الحوثيون يسيطرون على الحجة... ومعارك طاحنة في رداع

نشر في 22-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 22-10-2014 | 00:01
No Image Caption
مسلحو الجماعة يقتحمون شركة صافر النفطية في صنعاء... وتظاهرات ضدهم في إب والعاصمة
بسط المسلحون الحوثيون سيطرتهم الكاملة على محافظة الحجة المحاذية للسعودية، في خطوة ستثير مزيداً من التوتر في المنطقة، بينما تواصلت المعارك الطاحنة بين «الجماعة» و«القاعدة» والقبائل في عدة مناطق وسط البلاد.

أكدت مصادر يمنية مطلعة أن الحوثيين بسطوا سيطرتهم الكاملة على محافظة الحجة الحدودية مع السعودية.

 ونقلت الصحف السعودية عن مصادر أن الحوثيين تسلموا المحافظة دون مقاومة، بعد أن سيطروا على معظم المديريات هناك خلال الأشهر القليلة الماضية.

جاء ذلك في حين تواصل التوتر في محافظتي إب والبيضاء، حيث قتل أكثر من 120 شخصاً خلال الأيام القليلة الماضية في اشتباكات بين الحوثيين وأنصار تنظيم «القاعدة» ومسلحين قبليين، بعد أن تعهدت القبائل في المحافظتين بطرد الحوثيين.  

وشهدت مدينة رداع في محافظة البيضاء، أمس، اشتباكات عنيفة ومواجهات بين المسلحين الحوثيين ومسلحي القاعدة ورجال القبائل في شوارع المدينة وبعض المناطق المحيطة بها. وأفادت مصادر محلية بأن مواجهات عنيفة دارت في سيلة حرية بالقرب من نقطة دار النجد العسكرية بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة رداع، واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وذكرت مصادر مطلعة أن 4 جنود بينهم ضابط قتلوا في المواجهات، مشيرة الى أن الحوثيين تمركزوا بالقرب من نقطة دار النجد وفي قلعة رداع التاريخي، كما استخدموا الرشاشات المتوسطة لإطلاق النار من القلعة الى مناطق المواجهات في محيط النقطة.

وذكرت المصادر أن اشتباكات وحرب شوارع دارت في محيط قلعة رداع وباب المحجري وشارع المستشفى، حيث أفاد شهود عيان بإطلاق نار من وإلى قلعة رداع وحدوث 6 انفجارات في القلعة وبجوارها، وسط مخاوف من انهيارها فوق الحارات المجاورة لها.

ووفق المصادر فإن المواجهات استمرت حتى ظهر أمس، ثم توقفت باستثناء سماع إطلاق رصاص بشكل متقطع في أطراف المدينة.

 وتضاربت الأنباء عن عدد الضحايا في المواجهات، ففي حين تحدثت مصادر عن سقوط أكثر من 13 قتيلا وجرح آخرين من الطرفين، تحدثت أنباء عن مقتل 15 من الحوثيين و5 من «القاعدة» والقبائل.

الى ذلك أفادت المصادر بأن الحوثيين فجّروا منزلين في مدينة رداع، الأول لأحد عناصر «القاعدة» برداع نصر الحطام، والآخر منزل محمد عبدالله النعيمي الذي يتهمه الحوثيون بانتمائه لجماعة «أنصار الشريعة»، موضحة أن المسلحين الحوثيين اقتحموا منزل القيادي في حزب الإصلاح الشيخ قائد الحطام بعد قصفه بالقذائف، قبل أن يخرجوا منه بعد مساعي وساطة قبلية نجحت في إقناعهم بالخروج واحتواء المشكلة.

وفي سياق متصل، اندلعت اشتباكات في مناطق وادي ثاة والحميدة وحول جبل شبر الفاصل بين مديرية العرش وقيفة شمال مدينة رداع، في حين تشهد جبهة القتال في جبل اسبيل المطل على منطقة المناسح بقيفة من جهة عنس ذمار معارك عنيفة متواصلة بين الحوثيين من جهة و»القاعدة» ورجال القبائل من جهة أخرى.

اقتحام «النفط»

وأفادت المصادر بأن مسلحي الحوثي اقتحموا أمس الأول شركة صافر النفطية اليمنية بصنعاء، وهي ذراع حكومية بإدارة قطاع النفط، وطالبوا المسؤولين هناك بوقف عمليات تصدير الغاز المسال.

