النفط والطاقة: الجواهري لـ الجريدة•: صناعة البتروكيماويات بالخليج ستبدأ حصاد استثماراتها والقطاع يشهد عهداً من النمو والتميز

نشر في 21-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 21-10-2014 | 00:01
No Image Caption
• «جيبك» تأمل أن تكون قادرة على الاستفادة من الغاز الطبيعي خلال السنوات الثلاث القادمة

• دعم حكومات الخليج للاستثمار في قطاع البتروكيماويات خطوة مهمة لتنويع مصادر الدخل

ذكر عبدالرحمن الجواهري أن استراتيجية «جيبك» المستقبلية تهدف إلى التركيز على التوسع الداخلي في المقام الأول، مع المحافظة على احتمال الاستثمار الخارجي كفكرة قائمة، مبيناً أن معدل نمو قطاع البتروكيماويات في الخليج سيصعد بوتيرة متسارعة.

قال رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) د. عبدالرحمن الجواهري ان الطلب على المنتجات البتروكيماوية في المستقبل يبشّر بالخير، فالأعوام القادمة سيتحسن الطلب تدريجياً، مضيفا: «نحن متفائلون كثيراً، إذ يشهد القطاع الآن عهداً من النمو والتميز، ونعتقد أن التأثيرات الاقتصادية والمالية التي حدثت في السنوات القليلة الماضية في سبيلها إلى التلاشي تدريجياً وستبدأ صناعة البتروكيماويات حصاد استثماراتها في هذا المجال».

وذكر الجواهري لـ«الجريدة» ان معدل النمو في الخليج سيصعد بوتيرة متسارعة خاصة في الدول التي يتوافر لديها مخزون وافر من الغاز الطبيعي، الذي يعتبر بطبيعة الحال المادة الخام لهذه الصناعة، لافتا الى ان قطر والإمارات وحتى سلطنة عمان تقوم بالاستثمار حالياً في الأسمدة والبتروكيماويات، وهي في سبيلها للاستحواذ على حصص من السوق العالمي في هذا المجال.

وحول حجم استثمارات «جيبك»، قال ان استراتيجية الشركة المستقبلية تهدف إلى التركيز على التوسع الداخلي في المقام الأول، مع المحافظة على احتمال الاستثمار الخارجي كفكرة قائمة، وذلك وفقاً للدراسة الاستراتيجية المخطط لها حتى عام 2020.

مضاعفة الإنتاج

واضاف الشركة تركز حاليا على مضاعفة حجم الانتاج من خلال إنشاء مصنعين إضافيين لليوريا والامونيا، بقدرة انتاجية تمثل ثلاثة اضعاف الطاقة الانتاجية الحالية، مضيفا ان الشركة ستعمل على مواصلة سياستها الحالية لاستثمار رأس المال في المصانع الموجودة لضمان أعلى مستوى من الأمان والفعالية، وذلك بعد ضخ ما يقارب 300 مليون دولار أميركي على مدى السنوات العشر الماضية في عمليات الصيانة وأعمال التطوير للمصانع الحالية، حيث أسفرت هذه الاستثمارات عن الحفاظ على استمرار المصانع وكفاءتها.

فرص استثمارية جديدة

وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية للشركة، قال الجواهري ان الشركة تواصل البحث عن فرص استثمارية جديدة من شأنها الإسهام في زيادة أرباحها وتوفير فرص عمل جديدة ومجزية. وبناء على ذلك استعانت شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات بإحدى الشركات العالمية المتخصصة في إجراء الدراسات الاستراتيجية للشركات الصناعية. وقد افضت الدراسة الى وضع الخطة الاستراتيجية 2020 للشركة وهي خطة طموحة تهدف للتوسع في مصانع اليوريا/ الأمونيا وإطلاق مشاريع جديدة أخرى.

واوضح أن القرار النهائي بشأن هذه المسألة يتوقف على مسألة توافر الغاز الطبيعي في المملكة، حيث تركز الشركة اهتماماتها بدرجة كبيرة على توزيع موارد الغاز الطبيعي، كما تعلق الشركة آمالها على أن تكون قادرة خلال السنتين أو الثلاث القادمة على الاستفادة من الغاز الطبيعي بعد توفره من مشاريع الاستكشاف الحالية والمستقبلية.

