كوباني تشهد أعنف معارك... و«الحُر» يدخل على الخط

نشر في 20-10-2014 | 00:11
آخر تحديث 20-10-2014 | 00:11
• أردوغان: «وحدات الشعب» إرهابية ونرفض تسليحها • قوات الأسد تقصف جوبر بالصواريخ
لايزال الوضع الميداني في مدينة كوباني السورية الكردية على الحدود مع تركيا يراوح مكانه، فتنظيم «داعش» غير قادر على إسقاط المدينة، والمقاتلون الأكراد غير قادرين أيضاً على تحريرها وصدّ الهجوم.

 ومع عدم بروز أي معطى خارجي جديد، يبدو أن المدينة تتجه إلى حرب استنزاف قد تمتد أسابيع.

شهدت مدينة كوباني السورية الكردية المحاذية للحدود التركية يوم أمس وليل السبت ـ الأحد، أعنف معارك منذ أيام عندما بدأ الائتلاف الدولي بشن غارات محددة كبدت تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ «داعش» خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «داعش» واصل، أمس، قصف كوباني بقذائف الهاون، وذلك غداة إطلاقه 44 قذيفة على المناطق الكردية في المدينة سقط بعضها داخل تركيا، ما استدعى رداً تركياً على مصادر النيران هو الأول من نوعه منذ هجوم التنظيم على كوباني قبل أكثر من شهر.

كما ذكر المرصد أن «داعش» شن هجومين بسيارتين ملغومتين مستهدفا مواقع كردية مساء أمس الأول، ما أسفر عن سقوط ضحايا. وقالت مقاتلة في «وحدات حماية الشعب» الكردية إن المقاتلين الأكراد تمكنوا من تفجير السيارتين الملغومتين قبل وصولهما إلى أهدافهما.

ونفذت طائرات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة ليل السبت ـ الأحد ثلاث غارات في كوباني ومحيطها، ما تسبب في مقتل 15 من «داعش».

وعلى الرغم من ذلك، تمكّن التنظيم من التقدم قليلا في اتجاه وسط المدينة، بينما كان المقاتلون الأكراد ينجحون في استعادة بعض المواقع لجهة الشرق.

وأشار المرصد السوري الى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» تعرّض لخسائر فادحة خلال الأيام الأخيرة. وأورد المرصد أن جثث ما لا يقل عن 70 مقاتلاً من التنظيم وصلت تباعاً خلال الأيام الأربعة الفائتة إلى المشفى الوطني في مدينة تل أبيض في محافظة الرقة (شمال).

 وقد لقي هؤلاء مصرعهم خلال المعارك مع «وحدات حماية الشعب». وقتل في معارك السبت ـ الأحد، وفق المرصد، 16 عنصرا من «الدولة الاسلامية» وسبعة مقاتلين أكراد.

وأكد مسؤول كردي محلي في كوباني يدعى ادريس نعسان ان تنظيم «الدولة الاسلامية استقدم مزيدا من التعزيزات الى المدينة»، مشيرا الى «أنهم يهاجمون بضراوة، ولكن بفضل الضربات الجوية وردّ المقاتلين الأكراد، لم يتقدموا».

وقال عبدالرحمن جوك، وهو صحافي مقيم في كوباني «شهدنا ليل السبت ـ الأحد أعنف اشتباكات منذ أيام وربما منذ أسبوع، هاجمنا الدولة الإسلامية من ثلاث نواح مختلفة من بينها ناحية مبنى البلدية والسوق. واستمرت الاشتباكات حتى الصباح. قمنا بجولة بالمدينة في الصباح الباكر، ورأينا الكثير من السيارات المحطمة في الشوارع وقذائف المورتر التي لم تنفجر».

«الجيش الحر»

الى ذلك، أعلنت «كتائب شمس الشمال» التابعة لـ«ألوية فجر الحرية» في «الجيش السوري الحر»، أمس الأول، سيطرتها على أجزاء واسعة من حي الصناعي في مدينة كوباني، وبثت فيديو على موقع «يوتيوب» يثبت ذلك.

من ناحيته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن بعض المقاتلين السوريين من «لواء ثوار الرقة» الذي يحارب إلى جانب المقاتلين الأكراد أعدموا اثنين من أسرى «داعش».

أردوغان

في غضون ذلك، اجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصالا هاتفيا بنظيره التركي رجب طيب أردوغان. وقالت الرئاسة الاميركية، في بيان، إن الرئيسين تحدثا مساء أمس الأول، وبحثا وضع «سورية، وخصوصا الوضع في كوباني، والاجراءات التي يمكن اتخاذها لوقف تقدم الدولة الاسلامية».

وأضاف البيت الابيض أن أوباما واردوغان «دعوا الى مواصلة العمل بشكل وثيق لتعزيز التعاون ضد الدولة الاسلامية»، لافتا الى أن الرئيس الاميركي شكر تركيا على «استقبالها اكثر من مليون لاجئ بينهم الآلاف من كوباني».

وكان أردوغان قد رفض في وقت سابق الدعوات الموجهة الى بلاده كي تسلح حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري الذي يقاتل جناحه المسلح «وحدات حماية الشعب» في كوباني. وقال على متن طائرة عائدا من أفغانستان «ورد كلام عن تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي لتشكيل جبهة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. بالنسبة الينا هذا الحزب هو نفسه حزب العمال الكردستاني، وهو منظمة إرهابية».

وأضاف «سيكون من الخاطئ جدا التوقع أن نرد بالإيجاب على طلب حليفتنا في الحلف الأطلسي، الولايات المتحدة، تقديم هذا النوع من الدعم. توقع أمر مماثل منا مستحيل»، وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.

وأعلنت الولايات المتحدة الخميس الماضي انها أجرت محادثات مباشرة للمرة الأولى مع الحزب الكردي.

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في مؤتمر صحافي، بأنقرة أمس «إن الاتحاد الديمقراطي متواطئ في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري»، وتابع: «كنا سنتخذ موقفا مختلفا حيال حزب الاتحاد الديمقراطي وكوباني لو وفى الحزب بوعده العمل على إطاحة نظام بشار الأسد».

حي جوبر ودرعا

في غضون ذلك، قصفت القوات السورية الموالية لنظام الأسد، أمس، حي جوبر على أطراف دمشق بالصواريخ، في حين اندلعت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري والمجموعات الموالية له في درعا.

وقال «المجلس الأعلى للثورة بريف دمشق» إن الجيش السوري قصف بخمسة صواريخ «أرض-أرض» حي جوبر وبلدة زملكا وأطراف المتحلق الجنوبي شرقي العاصمة دمشق.

من جهة أخرى، شهد الريف الغربي لمدينة درعا جنوبي البلاد معارك بين كتائب المعارضة والقوات الحكومية، وقال ناشطون إن المعارضة دمرت عربة جنود نظاميين بصاروخ موجه.

وذكر ناشطون أن القوات الحكومية تقصف منطقة اللجاة في درعا بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة على بلدات اليادودة وعتمان بريف المدينة.

وفي حلب، أسفر قصف بالبراميل المتفجرة عن قتلى وجرحى بينهم أطفال في أحياء كرم حومد وكرم الخصيم وباب الحديد والصاخور.

واستمر تصعيد القوات الحكومية في حي الوعر بحمص، حيث استهدفته باسطوانة متفجرة وبالأسلحة الرشاشة.

(أنقرة، دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top