الديغوكسين مفيد بضوابط

يؤدي اضطراب الرجفان الأذيني إلى خفقان القلب بسرعة وبطريقة غير منتظمة، فيساهم دواء ديغوكسين في خفض نبض القلب وتنظيمه.

صحيح أن ملايين الناس استعملوا ديغوكسين طوال سنوات، إلا أن الأطباء يعبّرون منذ عقود عن قلقهم من أن هذا الدواء قد لا يكون آمنًا. وعادت مسألة الأمان هذه إلى الظهور بعد نشر نتائج تجربة Atrial Fibrillation Follow-up Investigation of Rhythm Management- AFFIRM (تحقيق متابعة التحكم في النبض في حالة المصابين بالرجفان الأذيني) في 27 نوفمبر عام 2012 في مجلة European Heart Journal.

استخلصت التجربة أن ديغوكسين يزيد من خطر الموت. يذكر الدكتور بيتر زيمتبوم، طبيب متخصص في نبض القلب في مركز Beth Israel Deaconess الطبي التابع لجامعة هارفارد، أن هذه التجربة تؤكد ضرورة توخي الحذر عند استعمال الدواء، إلا أنها لا تلغي وصفه للمرضى. ويتابع موضحًا السبب: {ما من بديل جيد في حالة البعض. ولكن يجب استخدام ديغوكسين بانتباه وبأقل جرعة ممكنة}.

استخدام آمن

استخدام ديغوكسين ليس أمراً سهلاً، فقد تؤدي زيادة الجرعة قليلاً إلى مشكلة كبيرة. يذكر الدكتور زيمتبوم أن ثمة قاعدتَين أساسيتَين:

ضرورة استخدامه بحذر: يقول الدكتور زيمتبوم: «قد يكون الفارق بين الجرعة المفيدة والتسمم بسيطًا». فعندما تزيد الجرعة، يسبب الدواء كثيراً من التأثيرات الجانبية، فضلاً تفاعله مع أدوية أخرى. يضيف الدكتور زيمتبوم: «قد تكون الجرعات العالية خطرة، خصوصًا في حالة المسنين ومَن يعانون خللاً في الكليتين».

ضرورة استخدامه كدواء ثانٍ: يُعتبر الخيار الأول لمداواة مرضى الرجفان الأذيني مثبطات بيتا (beta blocker) أو محصرات قنوات الكالسيوم (calcium-channel blocker). ويجب ألا تُضاف إليها جرعة صغيرة من ديغوكسين إلا إذا رأى الطبيب حاجة إلى خفض نبض القلب أكثر.

ثمة حالات استثنائية بالتأكيد. فبما أن ديغوكسين لا يؤثر في ضغط الدم، يوصف أحيانًا لمَن يعانون الرجفان الأذيني ويملكون طبيعيًّا ضغط دم منخفضًا. لكن هذه حالات نادرة. يذكر الدكتور زيمتبوم: «لا تتوافر لنا أحيانًا علاجات أخرى لضبط نبض القلب لا تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. فضلاً عن ذلك، نحتاج إلى بيانات إضافية قبل أن نقرر حذف ديغوكسين من لائحة الأدوية التي نستعملها لضبط نبض القلب في حالة المصابين بالرجفان الأذيني».