جبهة كوباني تشتعل... والغارات تحول دون اجتياحها

نشر في 02-10-2014 | 00:06
آخر تحديث 02-10-2014 | 00:06
No Image Caption
• «داعش» يذبح 10 أكراد
• مقتل 30 طفلاً في تفجيرين استهدفا حياً موالياً بحمص
دارت معارك طاحنة أمس بين «داعش» والقوات الكردية في سورية، حيث نفّذ الائتلاف العربي- الأميركي ضربات جديدة ساهمت في منع سقوط مدينة كوباني في قبضة التنظيم، الذي بدأ ترويع سكان المنطقة بإقدامه على ذبح 10 بينهم نساء.

مع نجاح ضربات الائتلاف الدولي في وقف اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لمدينة كوباني الكردية، دافع المقاتلون الأكراد بشراسة أمس عن المدينة التي تعتبر ثالث أكبر مواقعهم بسورية، في وقت حذرت واشنطن من أن القضاء على الجهاديين «لن يكون سهلاً أو سريعاً».

وعزز مقاتلو التنظيم تقدمهم نحو المدينة وباتوا «على بعد 2-3 كلم فقط منها» بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أشار إلى أن معارك دامية دارت بين الطرفين طوال ليل الثلاثاء- الأربعاء وأسفرت عن مقتل تسعة عناصر من قوات الحماية الكردية وجهادي من التنظيم.

وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن «مقاتلي قوات الحماية الكردية رفضوا الانسحاب ويدافعون بشراسة عن البلدة رغم قلة عددهم وعتادهم معتبرين القضية حياة أو موتا»، موضحاً أن «المئات منهم فقط يواجهون آلاف الجهاديين الذين يملكون المدافع الثقيلة وراجمات صواريخ عيار 220 مم بالإضافة الى الدبابات، فيما يتكون عتاد الأكراد من بنادق الكلاشينكوف ورشاشات ثقيلة من طراز دوشكا وقاذفات آر بي جي».

ذبح وغارات

وفي ظل تصاعد المخاوف من حدوث مجازر، أقدم التنظيم المتطرف على ذبح سبعة رجال وثلاث نساء في المنطقة الكردية، بحسب المرصد الذي أكد أن ذلك يأتي في إطار ترويع السكان الذين يقاومون تقدمه.

في المقابل، شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الارهاب أمس غارات جوية استهدفت مواقع «داعش» على أطراف كوباي، التي باغتها بهجوم في منتصف سبتمبر سيطر خلاله على نحو 67 قرية ودفع نحو 160 ألف كردي إلى الفرار نحو تركيا.

وأفاد المرصد بأن «قوات التحالف نفذت خمس ضربات جوية على الأقل على خط المواجهة مع القوات الكردية في شرق وجنوب شرق عين العرب (كوباني)»، مؤكداً سقوط «خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم».

وإذا سيطر «داعش» على المدينة، فسيكون تحت سيطرته قطاع طويل من الأراضي دون انقطاع بمحاذاة الحدود مع تركيا، التي تابع الأكراد فيها بعصبية واضحة المعارك من فوق تلة تشرف على المنطقة.

تحذير أميركي

ووسط ترقب لانضمام أنقرة، التي عززت انتشارها العسكري على الحدود مع اقتراب «داعش» من جيب صغير يضم ضريح سليمان شاه، إلى الائتلاف الدولي، دعت واشنطن إلى إبداء «صبر استراتيجي»، مؤكدة أن القضاء على التنظيم لن يكون سهلاً.

وبعد أسبوع من بدء الضربات في سورية، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) الأدميرال جون كيربي للصحافيين «لم يقل أحد الأمر سيكون سهلاً أو سريعاً ولا أحد ينخدع بإحساس موهوم بالأمن من خلال ضربات جوية محددة الهدف».

وأضاف: «لن نقضي عليهم بالقصف ولا يمكننا أن نفعل بذلك»، مشيراً إلى أن مقاتلي تنظيم الدولة لم يعودوا يتنقلون بمجموعات كبيرة في العراء بل «يتفرقون» لتحاشي الضربات من الجو.

أراض جديدة

وأقر كيربي بأن التنظيم مازال يشكل تهديداً وأنه في بعض الحالات استولى على أراض جديدة، موضحاً أن ضربات جوية فعالة لا تعني أن الجهاديين «لا يحاولون حتى الآن كسب مناطق والسيطرة عليها وينجحون في ذلك في بعض الاحيان».

وأضاف: «كنا صادقين جدا بالقول ان التحرك العسكري وحده لن يؤدي الى انتصار هذا الجهد». لكن كيربي قال إن 310 غارات جوية نفذت على «داعش» حتى الآن في العراق وسورية هي مجرد بداية لحملة طويلة قد تتطلب أكثر من القوة العسكرية وحدها.

تفجيرات حمص

على صعيد موازٍ، قتل أمس 39 شخصاً بينهم 30 طفلا على الأقل في تفجيرين في حمص ثالث المدن السورية. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «إرهابيين استهدفوا الأطفال أثناء خروجهم من تجمع للمدارس بحي عكرمة بتفجيرين».

ونقلت «سانا» عن مصدر في محافظة حمص أن «إرهابيين فجروا سيارة مفخخة أمام مدرسة عكرمة الجديدة وبعدها بدقائق فجر انتحاري نفسه أمام مدرسة عكرمة المخزومي لإيقاع أكبر عدد من الإصابات بين صفوف المواطنين».

وأكد المرصد السوري العملية، مشيراً إلى وجود «كثير من الأشلاء وأن الحصيلة قد ترتفع نظرا لوجود إصابات خطيرة بين الجرحى الذين سقطوا في الانفجارين» اللذين وقعا في حي تقطنه الغالبية العلوية الموالية للرئيس بشار الأسد.

(دمشق، أنقرة، أربيل-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top