى منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء، ثم تراجعت قبل ان تستأنف صباح أمس وتتركز في وسط وشمال المدينة.

وأشار المرصد الى مقتل «ما لا يقل عن 18 مقاتلا داعشياً خلال الاشتباكات التي دارت على جبهات عدة»، بالإضافة الى ستة مقاتلين من «وحدات الحماية».

كما قتل ثلاثة عناصر من التنظيم جراء قصف لطائرات التحالف العربي- الدولي على مناطق في كوباني بالكردية ومحيطها.

أردوغان والإمدادات

وليل الاحد (الاثنين)، القت طائرات اميركية مساعدات عسكرية مصدرها كردستان الى مقاتلي كوباني بواسطة المظلات، لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال إن الولايات المتحدة أخطأت بإسقاط هذه الإمدادات بعد وقوع معظمها في يد متشددي تنظيم الدولة.

وقال اردوغان، في مؤتمر صحافي في أنقرة، «ما حدث هنا في هذا الصدد تبين أنه كان خطأ. لماذا تحول إلى خطأ؟ لأن بعض الأسلحة التي أسقطت جوا استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية».

هجوم نظامي

وعلى الجبهة الثانية، نفذ سلاح الجو السوري أكثر من 200 ضربة جوية في انحاء البلاد خلال الساعات الست والثلاثين الماضية في زيادة كبيرة للغارات الحكومية.

وقال المرصد إنه منذ منتصف ليل الأحد نفذ الجيش الحكومي 210 غارات على الاقل استخدمت فيها البراميل المتفجرة على محافظات في شرق سورية والشمال والغرب وأوقعت الكثير من الخسائر.

وأضاف أن الغارات ضربت مناطق في محافظات حماة ودرعا وادلب وحلب والقنيطرة وأيضاً في ريف دمشق ودير الزور الشرقية حيث تقصف القوات التي تقودها الولايات المتحدة تنظيم الدولة.

حدود الأردن

وعلى الحدود مع الأردن، ارتفع إلى 22 عدد القتلى الذين قضوا أمس جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة نصيب، من ضمنهم 13 طفلاً وثلاث مواطنات، فيما سقط عدد آخر من الجرحى، بحسب المرصد.

وأكد وزير الإعلام في الحكومة السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد عمران الزعبي، أن بلاده قدمت دعما عسكريا ولوجستيا لمدينة كوباني السورية الكردية الحدودية مع تركيا، التي تواجه هجوماً لتنظيم «الدولة الإسلامية منذ أكثر من شهر، رغم أن الجيش الموالي للنظام انسحب من معظم المناطق الكردية السورية منذ صيف 2012.

وقال الزعبي في تصريحات للتلفزيون السوري مساء أمس الأول، إن «الدولة بقواتها المسلحة بشكل مباشر أو بطيرانها، قدمت الدعم العسكري واللوجستي والذخائر والسلاح للمدينة. فعلت ذلك ولا أحد ينكر، وستبقى تفعل ذلك بأعلى وأقصى طاقة ممكنة، لأن هذه قضية وجودية مصيرية».

وتابع «لن يقتطع شبر واحد من الأراضي السورية لمصلحة أحد، لا عصابات ومجموعات إرهابية ولا دول ولا كيانات، فالأراضي السورية خط أحمر، ونحن مستعدون كمواطنين سوريين للدفاع عن الوحدة الوطنية والسيادة حتى آخر سوري في سورية».

إسقاط طائرتين

وفي سياق آخر، قال الوزير السوري إن سلاح الجو السوري أسقط طائرتين من أصل 3 حلق بها تنظيم «داعش» فوق حلب.

وأوضح أنه «بخصوص فيلم اليوتيوب عن سيطرة الإرهابيين على 3 طائرات في مطار الجراح العسكري بحلب، فهناك 3 طائرات قديمة قام الإرهابيون بتجريبها، لكن الطيران العربي السوري قام بالتحليق فوراً ودمر 2 منها على المدرج أثناء هبوطهما، وقد خبأوا واحدة والبحث جارٍ عنها وستدمر».

ورأى أن «هذه الطائرة لا تشكل قلقاً ولا يستطيعون استخدامها»، وأضاف ان «استخدام داعش لهذه المقاتلات بمنزلة الذريعة لحكومة أردوغان لإقامة منطقة حظر جوي، بحجة امتلاك الإرهابيين مقاتلات».

وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس قرارا يقضي بتعيين خمسة محافظين جدد في كل من حلب (شمال) واللاذقية وطرطوس (غرب) وإدلب (شمال غرب) والقنيطرة (جنوب). وذكرت وكالة «سانا» الرسمية أن الأسد «أصدر مرسوما بتعيين الدكتور محمد مروان علبي محافظا لمحافظة حلب، والدكتور خير الدين السيد محافظا لمحافظة ادلب، وابراهيم خضر السالم محافظا لمحافظة اللاذقية، واحمد الشيخ عبدالقادر محافظا لمحافظة القنيطرة، وصفوان ابوسعدة محافظا لمحافظة طرطوس».

ولم تفصح الوكالة عن المزيد من التفاصيل. وبموجب هذا المرسوم، يحل علبي محل وحيد عقاد الذي عين محافظا لحلب في أغسطس 2012، في ثالث تغيير يشمل هذه المحافظة منذ اندلاع النزاع في منتصف مارس 2011.

وتشهد حلب، التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، معارك يومية منذ اكثر من عامين بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، ويتقاسم الطرفان السيطرة على احياء في المدينة.

وسيشغل السيد منصب ابوسعدة المعين في يناير 2013، في محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، والتي تعد احدى نقاط ثقل مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على كل ريفها تقريبا.

وسينتقل أبوسعدة لشغل منصب نزار اسماعيل موسى في طرطوس الساحلية، والتي عبرت شريحة واسعة من ساكنيها المؤيدين للنظام عن شعور متنام بالسخط ازاء مشاريع سياحية واستثمارية ضخمة تتم برعاية الحكومة فيها، وازاء مقتل العديد من ابنائهم المنضوين في الجيش السوري.

وتعد محافظة طرطوس العدد الاكبر من القتلى في صفوف قوات النظام، وهي من ابرز تجمعات الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري. وتعتبر منطقة الساحل «الخزان البشري» للنظام على صعيد الجنود وقوات الدفاع الوطني التي تقاتل الى جانب الجيش.

فشل ذريع

وغربا، يحل السالم محل محافظ اللاذقية أحمد شيخ عبدالقادر الذي أطلق موالون للأسد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت في أغسطس 2013، من اجل اقالته بسبب «الفشل الذريع في تنظيم تشييع ودفن شهداء مجزرة ريف اللاذقية الشمالي والمعاملة السيئة لاهالي الشهداء والجرحى»، في اشارة الى هجوم لـ«جبهة النصرة» على قرى في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية اقدموا خلاله على تنفيذ اعدامات بحق العديد من المدنيين، وغالبيتهم من العلويين.

وفي خامس تغيير يشمل محافظة القنيطرة الحدودية مع هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل، والتي تشهد اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، عين عبدالقادر محافظا للقنيطرة، عوضا عن معن صلاح الدين العلي الذي كان كلف بمهامه في يوليو 2013.

وصدرت تعيينات عدة لمحافظين طالت تقريبا كل المحافظات السورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الاسد في منتصف مارس، وبعض المحافظين تغير اكثر من مرة.

(دمشق، أربيل،

واشنطن- أ ف ب،

رويترز، د ب أ)

«البنتاغون»: «داعش» تلقى

طرد سلاح بالخطأ

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس إن طردين من المساعدات العسكرية التي يتم إسقاطها جواً ضلا طريقهما بعيداً عن أكراد سورية في كوباني في وقت سابق هذا الأسبوع. وأضافت أن أحدهما تم تدميره، والآخر حصل عليه مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارين «أعلنا أن أحد الطرود ضل طريقه وجرى تدميره، ومنذ ذلك الحين أعدنا تتبع ما حدث، وتبين لنا أن طرداً آخر ضل طريقه وربما سقط في أياد معادية». وأضاف أن 26 طرداً آخر أسقطت في كوباني ووصلت إلى للأكراد. وكان «داعش» نشر شريطا مصورا لسيطرته على أسلحة أميركية أسقطت جواً.

