«الوطني»: التقلب يسيطر على الأسواق بسبب المخاوف الأوروبية

نشر في 20-10-2014 | 00:02
آخر تحديث 20-10-2014 | 00:02
No Image Caption
أشار إلى أن آمال رفع الفائدة البريطانية تتبدد و«المركزي» الأوروبي يبحث... و«الفدرالي» في الموقع الأفضل

تبددت الآمال في احتمال قيام المملكة المتحدة قريباً برفع أسعار الفائدة، ومازال "المركزي" الأوروبي ضمن المباحثات من أجل تقديم مزيد من الحوافز النقدية، وهو الأمر الذي يضع المجلس الفدرالي الأميركي في الموقع الأفضل من أجل القيام برفع أسعار الفائدة.
ذكر تقرير أسواق النقد الأسبوعي الصادر عن بنك الكويت الوطني، ان حالة من التقلب سيطرت على السوق خلال الاسبوع الماضي، خاصة بسبب المخاوف المتعلقة بالاوضاع في اوروبا فضلاً عن المعطيات الاقتصادية الاميركية الصادرة مؤخراً والتي أتت أسوأ مما كان متوقعاً، وهو الامر الذي تسبب بموجة قلق في السوق أدت الى تراجع سعر الدولار الاميركي مقابل العملات الرئيسية الاخرى مع حلول منتصف الاسبوع.

وقال التقرير ان الآمال تبددت في احتمال قيام المملكة المتحدة قريباً برفع أسعار الفائدة، اما البنك المركزي الاوروبي فلايزال ضمن المباحثات من اجل تقديم مزيد من الحوافز النقدية، وهو الامر الذي يضع المجلس الفدرالي الاميركي في الموقع الافضل من اجل القيام برفع اسعار الفائدة وذلك بالرغم من المعطيات الاقتصادية الصادرة مؤخراً والتي أتت دون التوقعات، وفيما يلي نص التقرير:

افتتح اليورو الاسبوع عند 1.2628 وبحيث حقق ارتفاعاً مقابل الدولار الاميركي ليصل إلى 1.2770 وذلك بعد ان صرّح مسؤول رسمي لدى المجلس الفدرالي ان التراجع الاقتصادي العالمي خلال الفترة الحالية من شأنه ان يؤدي الى تأخير عملية رفع أسعار الفائدة، وبالتالي فقد تسبب ذلك بتراجع في حجم الطلب على الدولار الاميركي، الا ان التقارير الصادرة على طول القارة الاوروبية والتي تشير الى ضعف النمو الاقتصادي في المنطقة قد تسببت بتراجع سعر اليورو ليصل إلى ادنى مستوى عند 1.2625، خاصة وان التقارير قد اشارت الى التراجع الحاصل بالانتاج الصناعي في المنطقة بالاضافة إلى تراجع مؤشر ثقة المستثمر الالماني للشهر العاشر على التوالي.

صعود اليورو

لكن اليورو سرعان ما تمكن من تعويض كافة الخسائر التي الحقت به وذلك مع تحقيق مزيد من المكاسب بحيث ارتفع الى اعلى مستوى له منذ اسابيع ليصل الى 1.2886، نتيجة لصدور المعطيات الاقتصادية السيئة القادمة من الولايات المتحدة الاميركية والتي أتت أسوأ مما كان متوقعاً، والتي عززت من المخاوف في احتمال تراجع النمو الاقتصادي الاميركي. وبالتالي فقد استمرت تداولات اليورو خلال الاسبوع ما بين 1.2700 وبين 1.2850، ليقفل الاسبوع عند 1.2761.

من ناحية ثانية، افتتح الجنيه الاسترليني الاسبوع عند 1.6076 ثم ارتفع الى اعلى مستوى له عند 1.6127 مع بداية الاسبوع، الا انه سرعان ما بدأ بالتراجع ليصل سعره مقابل الدولار الاميركي الى ادنى مستوى له خلال الاشهر الـ11 الاخيرة، وذلك نتيجة لصدور التقارير الاخيرة والتي أشارت الى ان نسبة التضخم في المملكة المتحدة قد تراجعت الى ادنى مستوى لها خلال السنوات الخمس الاخيرة، وهو ما يضاعف من الضغوطات المفروضة على بنك انكلترا المركزي من اجل المحافظة على اسعار الفائدة عند ادنى مستوياتها على الاطلاق.

الجنيه الإسترليني

وفي المقابل، فإن صدور البيانات الاقتصادية السيئة من الولايات المتحدة قد مكّن الجنيه الاسترليني من التعويض عن كافة الخسائر التي الحقت به ليرتفع سعر الجنيه الى 1.6127 وليقفل الاسبوع عند 1.6093.

اما الين الياباني فقد استمر بالارتفاع مقابل الدولار الاميركي نتيجة للمخاوف المتعلقة بالتغييرات الاخيرة التي شهدها السوق العالمي والتي من المتوقع ان تحمل تأثيرات سلبية، وهو ما قد شجع المستثمرين على التوجه نحو الاصول الاكثر أماناً كالين الياباني، فقد افتتح الين الياباني السوق عند 107.66 ثم ارتفع بشكل ملحوظ مقابل الدولار الاميركي المتراجع ليصل الى ادنى مستوى عند 105.23 وليقفل الاسبوع اخيراً عند 106.88. وفي المقابل، افتتح الدولار الاسترالي الاسبوع عند 0.8686 ثم بدأ بالارتفاع تدريجياً مقابل الدولار الاميركي ليصل الى 0.8813، وحقق الدولار الاسترالي ارتفاعاً مقابل كافة العملات الاخرى باستثناء واحدة خاصة وتشير التقارير القادمة من الصين وهي الشريك التجاري الاكبر لأستراليا، الى ان الواردات قد ارتفعت بنسبة 7 في المئة خلال الشهر الماضي وذلك عن العام السابق وخلافاً للتوقعات التي قضت بتراجع هذه النسبة بنسبة 2 في المئة. ومع حلول نهاية الاسبوع، تراجع سعر الدولار الاسترالي ليعود الى ما كان عليه عند 0.8686، الا انه سرعان ما ارتفع من جديد يوم الجمعة ليقفل الاسبوع عند 0.8744.

