مايكل كيتون يواجه ماضيه في Birdman

نشر في 21-10-2014 | 00:02
آخر تحديث 21-10-2014 | 00:02
لطالما أكد مايكل كيتون أن التمثيل {يشبه خلع سروالك}. وفي الفيلم الذي اعتبره الجميع {عودته}، {هذا ما قام به بالتحديد}.
في Birdman، يؤدي الممثل مايكل كيتون، الذي أدى دور الرجل الوطواط، شخصية ريغان طومسون، ممثل ولت أيامه، يشعر بالمرارة، ويعاني شيئاً من الجنون بعد السنوات كافة التي مرت منذ أن خبت شهرته وانقطعت أجوره الضخمة. لذلك يقتبس ريغان، يدير، ويمثل في مسرحية في برودواي. لكن الأمور لا تسير على ما يُرام. يروح يسمع أصواتاً وخصوصاً زمجرة البطل الخارق الذي كان يؤدي دوره. أما زميله في التمثيل (إدوارد نورتون)، فمجنون أيضاً. لذلك يروح النقاد يسنون سكاكينهم بانتظار ليلة الافتتاح. ثم يُحتجز خارج باب الكواليس، يتمزق ثوبه، ويُضطر إلى عبور ساحة تايمز وهو لا يرتدي شيئاً غير ملابسه الداخلية.

يقول كيتون ضاحكاً: «لا شك في أن هذه المسرحية ليست مشروعاً عظيماً. فريغان على وشك أن ينهار. لا شك في أنك ستقول: يبدو هذا الرجل في حالة سيئة يُرثى لها، أليس كذلك؟».

الفارس الأسود

من المؤكد أن كيتون الذي يتنقل بحذر في ساحة تايمز يختلف الاختلاف كله عن الفارس الأسود المفتول العضلات في الثمانينيات الذي كان الشعر يغطي رأسه. فيبدو بطنه بارزاً، وبدأ الشعر يفارق رأسه. كذلك تظهر علامات السنوات الستين واضحة على وجهه (بلغ كيتون لتوه الثالثة والستين). لكن الكاتب والمخرج أليخاندرو إناريتو (Babel) يؤكد أنه الرجل الوحيد الملائم لتقديم هذا الدور.

يذكر إناريتو: «يعرب مايكل عن شجاعة كبيرة بتعريه إلى هذا الحد عاطفياً وجسدياً لأجل فيلم».

{الشجاعة}، صفة لا ينفك النقاد يغدقونها على كيتون بطريقة لم يسبق لها مثيل. بما أن Birdman يزيل الخطوط الفاصلة بين الحد الذي ينتهي عنده ممثل الرجل الوطواط والحد الذي يبدأ عنده Birdman، نحصل على نوع من {الحوار الذاتي}، يؤكد إناريتو أنه يريد إدراجه في فيلمه عن الشهرة وصفة الجنون التي ترافقها. يؤدي إدوارد نورتن، ممثل يشتهر بأنه {صعب}، دور ممثل يشتهر أيضاً بأنه صعب. وهكذا يصبح كيتون ممثلاً يصفه أنتوني لاين في مجلة New Yorker برجل {لا ينسدل وشاح الرجل الوطواط بسهولة على كتفيه} يؤدي دور ممثل جُن بسبب دور أداه قبل عقود.

يذكر كيتون: {تقوم بما عليك فعله وتتحلى بالجرأة لتقول: هذا ما أنا عليه اليوم في هذه اللحظة، مع التشوهات كافة والتفاصيل البشعة}.

حساس جداً

لم تكن سنوات كيتون بعد الرجل الوطواط (أدى الدور مرتين) سيئة بالضرورة. لكنه اشتهر بأنه حساس جداً عند مناقشة هذا الدور. شارك في فيلم رومانسي كوميدي (Speechless) مع كريستوفر «سوبرمان» ريفز، ما دفعه إلى التخلي عن لباقته ودبلوماسيته في بعض المناسبات. ضاق ذرعاً. نتيجة لذلك، اكتسب شهرة كممثل لا تود بالتأكيد إجراء مقابلة معه. حتى اليوم، لا يبدأ كيتون بالتوتر والتلعثم إلا عندما تثير موضوع ماضيه هذا.

