مديرك «العسر» كيف تتعامل معه؟! (1-2)

يجد كثير من الموظفين أنفسهم في بيئة عمل يترأسها مدير صعب الطباع عسر التعامل، الأمر الذي قد يحيل الحياة العملية لكثير منهم إلى كوابيس متواصلة مما سيؤثر بدوره في سائر حياتهم الاجتماعية، ولعله يدفع بعضهم إلى البحث عن وظيفة أخرى والهرب من ذاك المكان.

لكن، لأولئك الذين اختاروا البقاء في ذلك الوضع والصمود أو اضطرتهم الظروف إلى ذلك سأقدم بعض النصائح للتعامل مع مثل هذا الوضع، كي ينعموا بشيء من راحة البال وهدوء النفس، وذلك على مدى مقالتين.

أولا، انظر إلى رئيسك في العمل كعميل. بدلاً من التفكير في مديرك كمدير عسر المزاج صعب الطباع (أو ربما أغبى من ذلك أو أحقر، كما سبق لي أن سمعت من كثير من عملائي في الجلسات الاستشارية)، حاول التفكير فيه (أو فيها) كعميل أو زبون يجب أن تتم خدمته على أحسن ما يكون، بغض النظر عما هو عليه. سيساعدك هذا المنظور الجديد في التركيز على المنتج أو الخدمة التي تحتاج إلى تقديمها لهذا الشخص "الصعب"، وسيصرف انتباهك إلى حد مفيد عن التفاعل السلبي الذي يبرز في علاقة عملك.

ثانيا، حاول أن تفهم كيف يُفكرُ رئيسك في العمل. حاول أن تتعرف على الأسباب الكامنة وراء ما يفعله رئيسك في العمل، وما يعتبره مهماً وذا أولوية، وما يعتبره أقل أهمية أو حتى غير ذي صلة، وما يحمله من توقعات بالنسبة إلى كل مشروع أو جانب من العمل، فإذا عرفت كيف يُفكر رئيسك في العمل ومن أي زاوية ينظر إلى الأمور، فسيكون من الأسهل عليك أن تتعامل معه وأن تلبي توقعاته "الصعبة"، أو أن تقترب منها على الأقل، وأن تخلق بعد ذلك بيئة عمل أكثر راحة لنفسك.

ثالثا، التزم بأداء متطلبات عملك بشكل جيد. ينبغي عليك إلقاء نظرة موضوعية صادقة على عملك، ومصارحة نفسك بما إذا كنت مقصراً في جانب ما أم لا، ومعرفة كيف يمكنك العمل على تحسينه، وينبغي عليك تحليل ما تعلمته في النقطة الثانية (أعلاه) وإعادة النظر في الأهداف المتعلقة بكل مهمة موكلة إليك، وتعرف على كل المتطلبات التي يجب عليك الوفاء بها تجاه عملك والتزم بها؛ على أن يكون هذا كله بالطبع مع تقييم حجم العمل الخاص بك وتحديد الأولويات، بحيث تكون قادراً على الالتزام بتنفيذها خلال المواعيد المحددة، وإذا وجدت في هذه النقطة مشكلة فلا بأس في التواصل مع مديرك بشكل جيد لشرح المشكلة وطرح احتياجاتك على وجه التحديد.

رابعا، تعلم طريقة التواصل مع رئيسك في العمل. تعلم كيفية حل شفرة ما يقوله، حتى لو كانت طريقته في التعبير عن ذلك تتم بلهجة غير لطيفة أو مزعجة. (مع الانتباه إلى عدم جواز تقبل الإهانة منه أو من غيره بأي حال من الأحوال)، فاطلب منه التوضيح عندما لا تكون متأكداً مما هو مطلوب منك أو كيف سيتم إنجاز ذلك، ويمكنك القيام بذلك بطريقة إيجابية هادئة بدلاً من الطريقة التصادمية أو الجدال المحتدم. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول لرئيسك إنك تريد حقا إنجاز العمل بشكل ممتاز، وللوصول إلى ذلك، فإنك تطلب منه تزويدك بالمزيد من التوضيح للمطلوب وتوفير الدعم المادي والموارد التي قد يتطلبها مثل هذا العمل.

أتوقف هنا، وأكمل بقية النصائح في المقال القادم، فإلى اللقاء.