ساعدي ولدك على تجاوز خوفه من الظلام

نشر في 20-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-09-2014 | 00:01
No Image Caption
يجب أن يكون وقت الخلود إلى النوم فترة يشعر فيها الأولاد بالأمان. ومن الممكن لعادات النوم المنتظمة أن تحقق ذلك. ولكن بينما تبدأ مخيلة الولد بالنمو، تزداد معها مخاوفه. وقد يساعد فهم مصدر مخاوف الولد الأهل في طمأنته ووضع الأمور في إطارها الصحيح.
يبدأ الخوف من الظلام عندما يصبح الولد كبيراً كفاية ليطلق العنان لمخيلته. يظهر هذا الخوف عادةً عن الأولاد بين الثانية والثالثة من العمر. ففي هذه السن، يستطيع الولد تخيل أمور كثيرة، إلا أنه لا يتمتع بالقدرة المعرفية ليميز بين الخيال والواقع. لذلك من الممكن لظل أغصان شجرة تحركها الريح أن يتحول إلى وحش مخيف. وحين تنظفئ الأنوار، من السهل أن تتصور مخيلة الولد الكثير. لكن الأهل يستطيعون الحد من هذه المخاوف من خلال قراءة قصة قبل النوم للولد تكون نهايتها سعيدة أو إنشاد الأغاني لتوليد أفكار إيجابية في مخيلة الولد قبل أن يغط في النوم.

بالإضافة إلى ذلك، من الممكن لمشاهدة التلفزيون طويلاً أن تفرط في تحفيز الولد. فلا تكون الأمور الملائمة للبالغين أو الأولاد الأكبر سناً مناسبة دوماً للصغار، وخصوصاً قبل النوم. فيمكن لأمور مماثلة، سواء كانت أخباراً عنيفة أو فيلماً مؤثراً، أن تؤجج نار الخوف من الظلام. لذلك عليك أن تحدي من الوقت الذي يمضيه ولدك أمام شاشة التلفزيون، فضلاً عن التحقق من نوع البرامج التي يشاهدها. كذلك حمميه بالماء الدافئ وتحادثا عما قام به خلال اليوم فيما يستعد للنوم. وادفعيه إلى التفكير بأمور مفرحة فيما يسترخي ويحاول النوم.

تؤدي الكتب أيضاً دوراً في تعزيز خوف الأولاد من الظلام. فمن الممكن للكتب التي تحمل صوراً عن وحوش أو ساحرات أن تتحول إلى حقيقة في مخيلة الولد بعد انطفاء الأنوار. وإذا كان ولدك يخشى الوحش المختبئ في الخزانة أو تحت السرير، فقوما كل ليلة بتفتيش كل الأماكن التي يستطيع الاختباء فيها. كذلك من الممكن لوضع دب أو دمية قرب السرير والادعاء أنها تحرس المكان أن يشعر الولد بالأمان خلال نوم الأهل.

عندما يسيء الأولاد التصرف، يقول الأهل عادةً عبارات مثل: {إذا لم تحسن التصرف، فسيمسك بك البعبع}. لكن ما يبدو لك عملية تأنيب بسيطة قد يكون له تأثير سلبي ويدفع الولد إلى الخوف من البعبع المختبئ في الظلام. وإذا عانى ولدك من نوبات خوف، فابقي هادئة واتركيه يتحدث عن مخاوفه. طمئنيه أنه في أمان وقولي له إنك ستطمئنين عليه كل خمس دقائق. واحرصي على أن يراك تفعلين ذلك إن كان لا يزال صاحياً. أعطيه أيضاً غطاءه المفضل أو دبه الحبيب ليشعر بمزيد من الأمان.

تؤدي ظروف الحياة أيضاً، مثل وفاة حيوان أليف أو أحد أفراد العائلة، دوراً في خوف الولد من الظلام. كذلك يجعل الطلاق والخوف من المستقبل مخيلة الولد تجمح. لذلك استشاري طبيب الأطفال للتوصل إلى طرق جيدة للحد من شعور الولد بالإجهاد والتوتر. وقد يكون من المفيد زيارة مستشار نفسي. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن لشخص بالغ يرتاح الولد في التعامل معه أن يساعده على إطلاق مشاعره المكبوتة والحؤول دون إحساسه بالخوف قبل النوم.

ينجح معظم الأولاد في التغلب على خوفهم من الظلام في سن الرابعة أو الخامسة. فعندما يبدأون بالتمييز بين الواقع والخيال، يزول الخوف من تلقاء ذاته. لذلك عليك التحلي بالصبر والهدوء. لا تسخري من مخاوفهم، بل خذيها على محمل الجد وزوديهم بأدوات للتغلب عليها ومواجهتها بطريقة سليمة.

back to top