وتدير شركة صافر اليمنية القطاع 18، وهو أكبر قطاع بترولي في اليمن ينتج حوالي 35 ألف برميل نفط يومياً. وتعد صافر المنتج الوحيد للغاز الطبيعي المسال والمصدر إلى محطة التسييل في منطقة بلحاف بمحافظة شبوة، وتصدر الشركة ما يقارب مليار قدم مكعبة يومياً.

تظاهرات وتشكيل الحكومة

الى ذلك، شارك عشرات اليمنيين، أمس، في وقفة احتجاجية أمام مقر محافظة إب جنوب العاصمة صنعاء، للمطالبة بخروج جميع المليشيات المسلحة منها، وتظاهر ناشطون يمنيون للأسبوع الرابع في صنعاء ضد وجود مسلحي الحوثي في العاصمة.  

وأكّد مصدر مقرب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن «التقسيم المقترح لحصص الأحزاب يتضمّن 9 وزارات لحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، ومثلها لأحزاب اللقاء المشترك، إضافة إلى 6 حقائب للحوثيين، ومثلها للحراك الجنوبي، على أن تكون الوزارات الأربع السيادية من نصيب هادي».

وأعلن تكتل أحزاب «اللقاء المشترك»، أمس، عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، لكنه أكد دعم جهود الرئيس هادي ورئيس الحكومة المكلف خالد بحاح في تشكيلها.

وأكد التكتل في رسالة بعث بها للرئيس اليمني أن موقفه «يأتي حرصا منه على سرعة تشكيل الحكومة الجديدة التي نص عليها اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعت عليه الأطراف السياسية اليمنية في الـ21 من سبتمبر الماضي».

وأشارت الأحزاب المنضوية في التكتل «الإصلاح والاشتراكي والناصري والحق والبعث واتحاد القوى الشعبية» إلى أن «تجاهل الشراكة الوطنية بالإصرار على التفاضل بين الأحزاب الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية يؤذن بفشلها سلفا».

وأكدت أنها ستدعم «ضمان نجاح الحكومة المقبلة في أداء مهامها الوطنية الجسيمة على قاعدة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم وملحقها الأمني والعسكري».

الأمم المتحدة  

وحددت لجنة العقوبات الأممية بالاسم كلا من الرئيس السابق علي صالح ونجله أحمد (سفير اليمن في الإمارات)، وثلاثة من قيادات جماعة الحوثي المسلحة على رأسهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وشقيقه عبدالخالق الحوثي، والقائد الميداني للجماعة المسلحة أبوعلي الحاكم، معرقلين للتسوية السياسية.

 ويبقى على لجنة العقوبات أن تجهز ملفات هذه الشخصيات مطلع العام القادم وتقديمها الى مجلس الأمن.

العطاس: الجنوبيون يستعدون لاستفتاء

على غرار ما جرى في اسكتلندا وما يسعى الكتالونيون إليه في اسبانيا، يستعد «الحراك الجنوبي» في اليمن الى اجراء استفتاء من طرف واحد بشأن الاستقلال على دولة اليمن الموحد أو البقاء ضمنها. وقال الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المنحلة (اليمن الجنوبي) حيدر أبو بكر العطاس في حديث تلفزيوني إن «الخطوة التي سيقدم عليها شعب الجنوب في الأيام القادمة هي تنظيم استفتاء من طرف واحد لشعب الجنوب حول الوحدة اليمنية، وستتم دعوة مراقبين دوليين وإقليميين لمراقبته على أن تقدم نتائجه للمجتمع الدولي».

وأشار العطاس، وهو قيادي جنوبي مثير للجدل، الى أن هناك جهودا حثيثة تبذل لتوحيد أكبر مكونين في «الحراك الجنوبي».

ودعا «دول الإقليم خصوصا دول الخليج والعالم» إلى «الدفع بحل قضية شعب الجنوب بما يرتضيه شعب الجنوب»، مؤكدا أن «الوضع هناك قد ينفجر بشكل كبير وستكون نتائجه وخيمة».

وحذر العطاس الحوثيين من «التورط باتجاه التمدد نحو الجنوب»، مضيفا أن «التوجه نحو الجنوب قد يفجر حربا طائفية في اليمن ليست موجودة حتى اللحظة».

وفي الوقت نفسه، هاجم العطاس حزب «الإصلاح» المقرب من «الإخوان» واصفاً اياه بأنه «الوجه الآخر لتنظيم القاعدة».

back to top