كيف تتحكّم بضغط الدم؟

نشر في 30-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 30-09-2014 | 00:01
يشكل ضغط الدم المقاوم مشكلة خطيرة تهدد صحة القلب.
يُعتبر ضغط الدم العالي (عندما يكون ضغط الدم الانقباضي 140 أو أعلى وضغط الدم الانبساطي 90 أو أعلى) مشكلة شائعة. لكن هذه الحالة التي لا تترافق عادة مع أي أعراض، تشكل أحد الأسباب الأساسية للإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.
من الجيد أن أعداد مَن باتوا ينجحون في ضبط ضغط دمهم باتت أكبر في السنوات الأخيرة. لكن المحزن أن نحو 10% ممن يتناولون أدوية عدة لعلاج ضغط الدم يعانون، رغم ذلك، من ضغط دم مرتفع على نحو خطير.

تعريف الارتفاع المقاوم

يذكر الدكتور جوشوا بيكمان، طبيب قلب في مستشفى Brigham and Women›s التابع لجامعة هارفارد: {عندما يعاني المريض ارتفاع ضغط الدم، رغم تناوله ثلاثة أدوية مختلفة، بما فيها الثيازيد المدر للبول، يكون في هذه الحالة مصاباً بارتفاع ضغط الدم المقاوم}. تُعتبر أدوية الثيازيد المدرة للبول عادةً أول ما يصفه الطبيب لمعالجة ارتفاع ضغط الدم.

يُعتبر ضغط الدم المقاوم مقلقاً لأن خطر الموت نتيجة نوبة قلبية أو سكتة دماغية يرتفع مع ارتفاع ضغط الدم. لكن تحديد السبب الكامن وراءه ليس بالمهمة السهلة. على سبيل المثال، يعاني بعض مَن يبدو أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم المقاوم، ارتفاع ضغط الدم عند زيارة الطبيب أو المستشفى فحسب. ويعتقد الأطباء أن هذه الحالة تعود إلى التوتر والقلق اللذين يرفعان ضغط الدم. ولكن لاستبعاد هذه الحالة، قد يوصي الطبيب باستخدام جهاز لمراقبة الضغط في المنزل أو يطلب من المريض استعمال جهاز يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 15 إلى 30 دقيقة طوال 24 ساعة.

بالإضافة إلى ذلك، يمتنع بعض مَن يبدو أنهم يعانون ارتفاع ضغط الدم المقاوم عن تناول أدويتهم. يعتقد الدكتور بيكمان أن هذا قد يكون سبب كثير من حالات ارتفاع ضغط الدم المقاوم. ويستند في طرحه هذا إلى مشاركته في تجربة سريرية كبيرة هدفت إلى معالجة هذه المشكلة. ففي مجموعة ممن اعتقد الأطباء أنهم يعانون ارتفاع ضغط الدم المقاوم، قارن الباحثون إجراء اختبارياً يعتمد على قسطرة بعلاج الأدوية التقليدي الذي يشمل ثلاثة أدوية لارتفاع ضغط الدم على الأقل. يوضح الدكتور بيكمان: {عندما أشركناهم في الدراسة وأرغمناهم على اتباع نظام أدوية دقيق، ما عاد كثر منهم يعاني ارتفاع ضغط الدم المقاوم}.

ثمة أكثر من 200 دواء مختلف لمعالجة ارتفاع ضغط الدم تندرج في فئات عدة:

الأدوية المدّرة للبول.

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ومضادات مستقبلات الأنجيوتنسين.

حاصرات بيتا.

محصرات قنوات الكالسيوم.

مضادات الألدوستيرون.

يعتمد نوع أدوية ارتفاع ضغط الدم الذي قد يصفه الطبيب للمريض على حالات طبية أخرى قد يعانيها، مثل الذبحة الصدرية، أو الرجفان الأذيني. كذلك قد تحدّ التأثيرات الجانبية من أنواع الأدوية التي يمكنك تناولها. يتوافر كثير من الأدوية التي توصف لارتفاع ضغط الدم كأنواع عامة. أما الأدوية المركبة، فتجمع نوعين من هذه الأدوية في حبة واحدة، مثل دواء مدر للبول مع آخر من حاصرات بيتا أو أحد أنواع مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين مع حصرات قنوات الكالسيوم.

أدوية أقل

كي يساعد الدكتور بيكمان مرضاه على الالتزام ببرنامج الأدوية، يخفض عدد الحبات اليومية التي عليهم تناولها. ويُعتبر هذا سهلاً غالباً لأن كثيراً من أدوية ارتفاع ضغط الدم الشائعة تتوافر كأدوية مركبة. يوضح: {يميل الأطباء في البداية إلى وصف أدوية تحتوي على مكون واحد لأن هذا يسهّل عليهم تعديل الجرعات. ولكن ما إن تصل إلى جرعة محددة من بعض الأدوية، يكون من الأفضل الانتقال إلى تناول دواء مركّب}.

ثمة أمور أخرى تساهم في خفض ضغط الدم غير الأدوية. وعلى رأس هذه القائمة تأتي خسارة الوزن، إن كنت تعاني السمنة أو الوزن الزائد، والتمرن بانتظام. عليك أيضاً اتخاذ الخطوات التالية:

تناول كمية أكبر من الفواكه والخضر الغنية بالبوتاسيوم. فيساعد هذا الأخير على خفض ضغط الدم. تشمل خياراتك الجيدة الطماطم، السبانخ، البطاطا الحلوة، الأفوكا، المشمش المجفف، الموز، البرتقال، والشمام.

تفادَ الأطعمة المعالجة ووجبات المطاعم. تحتوي هذه الأطعمة عادةً كميات كبيرة من الصوديوم، ما يرفع ضغط الدم. وتشمل مصادر الصوديوم الإضافي عادةً اللحوم الباردة والمعالجة، البيتزا، الحساء، الشطائر، والجبنة.

تحقق من الأدوية التي تتناولها من دون وصفة طبيب. من الممكن لبعض الأدوية الشائعة الاستعمال أن ترفع ضغط الدم، وخصوصاً المسكنات مثل الإيبوبروفن (Advil وMortin) والنابروكسين (Aleve وAnaprox)، فضلاً عن علاجات الرشح والزكام التي تحتوي مزيلات الاحتقان، بما فيها السودوإيفيدرين، الفينيليفرين، النافازولين، والأوكسيميتازولين.

back to top