يقول كيتون: «أنت، أنت، أنت تتحدث عن الصورة الكبيرة، عن تجسيدي دور الرجل الوطواط وتاريخي هذا». ابتكر إناريتو Birdman لكيتون خصوصاً، إلا أن هذا الممثل أكد أنه لا يعلم شيئاً عن الموضع. يوضح: {في البداية، بدا لي مجرد دور يستطيع ثمانية أو ربما 10 ممثلين أداءه، رجال أدوا أدواراً مثل الرجل الوطواط. لكنني أعتقد أنه اختارني قبل وقت أطول مما ظننت. فقد قرأت أن أليخاندرو قال إنه أعده لي خصوصاً بعد إنتاج الفيلم. إلا أننا لم نناقش مطلقاً كم رأى من شخصيتي في هذا الرجل}.

يضيف: {نعم، أديت دور الرجل الوطواط. ولكن ما الخصائص الأخرى التي يراها فيّ وتذكره بريغان؟ لا تزعجني هذه المسألة، غير أنني أعتقد أنه يبالغ في تقديري إن كان يظن أنني سأفهم الرابط بيننا. لم يؤذني تشبيهي بريغان، كما لم يفدني. أعتبر هذه المسألة غير مهمة. أنا ممثل. وعلي، كما تعلم، أن أتماهى مع الشخصية، مهما بدت مجنونة، مع أنها ليست مجنونة كثيراً في هذا الفيلم. لا أختار شخصيات محددة لأؤديها، علماً أنني سبق أن أديت أدواراً أخرى أكثر تطرفاً. ففي Desperate Measures، كنت قاتلاً عنيفاً، رغم أن هذه الشخصية لا تشبهني}.

لامبالٍ

لطالما بدا كيتون لامبالياً أكثر من أن يتخلى عن قيمه ومواقفه، ما يوضح انزعاجه من عقود من الأسئلة عن الرجل الوطواط. إلا أن توتره وطبعه الحاد بدآ يخبوان، بعدما صار يحاول النظر إلى الأمور من منظار مختلف. كيتون ممثل يتذكر بتحبب شخصياته الفكاهية المميزة (دوغبيري في Much Ado About Nothing وجو ستامبو في Clear History لشبكة HBO)، فضلاً عن أنه حصل على دور مميز، وُلد ليؤديه، في الفيلم المرشح لجائزة أوسكار والذي حصل على المديح من النقاد. إذاً، تبدو أحواله جيدة اليوم.

يشير كيتون: {أنا إنسان. لذلك تحدد تجاربي الأدوار التي أؤديها. عانيت اليأس، مع أنني ما عدت في مرحلة اليأس من مسيرتي المهنية. لذلك ما عدت أفكر بهذه الطريقة... أنت إنسان. لذلك تواجه خيبات الأمل وغيرها من العواطف على غرار الناس كلهم. وهذا ما يؤثر فيّ}.

لكن تلك العقبة الكبيرة، مشهد عبور ساحة تايمز بالملابس الداخلية، شكلت اختباراً صعباً. لا شك في أن عليك التخلي عن غرورك.

يوضح كيتون: {أصر أليخاندرو خلال تناول الغداء أو العشاء على أن آكل وجبة كبيرة. كان يراقبني، متأملاً طبقي وما أقوم به. وما انفك يدفع الأطباق نحوي. راح يقول: عليك أن تواصل التهام الطعام. حاولت قدر المستطاع. فما عاد ريغان يتحلى بالرشاقة واللياقة البدنية كما في السابق}.

لكن هذا المخرج، الذي أسهم في زيادة وزن نجمه وسلبه كل كبرياء أو غرور، بدا متعاطفاً. نظراً إلى ميزانية Birdman المتواضعة، كان عليهم التصوير في ساحة تايمز ليلاً من دون إخلائها. لكنه توصل إلى طريقة ليحمي نجمه الذي تخطى الستين من عمره من السخرية.

يتذكر إناريتو: {فكرت في استئجار فرقة عزف طبول وطلبت منها الوقوف وسط الساحة. احتجت إلى وسيلة إلهاء. ما كنا نملك المال الكثير لتوظيف عدد كبير من الممثلين الثانويين. هؤلاء أناس حقيقيون. ولم أرد أن ينظروا كلهم إلى مايكل. فما سيقوم به محرج كفاية. لكننا نفذنا فكرتي ونجحت. هل لاحظتم كم كان شجاعاً؟}.

back to top