هل يقتنص نجوم الغناء أدوار البطولة من الممثلين؟

نشر في 20-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-09-2014 | 00:01
برزت في الآونة الأخيرة، لا سيما في الدراما الرمضانية، ظاهرة إسناد البطولة المطلقة إلى نجمات الغناء على حساب نجمات التمثيل، وبينما يعتبر البعض ذلك اقتناصاً من مساحة الأدوار المتاحة للممثلين لمصلحة المطربين، يرى آخرون أن الموهبة وقبول الجمهور هما العاملان الأهم في تقييم الظاهرة...

لا شك في أن الأذهان تحتفظ بصور لمطربين برعوا في تجسيد شخصيات في التمثيل، وترافقت موهبتهم الغنائية مع موهبتهم التمثيلية، وشكلت أعمالهم إحدى اهم كلاسيكيات السينما، لذا صدق من قال: «تتسع الساحة للجميع شرط توافر الموهبة وعدم الاتكال على الشكل فحسب»

 حول هذه الظاهرة استطلعت «الجريدة» آراء نجوم الدراما.

 لكل مجتهد نصيب

أحمد عبدالمحسن

 شوق

«لا أعتقد أنها ظاهرة سلبية وأتوقع أن الجمهور يحب رؤية نجمته المفضلة على الشاشة باستمرار»، تؤكد الفنانة شوق لافتة إلى أن حصول المطربات على أدوار بطولة أمر مشروع، شرط تمتع المطربة بموهبة فنية وبموهبة الوقوف أمام الكاميرا.

تضيف: «يتسع الوسط الفني للجميع، ولا أعتقد أن ثمة مشكلة في أداء نجمات الغناء لأدوار عبر الشاشة أو على المسرح، ولا أعتقد أن حصول المطربات على أدوار بطولة يسبب مشاكل لنجمات التمثيل.}

توضح شوق أن اقتحام نجمات الغناء التمثيل يزيد من قوة التنافس الشريف والممتع بين الجميع، وترفض، في الوقت نفسه، إشعال صراعات لا فائدة منها بغرض البروز أو الشهرة. كذلك ترفض التصرفات التي نشاهدها باستمرار أمام أعيننا.

تتابع: «على الجميع التحلي بروح المنافسة وتمني الخير للجميع، بعيداً عن الحقد والكراهية اللذين لا يولدان سوى الأذى والمشاكل. نحن في وقت حرج ونحاول تقديم كل ما نستطيع للارتقاء بالدراما والتمثيل في الكويت وفي الخليج، وتقديم فن راقٍ وممتع، على غرار جيل الرواد الذي قدم أفضل الأعمال، لذلك ليس الوقت مناسباً لإشعال صراعات لا فائدة منها، وأفضل أن يركز الجميع على الاجتهاد في سبيل الفن».

سماح غندور

 

«لا أؤيد دخول نجمات الغناء التمثيل، ولا أعارض أيضاً»، تؤكد الفنانة سماح غندور مشيرة إلى رفضها فكرة الاستعانة بنجمات الغناء لكسب الجماهير، وموضحة أن نجمات الدراما والتمثيل يجذبن عدداً أكبر من العدد الذي تجذبه الأخريات.

 تضيف: «لكل فنان موهبة معينة ولكل شخص نجومية يفرضها على الآخرين، أعتقد أن نجمات التمثيل هن حجر الأساس، بالنسبة إلى الوسط الفني، لا يمكن اسبتدالهن بأي شكل من الأشكال، صحيح أن نجومية المطربات في تصاعد مستمر، ولكن قد لا يصلحن جميعهن للتمثيل، عموماً لن أغضب إذا حصلت أي مطربة على أدوار بطولة بل سأتمنى لها الاستمرارية والنجاح.

تستبعد غندور أي ضرر جراء اقتحام نجمات الغناء الوسط الفني، وترى أن الوسط الفني يتسع للجميع، وتقول: «لا أعتقد أن أحداً يريد الهيمنة على رزق الآخرين إلا إذا كان أنانياً. ليس الوسط الفني للفنانات أو للمطربات فحسب، إنما أجمل ما يكون عليه عندما يجمع الفنون كافة في وقت واحد.

