حدّ من استهلاك الزئبق

نشر في 23-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-09-2014 | 00:01
No Image Caption
تُعتبر الأسماك والقواقع مصدراً جيداً للبروتين الخالي من الدهون. كذلك تحتوي أنواع كثيرة منها على أحماض أوميغا-3 الدهنية المفيدة للقلب. ولكن ثمة مشكلة: يضمّ بعض أنواع السمك كميات مقلقة من ميثيل الزئبق، سمّ بالغ الخطورة خصوصاً للدماغ في مرحلة النمو.

نتيجة لذلك، على النساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل والأولاد الصغار ألا يتناولوا السمك الذي يحتوي على كمية كبيرة من الزئبق، مثل سمك السيف، القرش، الإسقمري الملكي، والتلفيش. كذلك تشير دراسة جديدة إلى أن تناول كمية كبيرة من السلمون والتونة أو النوع الخاطئ منهما قد يرفع أيضاً معدلات الزئبق.

تنصح التوجيهات الغذائية الأميركية بتناول 226 غراماً من ثمار البحر أسبوعياً (340 غراماً أسبوعياً للحوامل). وهكذا يحصل الجسم على كمية كافية من أحماض الأوميغا- 3 الدهنية لمساعدة الدماغ والأعصاب على النمو وحماية القلب. تقدّم الدراسة الجديدة، التي نُشرت في المجلة الأميركية للغذاء السريري، معلومات وافرة حول أنواع ثمار البحر التي يجب تناولها وكميتها ومدى تأثيرها في معدلات الزئبق في مجرى الدم.

معدلات متفاوتة

سأل باحثون في دراسات فحص الغذاء والصحة الوطنية عينة من 10673 شخصاً بالغاً من مختلف أنحاء الولايات المتحدة عن ثمار البحر التي تناولوها في الشهر السابق. فاحتل الروبيان المرتبة الأولى (46%) لتليه التونة (34%) والسلمون (27%). وذكر 2% فقط أنهم تناولوا أنواع سمك تحتوي كمية كبيرة من الزئبق.

تمتع معظم المشاركين (95% منهم) بمعدلات من الزئبق في الدم ضمن المعدل الآمن (تحت الـ5.8 ميكروغرامات في اللتر). ولا عجب في ذلك. فكلما أكثرت من تناول السمك، ارتفعت معدلات الزئبق في دمك. وتبين أن مَن تناولوا سمك السيف، القرش وغيرهما من الأسماك التي تحتوي كمية كبيرة من الزئبق كانوا أكثر عرضة لمعدلات زئبق مرتفعة في الدم تفوق 5.8. لكن بعض مَن تناولوا السلمون أو التونة فحسب عانوا أيضاً معدلات مرتفعة من الزئبق.

لا يُعتبر ارتفاع معدل الزئبق في الدم إلى 5.8 مضراً بالضرورة بالنسبة إلى شخص بالغ، حسبما توضح الدكتورة إيملي أوكن، بروفسورة مساعدة متخصصة في الطب الشعبي في كلية الطب في جامعة هارفارد درست استهلاك النساء السمك خلال الحمل. وتضيف: {من الصعب تحديد تأثيرات الزئبق السلبية لأن مصدره الرئيس هو السمك، الذي يضم أيضاً مواد مغذية مفيدة للدماغ والقلب، العضوين نفسيهما اللذين قد يؤذيهما الزئبق}.

نوّع خياراتك

لا شك في أن تناول كمية محدودة من السمك مفيد. لكن الإفراط في تناوله قد يكون مضراً. لنتأمل، مثلاً، في قصة مدير شركة IMAX التنفيذي ريتشارد جيلفوند.

أفادت وول ستريت جورنال أن جيلفوند كان يتناول الـ {سوشي} مرتين في اليوم طوال عقدين. وبعدما شعر بالخدر وعانى مشاكل في التوازن والتنسيق (وكلها عوارض التسمم بالزئبق)، تبين أنه يعاني معدل زئبق في الدم يبلغ 72 ميكروغراماً في اللتر، أي أعلى من المستوى الآمن بنحو 12 مرة.

لا تزال التأثيرات الصحية لارتفاع معدلات الزئبق في الدم فوق المستوى الصحي غير معروفة. إذاً، ماذا يجب أن يفعل محبو السمك أو الإنسان العادي الذي يأمل اتباع غذاء صحي للقلب؟

توضح الدكتورة أوكن: {أنصح كطبيبة الناس بتناول السمك}. اختر أنواعاً مختلفة وابتعد عن الأنواع التي تحتوي كمية كبيرة من الزئبق. وإذا كنت تتناول التونة المعلبة، فابحث عن أنواع فاتحة اللون لأنها تضم كمية أقل من الزئبق. كذلك لا تقلق حيال السلمون لأن مساهمته في رفع مستوى الزئبق في الدم محدودة، فضلاً عن أن محبي السلمون يتناولون على الأرجح كمية أكبر من الأسماك التي تحتوي نسباً عالية من الزئبق، وفق الدكتورة أوكن.

back to top