«شتتوقعون يعني؟»

نشر في 01-10-2014
آخر تحديث 01-10-2014 | 00:01
 علي محمود خاجه لن يكون منطقياً أن يرغب أب أن يتفوق ابنه في مجال الموسيقى وهو يرفض شراء آلة موسيقية له، ولن يدخل العقل أيضا أن ترغب الأم أن تكون ابنتها مهندسة كمبيوتر وهي تمنع دخول الكمبيوتر إلى المنزل، فطبيعة الأمور أن توفر الأسباب للوصول إلى الغايات؛ ترغب أن يكون ابنك لاعب كرة مميزاً فتقوم بتوفير الإعداد البدني والذهني له في ذلك الاتجاه، أو ترغبين أن تكون ابنتك فنانة تشكيلية فتسعين إلى توفير كل السبل والأدوات المحفزة لذلك، في تلك الحالة يكون الأب أو الأم قاما بدورهما في التوجيه والجزء المتبقي وهو القبول أو الكفاءة هو من واجب الأبناء.

وأيضا لن تتحقق رغبات أولياء الأمور السابق ذكرها أو غيرها إن تم توفير النقيضين، بمعنى أن يوفر الأب لابنه ساعة أو ساعتين للرياضة مقابل حرص الأب نفسه على توفير ساعات طويلة من الأكل والكسل أيضا، أو أن توفر الأم الألوان واللوحات وبالمقابل تغرقها بالكتب التي تنتقص من الفن والرسم.

نحن في الكويت نتشابه بدرجات متفاوتة مع أولياء الأمور السابق ذكرهم في الأمنيات، وليس في الكويت فقط بل في جميع دول المنطقة، فكل دولة تتمنى أن تكون السباقة في العلوم والرياضة والفن والثقافة وغيرها من مجالات، وأحياناً توفر تلك الدول ومنها الكويت بعض السبل ليحقق أبناؤها ذلك من ملاعب ومسارح ومعاهد وكليات وغيرها؛ على أمل أن تتحقق أمنيات أولياء الأمور أي الدول في نجاح الأبناء أي الشعب، ولكن رغم ذلك لا يتحقق النجاح والتميز للأبناء إلا بشكل محدود جداً، وهو ما قد يثير استفهام البعض.

فالدولة نعم قد تهتمّ بشكل معقول بمجالات متعددة إلا أن التركيز كل التركيز ينصبُّ على مجال واحد دون سواه، وهو المجال الديني الذي يقع اليوم تحت هيمنة أناس معظمهم لا يتقبلون التغيير ولا التطوير خوفاً من أن يوقعهم التطور في المحظور الديني، فتكون النتيجة جرعة علوم يومية من الدولة تقابلها جرعات تحرم التفكير والتشكيك والبحث، جرعة فنون يومية تقابلها حصص من التكفير والوصف بالعهر والمجون، وهكذا الحال في كل المجالات غير المرتبطة بالدين.

وهو ما يعني أن الدولة وإن كانت توفر بعض أسباب الوصول إلى النجاح في المجالات المختلفة إلا أنها نفسها هي من سلمت معاول نسف ذلك الوصول إلى قوى تخشى التغيير، وترفضه وتحارب من يسعى إليه، وهو ما سيقودنا إلى نتيجة حتمية لا جدال فيها تم تلخيصها من د. فاطمة السالم عضوة هيئة التدريس في جامعة الكويت– قسم الإعلام قبل أيام، عبر دراسة نشرت في "القبس" كان نتاجها وجود قبول لحركة مثل "داعش"، إذ يعتقد أكثر من 40% من عينة الدراسة أنهم ليسوا إرهابيين، وأكثر من 10% يؤيدونها بشكل عام!!

تلك هي النتيجة الحتمية لما تقترفه دول المنطقة تجاه شعوبها، فهي تجبرهم على اتجاه واحد أساسي، وتتوقع منهم نتائج مخالفة لهذا الاتجاه وهو ما لن يحدث طبعا.

ضمن نطاق التغطية:

كلية الشريعة هي الكلية الوحيدة في جامعة الكويت التي تقتصر فيها المواد الإلزامية العامة على مقررات كالتاريخ والتربية، ومقرر واحد للحاسب الآلي، في حين تفرض مقررات كالفلسفة والمنطق والإعلام وعلم الاجتماع على غيرها من كليات.

back to top