السُلطة غير كافية لقيادة فاعلة

نشر في 25-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-09-2014 | 00:01
No Image Caption
يًظهر بحث جديد أجرته كلية الأعمال في كولومبيا أن القادة الأقوياء يخفقون في الإصغاء جيداً وأخذ آراء الآخرين في الاعتبار، ما يحدّ من تأثيرهم الإيجابي.
كشف بحث نُشر في Social Psychological and Personality Science، أن احتمال تعقيد المسائل والحوارات يرتفع مع القادة الذين يخفقون في أخذ آراء المحيطين بهم في الاعتبار. فتظهر الدراسة أن الأقوياء (تخيلوا المديرين التنفيذيين، السياسيين، القادة العسكريين، المفوضين الرياضيين وغيرهم) الذين اعتادوا رؤية العالم من وجهة نظر الآخرين يحرزون نتائج أفضل.

يذكر آدم غالينسكي، بروفسور حائز منحة فيكرام س. بانديت في قسم إدارة الأعمال في كلية الأعمال في كولومبيا: {تشبه القيادة الفاعلة رحلة ناجحة في السيارة. فلبلوغ مكان ما، تحتاج إلى بنزين ودواسة الوقود. وتشكل السلطة دواسة نفسية. لكنك تحتاج، أيضاً، إلى مقود جيد كي لا تتسبب بحادث فيما تسرع على الطريق العام. ويشكّل أخذ آراء الآخرين في الاعتبار ذلك المقود النفسي. فعندما تفرّط في الاعتماد على وجهة نظرك ولا تأخذ وجهات نظر الآخرين في الاعتبار، يصبح التحطم محتماً}.

تناولت سلسلة من الدراسات كيفية استفادة السلطة من أخذ وجهات نظر الموظفين في الاعتبار. وكشفت أبحاث غالينسكي ما يلي:

تحد السلطة من أخذ آراء الآخرين في الاعتبار: صحيح أن السلطة تعزز سعي القادة نحو هدفهم، إلا أنها تدفعهم أيضاً إلى الاعتماد بإفراط على نقاط قوتهم، ما يمنعهم من التكييف كفاية مع وجهات نظر الآخرين.

أخذ وجهات نظر الآخرين في الاعتبار غير كافٍ: يكون مَن يميلون إلى التركيز على ما يظنه الآخرون قادة ناجحين في عالمهم الاجتماعي، إلا أنهم يفتقرون عادةً إلى وسائل ضرورية يمكنهم من خلالها تأكيد أنفسهم وإحداث تغيير.

السلطة+وجهات نظر الآخرين= قائد فاعل: عندما يتمتع الفرد بالسلطة ويجيد أخذ وجهات نظر الآخرين في الاعتبار، (أ) يميل إلى التعاطي بنجاح أكبر مع الأوضاع الصعبة وبمقدار أكبر من الاحترام والإنصاف، و(ب) يسهّل تبادل المعلومات، ممارسة تساعد المجموعات على اتخاذ أفضل القرارات الممكنة عند مواجهة مشاكل معقدة. لذلك اكتشف غالينسكي أن للجمع بين السلطة وأخذ وجهات نظر الآخرين في الاعتبار تأثيراً متكاملاً، ما يؤدي إلى نتائج أفضل بكثير مما يمكن لكل من هذين العاملين أن يحققه منفرداً.

البحث

اختبرت التجربتان الأوليان الفوائد المتكاملة للجمع بين السلطة وأخذ وجهات نظر الآخرين في الاعتبار خلال عمليات صرف من العمل. طُلب من المشاركين في التجربتين (في التجربة 2، كان كل المشاركين طلاباً في برنامج MBA تنفيذي) التفكير في تجربة مروا بها وكانوا يتمتعون خلالها بسلطة كبيرة أو صغيرة. ثم اقتيدوا بطريقة غير مباشرة إلى أخذ وجهات نظر الآخرين في الاعتبار بسؤالهم التوضيح لآخرين كيف نقلوا الخبر السيئ وبالتفكير في كلمات ترتبط بأخذ وجهات الآخرين في الاعتبار.

وجد الباحثون أن مَن يتحلون بالسلطة ويأخذون وجهات نظر الآخرين في الاعتبار يعاملون موظفيهم بصراحة أكبر واحترام أشد.

بغية التحقق من تأثير الجمع بين السلطة وأخذ آراء الآخرين في الاعتبار في مَن يعيشون تجارب أقل إثارة للجدل، قسّم الباحثون المشاركين إلى مجموعات من اثنين وأوكلوا إلى أحدهما دور رب العمل والآخر دور الموظف. ودُفع بعد ذلك نصف المشاركين إلى أخذ آراء شريكهم في الاعتبار. فاضطر كل ثنائي، بعد ذلك، إلى اتخاذ قرار يتطلب تشاركهما في المعلومات والعمل معاً بغية حل مشكلة.

اكتشف الباحثون أن المشاركين توصلوا إلى الحل الأنسب لمشكلة دقيقة، عندما اجتمعت السلطة مع أخذ آراء الآخرين في الاعتبار عند اتخاذ قرار معقد.

back to top