الأورام تنمو بسرعة أكبر ليلاً

نشر في 21-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 21-10-2014 | 00:01
تنشأ ليلاً، عندما نكون نائمين وغافلين عما يحدث، وتنمو وتنتشر بأسرع ما يمكنها، وهي مميتة بالتأكيد. إنها الأورام. إليكم آخر ما توصل إليه العلماء في هذا الشأن.
في اكتشاف نُشر أخيراً في مجلة Nature Communications، أظهر باحثو معهد ويزمان للأبحاث العلمية أن الليل يشكل الوقت الملائم للسرطان كي ينمو وينتشر في الجسم. وتشير معلوماتهم إلى أن إعطاء بعض الأدوية بما يتناسب مع دورة النهار والليل في الجسم قد يعزز فاعليتها.

يعود الاكتشاف إلى تحقيق ركّز على العلاقات بين المستقبلات المختلفة في الخلية، وهي شبكة معقدة لم تُفهم بعد بالكامل. تتلقى المستقبلات (جزيئات بروتينية على سطح الخلية أو داخلها) رسائل كيماوية حيوية من خلايا أخرى وتنقلها إلى داخل الخلية. ركّز الباحثون، بقيادة الدكتور ماتيا لوريولا، باحث يتابع دراساته ما بعد الدكتوراه في مجموعة بحث البروفسور يوسف ياردن في قسم الضبط البيولوجي في معهد ويزمان، بالتعاون مع البروفسور إيتان دوماني من قسم فيزياء الأجهزة المعقدة، على مستقبلين محددين. يعزز الأول، مستقبل عامل النمو الجلدي، نمو الخلايا وانتقالها، بما فيها الخلايا السرطانية. أما الثاني، فيتحد بهرمون ستيرويدي يُدعى القشراني السكري (glucocorticoid). وتؤدي أنواع القشراني السكري المختلفة دوراً في الحفاظ على معدلات الطاقة في الجسم خلال النهار، فضلاً عن التبادل الأيضي للمواد. كذلك يُدعى القشراني السكري غالباً هرمون الإجهاد لأن معدلاتها ترتفع خلال الأوضاع المجهدة، دافعة الجسم بسرعة إلى حالة من التنبه واليقظة السرعين.

مع المستقبلات المتعددة، تتلقى الخلية أنواعاً مختلفة من الرسائل دفعة واحدة، وقد يُبدّى بعض الرسائل على أخرى. خلال التجربة، وجد لوريولا وياردن أن انتقال الخلايا (نشاط يعززه مستقبل عامل النمو) يتوقف عندما يرتبط مستقبل القشراني السكري برسوله الستيرويدي.

بما أن معدلات الستيرويد تبلغ ذروتها خلال ساعات اليقظة وتتراجع خلال النوم، تساءل العلماء عن تأثير ذلك في المستقبل الثاني، مستقبل عامل النمو. وعند التحقق من معدلات هذا النشاط لدى الفئران، اكتشفوا أن ثمة اختلافاً كبيراً: يكون هذا المستقبل أكثر نشاطاً خلال النوم ويتراجع خلال ساعات اليقظة.

ولكن ما تأثير هذا الاكتشاف في السرطان، خصوصاً أنواعه التي تستخدم مستقبلات عامل النمو الجلدي للنمو والانتشار؟ لمعرفة الجواب، أعطى العلماء اللاباتينيب، أحد أدوية الجيل الجديد من علاجات السرطان، إلى نماذج من الفئران تعاني السرطان. صُمم الدواء، الذي يُستخدم لمعالجة سرطان الثدي، لكبح مستقبلات عامل النمو والحؤول بالتالي دون نمو الخلايا السرطانية وانتقالها. في التجربة، أعطوا الفئران الدواء في أوقات مختلفة من اليوم. فأظهرت النتائج فوارق كبيرة في أحجام الأورام في مجموعات الفئران المختلفة، وذلك وفق ما إذا أعطيت الفئران الدواء خلال النوم أو في ساعات اليقظة. إذاً، تشير نتائج التجربة إلى أن ارتفاع معدلات القشراني الستيرويدي وتراجعها خلال الأربع والعشرين ساعة تعيق أو تسمح بنمو السرطان.

الخلاصة، وفق العلماء، أن من الأفضل والأجدى إعطاء بعض الأدوية المضادة للسرطان ليلاً.

يذكر ياردن: {ترتبط المسألة بالوقت على ما يبدو. تُعطى أدوية السرطان عموماُ خلال النهار حين يعمل الجسم على كبح انتشار السرطان من تلقاء ذاته. لا نقترح علاجاً جديداً، بل جدولاً جديداً لإعطاء عدد من الأدوية التي تُستخدم راهناً}.

back to top