ألو Mayo Clinic ؟

نشر في 01-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-10-2014 | 00:01
No Image Caption
س: شُخّص لدي مرض «جريفز». فقررت أن أخضع لجراحة استئصال الغدة الدرقية وأريد أن أعلم ما يجب توقّعه بعد الجراحة. هل ستزول جميع أعراضي (اعتلال العين، خفقان القلب، تعكر المزاج) فوراً بعدها؟ ما هي الآثار الجانبية لاستئصال الغدة الدرقية؟

ج: استئصال الغدة الدرقية أحد الخيارات العلاجية المتعددة لتخفيف أعراض مرض جريفز بفاعلية. تشمل الخيارات الأخرى استعمال مضادات الغدة الدرقية واليود المُشِعّ. كل شخص مختلف عن غيره وما من علاج مثالي للجميع. غالباً ما تسهم جراحة استئصال الغدة في تخفيف أعراض مرض جريفز. لكن كما يحصل مع جميع الجراحات، ثمة مخاطر ومضاعفات محتملة لاستئصال الغدة.

مرض جريفز هو اضطراب في جهاز المناعة وهو ينجم عن إنتاج نسبة مفرطة من هرمونات الغدة الدرقية. بما أن هذه الهرمونات تؤثر على وظائف عدة في الجسم، قد تتفاوت مؤشرات وأعراض مرض جريفز على نطاق واسع.

قد تكون الأدوية التي تؤثر على الغدة الدرقية وتدفعها إلى إنتاج الهرمونات عبر استعمال اليود، أي مضادات الغدة الدرقية، مفيدة للسيطرة على المرض. تشمل تلك الأدوية {بروبيل ثيوراسيل} و}ميثيمازول».

لكن تتم معالجة المرض في معظم الحالات بعلاج اليود المشع. بما أن الغدة الدرقية تحتاج إلى اليود لإنتاج الهرمونات، يدخل اليود المشع إلى خلايا الغدة الدرقية. فيقضي النشاط الإشعاعي على الخلايا الناشطة بشكل مفرط مع مرور الوقت. هذا ما يجعل الغدة الدرقية تتقلص. تتراجع الأعراض تدريجاً، خلال بضعة أسابيع أو أشهر.

عند معالجة {جريفز} عبر استئصال الغدة، يتم انتزاع جميع أو معظم الغدة الدرقية. أبرز أثر جانبي لغياب الغدة الدرقية هو الحاجة إلى دواء مستمر للغدة، بمعدل قرص في اليوم. وعند استعمال العلاج باليود المشع، تبرز الحاجة إلى أخذ دواء للغدة طوال الحياة.

قد يختار الأشخاص الذين يصابون بمرض جريفز ويواجهون مشكلة اعتلال العين (نتوء أو تورم العين، تراجع الجفون، احمرار العين) اللجوء إلى الجراحة لاستئصال الغدة الدرقية بدل استعمال اليود المشع لأن الالتهاب الذي يسبب تلك الأعراض في العين قد يزداد سوءاً بسبب اليود المشع. يتحسن اعتلال العين بعد الجراحة بشكل عام. لكن في بعض الحالات، قد لا تزول الأعراض بالكامل. وقد تمر بضعة أشهر قبل أن تعطي الجراحة كامل مفعولها لمعالجة اعتلال العين.

بشكل عام، تتلاشى أعراض خفقان القلب بعد استئصال الغدة الدرقية، وقد تحتاج إلى أسبوع كي تزول. ويُفترض أن يتحسن تعكر المزاج المرتبط بمرض جريفز بعد الجراحة أيضاً.

تشمل الأسباب الأخرى التي يمكن أن تبرر استئصال الغدة الدرقية: غدة درقية كبيرة جداً، عقيدات مشبوهة في الغدة الدرقية، فشل اليود المشع أو الخوف من استعماله، عدم القدرة على أخذ أدوية مضادة للغدة الدرقية. تميل الأعراض إلى الاختفاء بوتيرة أسرع عبر الجراحة مقارنةً بالعلاجات الأخرى.

قد تكون الجراحة خياراً جيداً أيضاً إذا أردت أن تصبحي حاملاً في المستقبل القريب لأن بعض العلاجات الأخرى قد يرفع خطر العيوب الخلقية.

يرتبط استئصال الغدة الدرقية ببعض المخاطر مع أنها تبقى محدودة. قد تتضرر بشكل دائم الغدد الجاردرقية التي تقع بالقرب من الغدة الدرقية وتنظم كميات الكالسيوم. هذا النوع من الإصابات يولّد حاجة دائمة إلى أخذ مكملات الكالسيوم والفيتامين D.

خلال الجراحة، يبقى احتمال تضرر الأعصاب المتّصلة بالحنجرة نادراً، لكن قد تؤدي هذه العملية إلى بحة في الصوت أو تغيرات صوتية أو مشاكل في البلع. من النادر أيضاً أن يقع ضرر عصبي خطير يستلزم استئصال القصبة الهوائية (إحداث ثقب جراحياً في الجهة الأمامية من العنق وصولاً إلى داخل القصبة الهوائية لتوفير ممر هوائي وتسهيل التنفس). في معظم الحالات، قد تتحسن المشاكل العصبية التي تظهر نتيجة استئصال الغدة الدرقية مع مرور الوقت.

لن يؤثر غياب الغدة الدرقية على حياتك اليومية إذا كنت تتلقين الجرعة المناسبة من الدواء، ولا يصعب الالتزام بذلك عموماً.

لاتخاذ القرار المناسب في شأن إجراء جراحة الغدة الدرقية، راجعي مع طبيبك تفاصيل الخيارات العلاجية كلها، فضلاً عن المخاطر والمنافع. سيساعدك ذلك على القيام بأفضل خيار يناسب وضعك.

د. ميلاني ريتشاردز

back to top