أوجلان يتمسك بالسلام والبارزاني «الكردي الأول»

أربيل ترعى اتفاقاً بين أكراد سورية لإدارة «غرب كردستان»

عبّر زعيم حزب «العمال الكردستاني» التركي المتمرد عبدالله أوجلان، خلال لقائه في سجنه أمس الأول وفداً من الأحزاب الكردية التركية، عن تمسكه بعملية السلام مع الحكومة التركية.

ونقل بيان لحزب «الشعب الديمقراطي» المؤيد للأكراد عن أوجلان قوله «أود أن أقول إننا دخلنا في 15 أكتوبر في مرحلة جديدة من العملية التي تتطلع إلى المستقبل الديمقراطي لتركيا (...) وأملي في رؤية هذه العملية تصل إلى نهايتها قد تعزز».

وتعرضت المفاوضات، التي بدأت قبل عامين والرامية إلى وضع حد لحركة التمرد الكردي التي أوقعت نحو 40 ألف قتيل منذ 1984، للخطر على خلفية موقف حكومة حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي من الأوضاع في مدينة كوباني السورية الكردية الحدودية مع تركيا.

وقتل 35 شخصاً في تظاهرات كردية ضد رفض الحكومة التدخل عسكرياً لإنقاذ كوباني، بينما قصف الجيش التركي مواقع عسكرية لـ«العمال الكردستاني» في سابقة منذ وقف إطلاق النار الذي أعلنه المتمردون الأكراد في مارس 2013.

ودعا أوجلان الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد في سجن جزيرة ايمرالي (شمال غرب تركيا) إلى «استخلاص العبر» من أعمال الشغب التي وقعت أثناء التظاهرات الموالية للاكراد، وحث الأطراف على اتخاذ «مبادرات سياسية شجاعة».

وكان أوجلان حذر في سبتمبر من أن سقوط كوباني سيعني موت عملية السلام. ورغم أن السلطات التركية نددت بشدة بوقوف «العمال الكردستاني» وراء أعمال الشغب الأخيرة، فإنها جددت التزامها بالتوصل إلى اتفاق سلام.

وتعتبر أنقرة حزب «العمال الكردستاني» منظمة إرهابية، كما تعتبر أن حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري وذراعه المسلحة «وحدات حماية الشعب» الذي يقاتل في كوباني فرعاً لـ«العمال الكردستاني» التركي، لذلك رفضت أنقرة السماح لمتطوعين أكراد أتراك بالعبور للقتال في كوباني، لكنها قالت في المقابل انها قد تسمح لقوات البيشمركة الكردية النظامية التابعة لإقليم كردستان العراق بالوصول إلى كوباني.

البارزاني لاعب أول

ورأى مراقبون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يحتفظ بعلاقات مميزة مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، يعتبر أن الأخير وقوات البيشمركة الموالية له قد يشكلان ضمانة للحد من نفوذ «العمال الكردستاني»، ولعدم انفجار الملف الكردي الذي يلقي بثقله على 4 دول هي العراق، وسورية، وإيران، وتركيا بشكل غير مضبوط.

وقد تحول البارزاني إلى اللاعب الكردي الأول، والى لاعب إقليمي بارز، فهو يتلقى دعماً عسكرياً من عشرات الدول التي تساهم أيضاً في تدريب البيشمركة لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش». كما يحتفظ البارزاني بعلاقة جيدة مع إيران التي يعيش فيها أيضاً ملايين الأكراد، كما أنه يتأهب ليصبح لاعباً في سورية اذا ما تمكنت البيشمركة من تحرير كوباني.

اتفاق بين أكراد سورية

وعزز البارزاني موقعه هذا في صدارة المشهد الكردي، بعد أن توصلت الأحزاب الكردية السورية مساء أمس الأول إلى اتفاق مبدئي على مسألة إدارة المناطق الكردية السورية. وكان البارزاني رعى اجتماعات تصالحية للأحزاب السورية الكردية في مدينة دهوك في إقليم كردستان العراق.

وينص الاتفاق، الذي تم التوصل اليه برعاية البارزاني وحضور رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري صالح مسلم، على تشكيل مرجعية سياسية كردية واحدة، ووضع آلية للادارة المشتركة للمناطق الكردية السورية، وتشكيل قوة عسكرية مشتركة تحل مكان وحدات «حماية الشعب الكردي»، الذراع المسلحة لحزب «الاتحاد الديمقراطي».

back to top