الدعم الحكومي

وفي تعليقه على الرأي القائل انه لولا دعم الحكومات لما ازدهرت صناعة البتروكيماويات في الدول الخليجية، قال ان دعم دول مجلس التعاون الخليجي لقطاعي النفط والغاز والصناعات المرتبطة بهما كالبتروكيماويات وغيرها امر واضح وعلني للجميع وبخاصة أن دول الخليج غنية أصلاً بهذه الموارد الطبيعية، مؤكدا أن الحكومات الخليجية بدأت بتشجيع المصنعين لتصنيع الكيماويات المتخصصة ذات القيمة المضافة لإمداد الصناعات المحلية؛ مثل السيارات والأجهزة المنزلية والمنتجات الاستهلاكية.

وشدد الجواهري على أن الدور الحكومي المتمثل بدعم وتشجيع المشاريع الاستثمارية في قطاع البتروكيماويات، يعتبر خطوة هامة نحو تنويع مصادر الدخل القومي في دول مجلس التعاون الخليجي، الى جانب العمل الدؤوب الذي يبذله المعنيون في هذا القطاع  فيما يتعلق بالعمل على تطوير إجراءات البحث عن الجديد في هذه الصناعة حتى وصلت اليوم الى مثل هذه المكانة المرموقة التي تحقق المردود المجزي للموارد الطبيعية.

وتابع قائلا: «ولعّل شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات خير مثال لما وصلت إليه صناعة البتروكيماويات الخليجية من تطور ونماء، حيث تأتي الشركة في مصاف أكبر الشركات العالمية على الرغم من صغر حجمها مقارنة بمثيلاتها من الشركات العالمية، مما جعلها مثالاً وأنموذجاً في صناعة البتروكيماويات».

صادرات الشركة

أما بالنسبة لصادرات الشركة قال الجواهري ان الشركة تمكنت من تصدير جميع منتجاتها المخصصة للتصدير من الأمونيا واليوريا والميثانول والتي بلغت في المجمل 890 الف طن متري أي بزيادة قدرها 1% عما كان مخططاً له.

واشار الى ان الولايات المتحدة الاميركية استمرت في الاستحواذ على أكبر حصة من اجمالي صادرات الشركة بنسبة 40 في المئة نظراً لأهمية هذا السوق الاستراتيجي بالنسبة لجميع المنتجين تليها جمهورية البرازيل بنسبة 17 في المئة. وقد تم تحميل الصادرات إلى وجهاتها النهائية على متن 50 سفينة.

استراتيجية متزنة

يذكر ان «جيبك» تمكنت من انتاج حوالي 10 ملايين طن من سماد اليوريا منذ بدء الانتاج، ويعود ذلك إلى الاستراتيجية المتزنة التي وضعها مجلس إدارة الشركة برئاسة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، ويؤكد في الوقت ذاته المهنية العالية التي يتحلى بها أعضاء الادارة التنفيذية وجميع العاملين بالشركة حيث يتعاون الجميع معاً بروح الأسرة الواحدة من أجل تطبيق تلك الاستراتيجية بنجاح.

وكانت شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات، احتفلت ضمن سعيها الدائم لتحقيق أعلى معدلات الكفاءة والإنتاجية، بتحقيق مصنعها لليوريا لأعلى معدل إنتاج يومي في تاريخ المصنع خلال شهر ابريل الماضي، وذلك منذ بدء تشغيله في عام 1998 حيث حقق المصنع 941 يوماً من التشغيل دون وقوع أي حوادث مضيعة للوقت وهو الرقم الأعلى على مستوى العالم حيث عكس هذا الإنجاز سلامة الاجراءات المطبقة بالرغم من التحديات التي واجهتها الشركة في بعض الاحيان.

كما تمكنت الشركة من إنتاج 1.209 آلاف طن خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2014 أي بزيادة قدرها 3.5 في المئة عما كان مخططاً له.

back to top