تأثير على سوق الألبومات أم منافسة إلكترونية؟

نشر في 02-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 02-10-2014 | 00:01
ظاهرة طرح الأغنيات عبر الإنترنت

ما تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على حركة بيع الألبومات، وكيف يمكن للمنتج توظيف الإنترنت بما يخدم أهدافه ومواجهة شبح القرصنة؟ سؤال يطرح نفسه بعد موجة إعلان المغنين أرقاماً خيالية لنسبة الاستماع إلى أعمالهم الجديدة من ألبومات وأغنيات معتمدين على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والتشديد على أنها أحد وجوه انتشارهم.
تشتد المنافسة بين المغنين في الفترة الأخيرة حول أرقام الاستماع والمشاهدة لأغنياتهم في مواقع الأغاني على شبكة الإنترنت، أكثر من تركيزهم على نسبة مبيعاتهم لها. واللافت أنهم يتعاملون معها باعتبارها أحد أشكال توزيع أغنياتهم وألبوماتهم، عبر استخدام رواد هذه المواقع لها بأكثر من طريقة، كتحميلها والاستماع إليها، استخدامها نغمة للهواتف المحمولة، تصميم فيديوهات عليها وطرحها عبر {فيسبوك}، {تويتر}، و{يوتيوب}، في ظل ازدياد رواد هذه المواقع والمتعاملين معها.

سوق آخر للفنان

المطرب محمد دياب الذي طرح منذ فترة ألبومه {يا واد يا سوسو} يوضح أنه لم يعد ثمة سوق للألبومات كي يتأثر بمواقع الإنترنت، مشيراً إلى أن المنتج يطرحها لإثبات حضوره وليس لتحقيق نسب مبيعات كبيرة، لا سيما أن المنافسة في هذه السوق لم تعد موجودة، بعدما انتقلت إلى الإنترنت.

بدوره يوضح نقيب الموسيقيين الأسبق منير الوسيمي أن طرح الأغنيات عبر شبكة الإنترنت هو سوق آخر للفنان لن يؤثر على نسبة مبيعاته، مشيراً إلى أن الأغنية سواء كانت منفردة أو ألبوماً، صوتاً فقط أو صوتاً وصورة، هي سلعة، على غرار أي سلعة، تطرح على الفور على الإنترنت بإرادته أو بغير إرادته.

يضيف: {لتفادي هذه السرقة على المنتج تحديد أوجه استغلال المواقع، كأن يتعاقد مع مواقع الأغنيات لطرحها عليها نظير مبلغ معين، وتعتمد شركات الإنتاج على ذلك مع شركات الاتصالات التي تمنح لكل مصنف رقماً أو اسماً، يستخدم الفرد من خلاله إحدى نغمات الأغنية في المحمول الخاص به، أو {كول تون} حينما يتصل به أي شخص، شرط منح صاحب المنتج مقابلاً مادياً، ويُكتب ذلك في حسابات معينة}.

يشير إلى أن المحلات التي تبيع الألبومات ما زالت تعمل، أيضاً، بعد الاتفاق بين المنتج والمسؤول عنها، معتبراً أن تنسيق المنتج والموزع مع مواقع الأغاني والمحلات التي تفتح منافذها لبيعها سيعود بالنفع على المنتج، لكن إذا لم يتعاون مع القيمين في مواقع الأغنيات هذه فسيلجأون إلى قرصنتها، وسيكون هو الخاسر في الأحوال كافة، من هنا يطالب بتنظيم التعاون بين المنتج والمواقع حتى لا تحدث سرقة وقرصنة.

يؤكد الوسيمي أن الدخل الذي يعود على شركات الإنتاج من وراء بيع أغنياتهم على الإنترنت كبير، لكنهم يتهربون من التصريح بذلك حتى لا يُطالَبوا بدفع ضرائب أو ما شابه ذلك نظير هذه الخدمة.

تنوع في أشكال البيع

يقول رئيس اتحاد النقابات الفنية هاني مهنى إن بيع الألبومات لم يتأثر بسوق الإنترنت، مشيراً إلى أنهما يندرجان ضمن التنوع في أشكال البيع والشراء.