تتابع: «بزرت في الآونة الأخيرة مطربات حصلن على أدوار بطولة وكسبن الإعجاب من الجمهور، وأعتقد أن المطربة التي لا تجيد التمثيل، حتى وإن حصدت أدوار بطولة، فلن تستمر وستنتهي بسرعة.}

أمل محمد

«أعتقد أن هذه الظاهرة تضر بالوسط الفني وتسبب متاعب»، تشير الفنانة أمل محمد مستغربة الفرص التي يتيحها منتجو الدراما المحلية والخليجية للمطربات، وموضحة أن هذه الفرص التي يقدمها المنتجون على طبق من ذهب تستحق أن تُقدم إلى الفنانين الشباب.

 تضيف: «بعض المنتجين يقومون باختيارات غريبة ويقدمون أدوار بطولة إلى نجمات الغناء لكسب مزيد من الجماهير، وهن بالأساس لا يجدن التمثيل ولا يعرفن عنه شيئاً، هذه الأمور تعرقل الوسط الفني وقد تضر بنجمات الغناء بشكل أكبر من الضرر الواقع على الأعمال الفنية».

تؤكد أن ثمة مطربات وجدن أنفسهن في التمثيل أكثر من الغناء، على غرار الفنانة والمطربة مرام التي أجادت مختلف أدوار البطولة وشكلت خياراً موفقاً للمنتجين.

 تتابع: «جميل أن يجد الإنسان نفسه في أكثر من مجال، خصوصاً إذا جمع بين مجالين مختلفين، فكلنا نعرف أن جمهور الطرب والغناء يختلف عن الجمهور الشغوف بالمسلسلات وبالشاشة، وإذا وجدت المطربة أنها قادرة على التمثيل والغناء في آن، فستكون خطوة موفقة، لكن اقتحام أي مجال بغرض الشهرة من دون موهبة مرفوض في الوسط الفني.

لا إلغاء للآخر

بيروت  -   ربيع عواد

فادي ابراهيم

{لا بدّ من أن ترافق النجومية كفاءة معيّنة} يؤكد فادي ابراهيم الذي شارك في المسلسل الرمضاني {اتهام} بطولة ميريام فارس، موضحاً أن إسناد البطولة إلى نجمات الغناء أمر واقع ولا يمكن إنكاره، خصوصاً في الدراما الرمضانية هذا العام، إلا أن أحداً، برأيه، لا يحقق نجومية اعتباطية من دون مهنية، فضلا عن أن الشهرة لا تقتصر على الفنانين، لأن أي شخص يمكن أن يكون مشهوراً أو نجماً في قطاعه المهني، ولا تعني الإشعاع العالمي لا المحلي أو العربي.

يضيف: {استند مفيد الرفاعي منتج مسلسل {اتهام} إلى الكفاءة المهنية، أولا، في اختياره الممثلين اللبنانيين، لأنه مخضرم في قطاع الإنتاج العربي ولديه خبرة ونظرة، وهو ذكيّ، لذا لا يختار الشخصيات وفق الأسماء على حساب الكفاءة في إداء الأدوار كما يجب}.

حول تقييمه لأداء ميريام فارس يقول: {عبّر بعض الممثلين الذين صوّروا بمعيتها عن مدى اجتهادها لتقديم الأفضل، هكذا يجب أن يكون أي ممثل، مهما صغر حجم دوره أو كبر، لأن الجمهور سيحكم عليه في نهاية المطاف}.

ندى بو فرحات

{لا يستند القيمون على الدراما اللبنانية إلى الأداء فحسب في خياراتهم} تؤكد ندى بو فرحات التي شاركت في شهر رمضان الفائت في مسلسل {كلام على ورق} بطولة هيفا وهبي.

