الكتل البرلمانية... غيابها أفضل أم وجودها ضرورة في المجلس؟

نشر في 20-09-2014 | 00:05
آخر تحديث 20-09-2014 | 00:05
• تباين نيابي في الإجابة عن السؤال وسط تحركات لإعلان كتلتين مع بداية دور الانعقاد

• استبعاد تشكيل كتل بقوة «الوطني» و«الشعبي» والأقرب أن تشبه «المستقلين»

بينما غابت الكتل البرلمانية عن مجلس الأمة الحالي، اكتفى بوجود ممثلين للتيارات السياسية، إلا أن تحركات نيابية تجري الآن خلف الكواليس لتشكيل كتلتين مع بداية دور الانعقاد.

رغم مرور أكثر من عام على انتخاب مجلس الأمة الحالي، فإنه لم يسع نوابه منذ جلسته الافتتاحية لدور انعقاده الأول، التي كانت في 28 يوليو من العام الفائت، إلى تشكيل كتل برلمانية، كما هي عادة المجالس السابقة، مكتفياً بوجود ممثلين لتيارات سياسية، ومع اقتراب المجلس من دخول دور الانعقاد الثالث فصله التشريعي الرابع عشر، تجري مشاورات نيابية خلف الكواليس لإعلان كتلتين برلمانيتين جديدتين.

التيارات السياسية

التيار الوطني موجود في المجلس الحالي ويمثله النائبان فيصل الشايع وراكان النصف، والتجمع الإسلامي السلفي حاضر بالنائب عبدالرحمن الجيران وزميله حمود الحمدان، إضافة إلى وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة وزير النفط علي العمير، وصوت التحالف الإسلامي الوطني النواب عدنان عبدالصمد، وخليل عبدالله، وأحمد لاري، وتجمع العدالة والسلام يمثله النائبان صالح عاشور وخليل الصالح.

وبعكس المجالس السابقة التي حرص أعضاؤها على تشكيل كتل برلمانية فور انتخابهم كممثلين للأمة، يبقى السؤال، هل اثر هذا الغياب في أداء المجلس الحالي؟. بعض النواب يرون أن غيابها لم يكن له أي تأثير يذكر، خصوصاً أن تقييم أداء المجلس تحكمه اعتبارات أخرى، فضلا عن أن أغلب الكتل السابقة جمعتها المصالح الخاصة أكثر من العامة، وكانت حجر عثرة أمام تحقيق الإنجازات، والبعض الآخر له رأي عكس ذلك، حيث يؤكد أن وجودها في المجلس أمر ضروري، وانها موجودة بالفعل في المجلس الحالي إلا انه لم يعلن عنها بشكل رسمي.

تركيبة المجلس

تنسيق نيابي يحدث الآن خلف الأضواء مع بدء العد التنازلي على دخول المجلس دور انعقاده الثالث، لتشكيل كتل برلمانية، على أن تعلن رسمياً مع بداية دور الانعقاد، لكن حسب المراقبين فإنه بالنظر الى تركيبة المجلس الحالي سيصعب تشكيل كتل برلمانية تضم نوابا من مختلف التوجهات التي لها وزنها السياسي ككتلة العمل الوطني، أو كتلة العمل الشعبي على سبيل المثال، كما أنه يصعب دمج أكثر من تيار في كتلة واحدة كالتحالف الإسلامي الوطني مع تجمع العدالة والسلام، بسبب ما بينهم من خلافات، أو وجود كتلة إسلامية تجمع بين الإخوان المسلمين والسلف، نتيجة غياب ممثلين للاخوان في هذا المجلس.

كتلة «المستقلين»

لكن المراقبين لم يستبعدوا تشكيل كتل في هذا المجلس على غرار كتلة «المستقلين»، التي كانت في المجلس المبطل الثاني، والتي لم يكن لها أي ثقل سياسي يذكر.

وعن مدى أثر غياب الكتل البرلمانية على أداء المجلس يقول النائب عبدالرحمن الجيران لـ»الجريدة»، إن «وجود كتل برلمانية لا يعتبر مؤشراً على قوة أداء المجلس، كما أن غيابها أيضاً ليس دليلا على ضعفه، فالحكم على أداء المجلس تحكمه اعتبارات أخرى، كمدى التفاهم السائد بين السلطتين، وتطبيق القانون هو الفيصل في النهاية بين المجلس والحكومة».

