«جت» سليمة... يا مريخ

نشر في 21-10-2014 | 00:04
آخر تحديث 21-10-2014 | 00:04
No Image Caption
مر المذنب "سايدينغ سبيرنغ" بمحاذاة كوكب المريخ، على مسافة 136 ألف كيلومتر، وبسرعة تزيد على 200 ألف كيلومتر في الساعة، في حدث فلكي لا يتكرر إلا مرة كل مليون عام.

وعند الساعة 18,27 ت.غ. من الأحد، الليلة قبل الماضية، "اقترب المذنب البالغ قطره 800 متر إلى أدنى مسافة" من الكوكب الأحمر، وهي مسافة توازي ثلث المسافة بين الأرض والقمر، بسرعة 56 كيلومترا في الثانية، حسبما شرحت الوكالة في حسابها على "تويتر"، لكنه لم يرتطم به، تماما كما كان العلماء يتوقعون.

وفي إجراء وقائي، عمدت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى إبعاد مسباراتها التي تدور في مدار المريخ، ووضعها في الجهة الخلفية من الكوكب، تحسبا من أن ترتطم بها قطع صغيرة قد تنفصل عن المذنب وهو يقترب من الكوكب الأحمر بسرعة كبيرة.

ورغم ذلك، وجهت الوكالة أقمارها هناك، "مارس روكونيسانس اوربيتر" و"مارس اوديسي" و"مايفن"، لتلتقط صورا وتجمع بيانات قيمة أثناء مرور المذنب.

ومن سطح المريخ، وضع الروبوت "كوريوسيتي" والمسبار "اوبورتيونيتي" في حالة تأهب لالتقاط الصور والبيانات في سماء الكوكب، ويتوقع العلماء أن تصلهم صور وبيانات عن هذه الظاهرة الفلكية في الأيام والأسابيع المقبلة.

ويعود اكتشاف هذا المذنب إلى يناير 2013 حين رصده عالم الفضاء روبرت ماكنوت في مرصد "سايدينغ سبرينغ" في النمسا، وتشكل قبل مليارات السنوات في سحابة اورت، وهي سحابة كروية على أطراف المجموعة الشمسية، وتشكل خزانا للمذنبات التي يعتقد العلماء أنها مازالت على حالها منذ نشأة النظام الشمسي، قبل مليارات السنين.

وتثير المذنبات اهتمام العلماء لأسباب كثيرة، أهمها أنها تبقى بعيدة جدا عن الشمس، وتظل في حالة تجمد تحفظ عناصرها المكونة لها على ما هي عليه منذ تكونها قبل 4.5 مليارات سنة.

ومذنب "سايدينغ سبرينغ" بحجم جبل صغير، ويتكون من غازات متجمدة، لاسيما الميتان وأول أكسيد الكربون، وهي قابلة للذوبان السريع، لكن المذنب لم يتعرض من قبل لحرارة قوية من الشمس، ولذا لا يزال على حاله.

وتتجه أنظار العلماء الى هذه الظاهرة الفلكية لمراقبة أي أثر محتمل لكوكب المريخ على هذا المذنب من حيث تنشيط التفاعلات فيه.

وسافر هذا المذنب في الفضاء مليون سنة قبل أن يمر بمحاذاة المريخ، ولن يلتقي الجرمان مجددا إلا بعد أن يتم المذنب دورة جديدة حول الشمس، في مليون سنة أخرى.

 (أ ف ب)

back to top