تراجع مبيعات التجزئة

تراجعت مبيعات التجزئة خلال الشهر الماضي بشكل فاق التوقعات نتيجة لتراجع حجم الانفاق لدى المستهلك الاميركي، وهو الامر الذي سينتج عنه تراجع في النمو الاقتصادي للبلاد خلال الربع الثالث، فقد تراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.3 في المئة مع العلم انها حققت ارتفاعاً خلال شهر اغسطس بلغ 0.6 في المئة والذي كان الارتفاع الاكبر لها خلال 4 شهور، في حين ان التوقعات قضت بأن ترتفع النسبة الى 0.5 في المئة. تجدر الاشارة الى ان المبيعات تراجعت في قطاع مبيعات السيارات والمفروشات ومتاجر المواد البنائية ومتاجر الالبسة.

مؤشر فيلادلفيا

شهد شهر سبتمبر تراجعاً في مؤشر المجلس الفدرالي لمدينة فيلادلفيا الاميركية، وهو الامر الذي يدل على ان الاقتصاد الاميركي وهو الاقتصاد الاكبر في العالم قد واجه صعوبات مع التراجع الاقتصادي العالمي، فقد تراجع مؤشر فيلادلفيا الفدرالي هذا الشهر للشهر الثاني على التوالي ليصبح عند 20.7 مع العلم ان المؤشر المذكور قد ارتفع خلال الاشهر الثلاثة الماضية الى اعلى مستوى له خلال السنوات الثلاث الاخيرة وذلك عند 28.0.

تجدر الاشارة الى ان الحد الذي بلغه المؤشر هو افضل مما كان متوقعاً من قبل الخبراء الاقتصاديين باعتبار ان المؤشر قد استقر عند 19.8، كما ان الاداء الذي فاق التوقعات قد تسبب بارتفاع سعر الدولار الاميركي مقابل غيره من العملات الرئيسية الاخرى.

تراجع حاد في سعر النفط

شهد مطلع شهر اكتوبر تراجعاً حاداً في سعر النفط خاصة مع ارتفاع انتاج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بمقدار 810,000 برميل يومياً، حيث ان ما يفوق النصف من هذا الارتفاع في الانتاج مصدره ليبيا والتي تمكنت من زيادة انتاج النفط فيها بالرغم من الاضطرابات المحلية المتزايدة في البلاد.

بالاضافة إلى ذلك، فإن تراجع سعر برميل النفط يعود كذلك الى تراجع حجم الطلب عليه في السوق بسبب النمو الاقتصادي الضعيف الذي يشهده السوق العالمي حالياً، وتشير توقعات الوكالة الدولية للطاقة الى ان حجم الاستهلاك خلال الفترة الحالية يشهد نمواً هو الادنى منذ عام 2009، وبالتالي فقد تراجعت اسعار النفط خاصة وان الامدادات من النفط الخام قد عززت الانتاج الاميركي بحيث ارتفع الى الحد الاعلى له خلال فترة الـ30 سنة الاخيرة، وبالنتيجة فقد تراجع سعر النفط بمقدار 25 في المئة، في حين اقدمت الكويت والمملكة العربية السعودية على ايقاف الانتاج في احد حقول النفط المستركة بينهما وذلك من اجل تخفيف حجم الامدادات في السوق.

تجدر الاشارة الى ان قرار اقفال هذا الحقل اتى بسبب الضغوطات المتزايدة التي تعانيها دول منظمة أوبك من اجل خفض حجم الانتاج خاصة مع ارتفاع امدادات النفط الاميركي والذي يترافق مع تراجع في حجم الطلب.

تراجع جماعي

ذكر التقرير الأسبوعي لشركة الوطني للاستثمار أن معظم الأسواق العالمية شهد تراجعا في الأداء من 10 إلى 17 أكتوبر الجاري، فقد حقق مؤشر دول مجلس التعاون الخليجي أكبر تراجع بنسبة 10.3%، تلاه مؤشر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 9.9%، ثم مؤشر آسيا بنسبة 2.8%.

وقال التقرير إن مؤشر الأسواق النامية انخفض بنسبة 1.3%، ثم مؤشر البرازيل وروسيا والهند والصين بنسبة 1.0%، ومؤشر الأميركيتين بنسبة 0.9%، أما مؤشر أوروبا فهو الوحيد الذي حقق ارتفاعا بنسبة 0.2%.

وبالنظر لأداء الأسواق منذ بداية العام فقد كان متباينا، إذ لايزال مؤشر دول مجلس التعاون الخليجي متصدرا بارتفاع بلغ 15.7%، تلاه مؤشر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 15.6%، بينما ارتفع مؤشر الأميركيتين بنسبة 3.3%، ومؤشر البرازيل وروسيا والهند والصين بنسبة 1.1%، أما مؤشر الأسواق النامية فقد حقق أقل انخفاض بنسبة 0.1%، تلاه مؤشر آسيا بنسبة 3.7%، أما مؤشر أوروبا فتذيل قائمة الأسواق بانخفاض بلغ نسبة 7.8%.

back to top