للمرة الأولى يابانية تتلقى جيلاً جديداً من الخلايا الجذعية

نشر في 30-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 30-09-2014 | 00:01
زرع جراحون أنسجة شبكية أُنتجت من خلايا المريضة بحد ذاتها لتعود إلى خلايا وافرة القدرة.
تُعتبر امرأة يابانية في السبعين من عمرها أول متلقٍّ في العالم لخلايا مستمدة من خلايا جذعية مستحثة وافرة القدرة، علماً أن العلماء يعلقون على هذه التكنولوجيا توقعات كبيرة، بما أنها تقدّم الميزات ذاتها كما الخلايا المأخوذة من الأجنة من دون أي أوجه مثيرة للجدل أو مخاوف بشأن السلامة.

في جراحةٍ دامت ساعتين، عمل فريق من ثلاثة أطباء متخصصين في العين يرأسهم ياسيو كوريموتو من المستشفى العام التابع لمركز مدينة كوبي الطبي على زراعة رقاقة طولها 1.3 مليمتر وعرضها 3.0 مليمترات من خلايا النسيج الطلائي المخضب في الشبكية في إحدى عيني امرأة تسكن في منطقة هيوغو وتعاني من تنكس بقعي سببه التقدم في السن.

أُجريت هذه الجراحة في مستشفى معهد أبحاث وابتكارات الطب الحيوي قرب مركز ريكن لعلم الأحياء التنموي حيث طوّرت طبيبة العيون ماسايو تاكاهاشي رقاقة النسيج الطلائي واختبرتها. طورت تاكاهاشي هذه الرقاقة من خلايا جلد المريضة، بعدما أنتجت خلايا جذعية مستحثة وافرة القدرة ودفعتها إلى التميّز والتحول إلى خلايا شبكية.

لم تعانِ المريضة بعد ذلك من نزف حاد أو أي مشاكل أخرى، وفق مركز ريكن.

ذكر كوريموتو في بيان صدر عن مركز ريكن أن المريضة {واجهت كل المخاطر التي تترافق مع العلاج والجراحة}. وأضاف: {أكن كل الاحترام للشجاعة التي أعربت عنها وتصميمها على المضي قدماً في أمر مماثل}.

لكن كلامه اتخذ منحى حزيناً حين شكر يوشيكي ساساي، باحث في مركز ريكن انتحر أخيراً. قال كوريموتو: {ما كان هذا المشروع ليبصر النور لولا أبحاث الراحل يوشيكي ساساي، الذي مهد الطريق أمام النجاح في عملية إنتاج نسيج شبكية من خلايا جذعية}.

بالإضافة إلى ذلك، شكر كوريموتو شينيا ياماناكا، وهو عالم متخصص في الخلايا الجذعية في جامعة كيوتو. {فمن دون اكتشافه الخلايا الجذعية المُستحثَّة الوافرة القدرة، ما كان هذا البحث السريري ممكناً}. فقد نال ياماناكا عام 2012 جائزة نوبل في الفيزيولوجيا أو الطب عن عمله هذا.

أجرى كوريموتو الجراحة بعد أربعة أيام فقط من منح لجنة تابعة لوزارة الصحة تاكاهاشي الإذن بإجراء تجارب بشرية.

للحصول على هذا الإذن، قامت تاكاهاشي وزملاؤها بدراسات تؤكد سلامة هذا الإجراء شملت قردة وفئران. فأظهرت الاختبارات الحيوانية أن الخلايا الجذعية المستحثة الوافرة القدرة لم تُرفَض ولم تؤدِّ إلى نمو أورام.

ينتج التنكسي البقعي المرتبط بالتقدم في السن عن تفكك النسيج الطلائي في الشبكية، طبقة من الخلايا تدعم مستقبلات الصور الضرورية للرؤية. من المستبعد أن تعيد الجراحة التي أجراها كوريموتو البصر للمريضة. لكن الباحثين حول العالم سيراقبونها عن كثب لمعرفة ما إذا كانت هذه الخلايا قادرة على الحد من أيّ تلف إضافي قد يصيب الشبكية، مع تفادي في الوقت عينه التأثيرات الجانبية المحتملة، مثل التعرّض لرد فعل مناعي أو التسبب بنمو سرطاني.

تعلن تاكاهاشي في بيان لها: {قمنا بخطوة أولى جبارة نحو استخدام الطب المجدد خلايا جذعية مستحثة وافرة القدرة. ومع نقطة الانطلاق هذه، أريد بالتأكيد أن أؤمن [الطب المجدد الذي يرتكز على خلايا جذعية مستحثة وافرة القدرة] إلى أكبر قدر ممكن من الناس}.

back to top