«خازوق في الحفلة» يفضح فساد من يستغل سلطته

نشر في 23-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-09-2014 | 00:01
No Image Caption
خزانة السلالم ترمز للوصوليين الساعين إلى المناصب على أكتاف الضعفاء
اختتمت فرقة المسرح الشعبي عروض المسابقة الرسمية في مهرجان "أيام المسرح للشباب" بعرض "خازوق في الحفلة".

قدمت فرقة المسرح الشعبي العرض الأخير في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب بعنوان "خازوق في الحفلة"، من إعداد وإخراج أحمد العوضي.

في البداية تجدر الإشارة إلى أن النص الأصلي هو بعنوان "حفلة على الخازوق" تأليف الكاتب المصري الكبير محفوظ عبدالرحمن، وقد قدمتها فرقة مسرح الخليج العربي على مسرح كيفان (11 ديسمبر 1975)، واستمر عرضها 22 يوماً، من بطولة محمد المنصور وسعاد عبدالله وسليمان الياسين والراحل محمد السريع وإبراهيم الصلال وخالد العبيد وعبدالله الحبيل، وإخراج الراحل المبدع صقر الرشود. كما عرضت على مسرح سيد درويش في القاهرة (مارس 1977)، ومهرجان دمشق للفنون المسرحية (مايو 1977).

والنص مأخوذ من حكايات ألف ليلة وليلة، عن الحاكم (الوالي) الذي يختار من يمثله في كل بلد، ويطلق عليه وزير، ويأتي من بعده في المنصب المحتسب، ومدير السجن وكل واحد منهم لديه مساعده، الذين يستغلون مراكزهم ونفوذهم في الفساد والوصول إلى غايتهم. كل واحد منهم يريد كسب ثقة من هو أعلى منه في السلطة، فيلفق مدير السجن تهمة محاولة اغتيال الحاكم، لأحد الأبرياء، وتحاول حبيبته بكل وسيلة اثبات براءته، ثم يحاول الوزير والمحتسب ومدير السجن مراودتها عن نفسها، فتستعين بالنجار حتى يصنع لها خزانة ملابس كبيرة مكونة من أربعة أرفف، والنجار يريد الغرض نفسه، فتحبسهم جميعاً بلعبة ذكية، فيراهم الوالي ويعزلهم عن مناصبهم، لكن الفساد لايزال مستشرياً خاصة أن الوالي يعين المساعد وهو رمز الدسائس والمؤمرات المحرك الرئيس لكل من عزلهم.

المعد والمخرج أحمد العوضي، غيّر في الشخصيات، فمدير السجن هو مدير المركز، والمحتسب حوّله إلى رجل دين مدّع (يستتر تحت عباءة الدين)، والوزير إلى وزيرة، والنجار إلى حدّاد، وأبقى على شخصية الحبيبين. أما خزانة الملابس فجعلها سلالم وهي فكرة موفقة عن الوصوليين الساعين إلى المراكز على أكتاف الأبرياء والضعفاء.

وقدّم المخرج تناغماً جميلاً ومعادلة سليمة لعناصر العرض، وظهرت مواهب جديدة من خلال هذا العمل، مثل فهد الصالح بدور المساعد، وموسى كاظم بدور مدير المركز، وهما يبشران بمستقبل واعد. ولا ننسى عناصر التمثيل الأخرى من خالد السجاري الذي أجاد في أدائه لدور رجل الدين، ونوف السلطان، وعبدالعزيز النصار بدور حارس السجن.

وتبقى بعض الهنات البسيطة التي يمكن تلافيها، إذا عرض العمل مرة أخرى، منها الأخطاء في اللغة العربية وإن كانت قليلة، وبعض "الإفيهات" المقحمة التي ليست في محلها.

وفي الختام، لابد من الإشادة بهذا الجهد الشبابي الرائع، ودور فرقة المسرح الشعبي في منح شبابها الفرص لخوض غمار التجارب المسرحية حسب رؤية جيلهم.

back to top