يضيف: {ثمة قطاع عريض من الجمهور وهو الشباب، يتعامل حالياً مع الإنترنت بكل مواقعه وأساليبه، وبالتالي كان لزاماً على المنتجين التوجه بمنتجهم، وهو الأغنية، إلى هذا القطاع، مع المحافظة على القسم الذي يفضل الاستماع إلى السي دي نظراً إلى جودته العالية. عموماً، إذا كان ثمة استغلال جيد لمواقع الإنترنت فسيحقق المنتج مكسباً مرتفعاً للغاية، يدفعه إلى لاستمرار في إنتاجه}.

يلفت إلى أن الآفة الوحيدة من الإنترنت هي القرصنة؛ بمجرد طرح الأغنية في السوق تتم سرقتها ونشرها على المواقع لتحقيق مكسب خاص، ما أدى إلى انخفاض شركات الإنتاج من 128 شركة إلى شركتين فحسب، إلى جانب الأقراص المدمجة المضروبة المنسوخة من الأصلية، والتي تباع على أرصفة الشوارع، ولا يعود مكسبها إلى منتج الألبوم.

يرى أنه بإمكان المنتج تحقيق ربح للأغنية التي يروّج لها، عبر توظيف جيد لمواقع الإنترنت، وإتاحة نسخ من الأقراص المدمجة بأسعار مخفضة منعاً لانتشار تلك المضروبة، لافتاً إلى أن الدستور الجديد يضمن مادة تلزم الدولة بحماية المصنف الموسيقي والغنائي، وهي ستكون واجبة التنفيذ، حينما تنعقد أولى جلسات مجلس الشعب، بالتالي يعمد جهاز وزارة الداخلية إلى مساعدة المنتجين الموسيقيين في عرض مصنفاتهم على مواقع الإنترنت نظير مبلغ مالي محدد.

يرى الناقد الموسيقي زين نصار أن إتاحة الأغنيات عبر مواقع الإنترنت يوسع دائرة انتشار الفنان، وزيادة نسبة توزيعه، مشيراً إلى أن وضع سوق السيديهات تأثر بالطبع بهذه المواقع الإلكترونية، لذا على المنتج البحث في هذه المسألة التجارية، لاسيما أن قلة من المستمعين تتوجه إلى منافذ البيع لشراء ألبوم في وقت أصبح في متناول الناس الاستماع إليه وتحميله وتبادله مع أصدقاء في ثوانٍ قليلة باستخدام الهاتف المحمول المتصل بشبكة الإنترنت.

يضيف أن المطرب هو الرابح في الأحول كافة، إذ يتم الاستماع إلى الأغنيته في أكثر من وسيلة، ويتعرف إلى تعليقات الجمهور بشكل مباشر وسريع من دون تجميل في مواقع التواصل الاجتماعي، ما يزيد من حدة الصراع بين المغنين، في ظل تأكيد كل واحد منهم عبر صفحاته الرسمية أنه الأول في موقع كذا، وأن أغنيته المصورة حققت نسبة مشاهدة مرتفعة، مشيراً إلى أن المستقبل سيكون لمواقع الإنترنت، لكن في ظل استمرار وجود الأقراص المدمجة.

سلسلة مترابطة

تؤكد الناقدة حنان شومان أن الأمر لم يحدث فجأة، مشيرة إلى أن صناعة الكاسيت انهارت بعد ظهور القرص المدمج، وكلاهما انهارا بعد انتشار الإنترنت، معتبرة أن اهتمام المطربين والقيمين على صناعة الأغنية بطرحها عبر مواقع الأغاني في الإنترنت، وسيلة لتفادي القرصنة على أعمالهم، وفقاً لعبارة {بيدي لا بيد عمرو} لأن صناعة الأغنية نفسها دُمرت بسبب قرصنة الإنترنت.

تضيف أن طرح هذه الأغنيات على {يوتيوب} يساعد مقدميها في التعرف إلى مدى نجاحها، وعدد مرات الاستماع إليها ومشاهدتها بما لا يسمح لأي شخص بالتشكيك في نجاح أي أغنية، فضلا عن نسب تحميلها، والمعجبين بها، والاستفادة من الإعلانات التي تعرض لثوان قبل بدء الأغنية.

back to top