تعترف أن ثمة إجحافاً في إسناد دور البطولة في بعض الأعمال لممثلة أقل خبرة رغم توافر ممثلين مخضرمين من حولها، وتضيف: {ينظر القيمون على الأعمال الدرامية إلى ضرورة أن يكون الاسم جماهرياً ليحقق العمل انتشاراً أكبر، فنساعد نحن الدراما اللبنانية لتتقدّم بدل أن تساهم هي في تقدمنا، على عكس ما يحصل في الخارج. منذ دخلت مجال التمثيل تسير الأمور على هذا المنوال}.

توضح أن الجمال والقوام الممشوق مهمّان وأساسيان، شرط توافر الحظّ، وأن تدرك الممثلة كيفية توظيف شكلها الخارجي. وحول هيفا وهبي تقول: {أعتبر أن أداءها عالمي بصوتها العريض المنخفض وتمثيلها العفوي والصادق، كسرت الحواجز بينها وبين الجمهور الذي اعتبرها سابقاً فنانة {دلّوعة} ولم كن يحبها. برأيي هي ممثلة، أدّت دور المغنية {الغنّوجة} بامتياز، وتؤدي راهناً دور الممثلة في {حبيبة} بإمتياز}.

نهلة داود

{إذا لم تكن نجمة الغناء متأكدة من طاقتها التمثيلية وموهبتها وقدرتها على النجاح على غرار سيرين وهيفاء يجب ألا تدخل أساساً الى مجال التمثيل، لئلا تؤذي نجوميتها واسمها}، تؤكد نهلة داود مشيرة إلى أن الموسيقى والغناء يحتلان حيّزاً جماهرياً أكبر من التمثيل في لبنان.

تضيف: {لا يكفي تطعيم العمل بنجوم الغناء، بل بممثلين مبتدئين أيضاً، لأن تسليط الضوء على نجمة مبتدئة سيمّهد الطريق أمام المطالبة بها في أعمال أخرى}. من هنا تدعو الممثلات المبتدئات اللواتي يتمتعن بطاقات جميلة أن يجتهدن، لأن الساحة أصبحت جاهزة لهنّ.

تتابع: {المغني الذي لا يتمتع بطاقة تمثيلية يجب أن يخضع لورش عمل مكثفة، فيما يشكّل الممثلون الحقيقيون سنداً له ويتعاونون ليبرز أكثر لئلا يسقط العمل. لا يمكننا كأبناء المهنة التخلي عن مستوى معيّن في الأداء والعمل، لذا يجب أن يكون النجم أيضاً على مقدار المسؤولية}.

حول ميريام فارس التي شاركتها مسلسل {اتهام} تتابع: {لفتتني جهوزيتها في موقع التصوير، وكانت مثالا في الخلقية والمثابرة واللياقة واحترام الوقت والعمل، ولم تكترث لشكلها الخارجي بل تركته مطواعاً للدور والأحداث، لذا فاجأت الناس بأدائها الجيّد وهذا أمر مهمّ لمسيرتها}.

تقلا شمعون

{الموهبة هي الأهم، ليس خطأ دخول نجمة غناء مجال التمثيل ومنحها دور البطولة في حال كانت تستحق ذلك}، تقول تقلا شمعون التي شاركت في مسلسل {اتهام} لافتة إلى أنها لمست لدى ميريام فارس خامة تمثيلية أثناء تصوير مشاهدهما المشتركة في فيلم {سيلينا}.

تضيف: {من الطبيعي أن تكسب مزيداً من الخبرة تدريجاً، لكن هذه المهنة صعبة لا تكفيها الخامة ولا الموهبة، بل يجب صقلها في ورش عمل ودراسة لفهم المعنى الحقيقي للتمثيل. إذا ارادت الاستمرار في مجال التمثيل، هي أو غيرها، أدعوهن الى عدم الاكتفاء بموهبتهن وأن يخضعن لدورات تدريبية متخصصة}.

