«إيبولا» يُغير العادات... السمك بدلاً من اللحم!

نشر في 20-10-2014 | 00:03
آخر تحديث 20-10-2014 | 00:03
No Image Caption
بسبب إيبولا "بتنا نأكل السمك الطازج أو المقدد"، هكذا تقول بيبيش ربة العائلة التي اضطرت على غرار كثيرين في لوكوليا، في أقصى جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى تغيير عاداتها منذ أسابيع قليلة.

وتوضح بيبيش، وهي تفترش الأرض وتشعل الموقد لقلي بضع أسماك، "طلب منا ألا نأكل لحوم (حيوانات الأدغال) لأن المرض يأتي من الحيوانات".

وفي بلدة لوكوليا، الواقعة في الغابة الاستوائية على بعد حوالي 800 كيلومتر شمال شرق كينشاسا، هذه الحمية الغذائية لا تروق للجميع.

وتقول فيفيان مشتكية: "منعنا من تناول اللحم لكنه لا يوجد نهر قريب منا. عندما كنا نصطاد الحيوانات كان باستطاعتنا بيع أجزاء منها ودفع قسط المدرسة لأولادنا. الوضع بات صعبا بالنسبة لنا الآن". إلا أنها تعرض للبيع بعض الأسماك المقددة.

ومنذ نهاية يوليو الماضي، تعاني الكونغو الديمقراطية وباء إيبولا الذي أودى بحياة 43 شخصا، بحسب آخر حصيلة رسمية. ولوكوليا، الواقعة في وسط المنطقة التي يضربها الوباء، شهدت وفاة الكثير من المرضى الذين نقلوا إليها كونها تضم مستشفى.

وأقامت منظمة "أطباء بلا حدود" في هذه البلدة، التي تضم آلاف السكان، أحد مركزي العناية المتخصصين بهذا المرض. ويدرك السكان الخطر الماثل أمامهم، وهم بالإجمال يحترمون تعليمات السلامة الصادرة عن السلطات لمنع انتشار المرض.

وأي شكل من الاتصال الجسدي بات موضع حذر، حتى أن المصافحة أصبحت ممنوعة عند الالتقاء بشخص آخر، فيمكن إلقاء التحية عن بعد. إلا أن البعض ما زالوا يسرحون شعورهم عند أشخاص آخرين.

ويحمل جوناس مبيوي مكبرا للصوت، ويجوب الشوارع الترابية المحاطة بمساكن مصنوعة من الطين والقش، في إطار حملة لتوعية السكان. وتجسد لوكوليا، التي لا تتمتع بالمياه الجارية والكهرباء، الحياة اليومية الصعبة لغالبية سكان البلاد، وهي من الأقل تطورا في العالم.

ويوضح مبويو: "نقول للناس ان يضعوا دلاء ماء أمام الأبواب لغسل اليدين بعد خروجهم من المرحاض وقبل الأكل وقبل القيام بأي عمل".

وتوفر الحكومة المياه التي تحتوي على الكلور، من أجل احتواء احتمال انتقال العدوى بشكل كبير. وادى الوباء الى تباطؤ شديد في الحياة العامة.

(أ ف ب)

back to top