الدول العريقة

ويرى الجيران أنه لا يعول على الكتل البرلمانية، «خصوصا أننا وجدنا في الدول العريقة أن الكتل البرلمانية أعاقت العمل، وأخّرت المصالح العليا للبلاد، حيث يغلب عليها صراع نفوذ وتحقيق مصالح أكثر من مراعاة المصلحة العليا».

وبشأن تقييمه للكتل البرلمانية في المجالس السابقة، قال الجيران إننا «لسنا بصدد الحكم على الكتل البرلمانية السابقة، لكن مضابط الجلسات هي الحكم والفيصل، وتحكمها الإجابة عن السؤال التالي (هل تمكنوا من التغلب على تحقيق مصالح الكويت ووضع الحلول لمشاكلها أم استمرت المشاكل المزمنة وتكرار نفس الكلام دون النظر للموضوع وإيجاد البدائل والحلول الناجعة؟).

التجمع الإسلامي السلفي

وسألت «الجريدة» الجيران عن وجود التجمع الإسلامي السلفي في المجلس الحالي، فأجاب «أي تجمع إسلامي سلفي شأنه شأن بقية الكتل به آراء واجتهادات وكلها محل تقدير واحترام، وان التجمع موجود وحاضر في المجلس الحالي، ويعمل ويتابع القضايا المحلية والإقليمية عن كسب، وله دور واضح ورسالته واضحة وموجودة في البرامج الانتخابية التي تم إعلانها ويعيها الجميع جيداً، وله جماهيره العريضة المقتنعة به».

وبيّن الجيران أن «التجمع الإسلامي السلفي موجود في المجلس الحالي ويضم نائبين ووزيراً، وتحدث اجتماعات دورية بحضور الثلاثة اعضاء، وأحيانا الظروف تحول دون الحضور، لكن التنسيق مستمر في ما بيننا».

وأكد النائب عودة الرويعي أن وجود الكتل البرلمانية في المجالس ينبع من وجود خبرات متراكمة تولد نوعاً من التوجه السياسي لبعض النواب الذين يشكلون نوعاً من الكتل النيابية.

تنسيقات نيابية

وفي ما يتعلق برأيه في تشكيل كتل برلمانية في المجلس الحالي، قال «في هذا المجلس نعرف أن به نوابا مخضرمين، خاضوا الانتخابات بصوتين وبأربعة أصوات وبصوت واحد، وهناك نواب من فئة الشباب، لكن موضوع التمازج بينهم يحتاج إلى وقت، وأتوقع بعد  انتهاء أولى برلمان ودخول النواب الجدد مرحلة ثانية برلمان سيكون هناك نوع من التكتلات»، لافتاً إلى أن «هذه التكتلات ناتجة عن معرفة الأعضاء مع بعضهم، وتشكيل تصورات تجاه البعض، حيث يتضح من هو المتطابق الذي يتبنى نفس القضايا ونفس التوجه».

بداية دور الانعقاد

 وتوقع الرويعي أن يتم الإعلان عقب بداية دور الانعقاد الثالث عن ولادة كتلتين بشكل رسمي، إذ إن هناك تحركات وتنسيقات نيابية تجري الآن في هذا الاتجاه، «أما قضية غيابها عن المجلس فأرى أنها موجودة ومعروفة، وهي كتل تقليدية تأتي امتداداً للسابق ومبنية على اعتبارات دينية، وندخل بها في التفرع الديني في ما يخص المذاهب أو تكتلات قبلية، لكن لا توجد تكتلات سياسية».

الكتل موجودة

من ناحيته، أكد النائب عبدالله التميمي أن «وجود الكتل البرلمانية في المجلس أمر ضروري، لأنه يعتبر عملا برلمانيا، ويعطي قوة للمجلس»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه «كان هناك كتل غير معلنة في دور الانعقاد الماضي، لكنه لم يبرز أي نشاط لها، لكن كان واضحا ذلك من خلال التصويتات على المشاريع المختلفة»، متوقعا وجود كتل بشكل رسمي في دور الانعقاد القادم لضرورتها والتنسيق في ما بينها مع الأطراف الأخرى».  

back to top