قبول الجمهور الأساس

القاهرة –  بهاء عمر

إسناد أدوار البطولة إلى مطربين ومطربات مقبول بالنسبة إلى لقاء سويدان التي بدأت حياتها الفنية مطربة في دار الأوبرا، ومنها انطلقت في مجال التمثيل في التلفزيون والسينما، لافتة إلى أن ثمة مطربين ومطربات أثبتوا نجاحهم في  التمثيل إلى جانب نجاحهم في مجال الغناء، حتى وإن قلّت أعمالهم الغنائية لانشغالهم بمواعيد التصوير.

تضيف أن ثمة تشابهاً في مجالي الغناء والتمثيل، خصوصاً بعد انتشار الكليبات التي تتطلب من المطرب تجسيد شخصيّة معينة ضمن قصة الكليب، فتكون أحد عوامل خوضه تجربة التمثيل.

تلفت إلى أن الموهبة وقبول الجمهور هما الحكم الأول والأخير فيما يخص إسناد الأدوار، بغض النظر عن طبيعة العمل السابقة.

إثراء ومفاجأة

تعرب دينا فؤاد عن سعادتها بإسناد أدوار البطولة، في الفترة الأخيرة، إلى مطربين أو مطربات، وتعتبر هذه الظاهرة إثراء في مجال صناعة السينما، مشيرة إلى أن دخول المطربات مجال التمثيل يرافقه كمّ هائل من معجبيهن الذين يتمنون رؤية نجمتهم المفضلة في قالب فني مختلف عما اعتادوا عليه في الألبومات الغنائية والكليبات.

تضيف أن الفنانة المعتزلة شادية خير دليل على نجاح المطربين كممثلين، فهي في الأساس مطربة لها جمهورها، وعندما دخلت مجال التمثيل حققت نجاحاً غير مسبوق، ربما لم يسبقها إليه أحد، وأدت أدوارا غاية في الروعة والحرفية وتعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية، لافتة إلى أن أداءها أغنية {وش سجون} في الدعاية لفيلمها {وش سجون} الذي سيعرض في عيد الأضحى، لن يؤثر على غيرها من المطربات.

مي كساب التي عرفها الجمهور، في البداية، كمطربة واستمرت على هذه الحال سنوات، إلى أن فاجأت جمهورها بتجسيدها شخصية شوقية في {تامر وشوقية}،  أول مسلسل ست كوم في رمضان أمام أحمد الفيشاوي، تعرب عن سعادتها بتجربتها المزدوجة في الغناء والتمثيل، وتعتبر أن كلا منهما يكمل الآخر لديها، وأنها من المحظوظات اللواتي خضن مجال التمثيل بعد الغناء، واستمرت فيه بعد إسناد أدوار مختلفة إليها، ومن دون أن تتقيّد بشكل تمثيلي واحد، آخرها دور الأميرة شفق في مسلسل {سرايا عابدين}.

تؤكد أن دخولها مجال التمثيل لن يكون على حساب زميلاتها الممثلات، لافتة إلى ان سعاد حسني كانت ممثلة من الدرجة الأولى إلى جانب كونها مطربة تؤدي أغاني متنوعة في الأفلام التي يسند إليها فيها دور البطولة، ولم يقل أحد وقتها إن سعاد حسني أثرت على زميلاتها المطربات، أو إن أداءها أغانٍ في الأفلام جاء على حساب مطربات جيلها.

جماهيرية وتميز

أحمد فهمي الذي خاض أكثر من مجال فني بعد انتشاره وتعرف الجمهور إليه كعضو في الفريق الغنائي {واما}، يوضح أن خوض المطربين والمطربات مجال التمثيل ليس ظاهرة جديدة ولا تؤثر على نجوم الدراما والسينما، معتبرا أن أفلام السينما في الستينيات ضمت مطربين ومطربات أثروا تاريخها إلى جانب تميّزهم في مجال الغناء، وهو ما اعتبره صناع السينما وقتها استثماراً لنجاح المطرب أو المطربة وفرصة لعرض وجه جديد على الشاشة.

يعرب فهمي عن سعادته عندما يهاتفه ممثل زميل ويثني على أي دور له، سواء في السينما أو التلفزيون، ويعتبره اعترافاً من قطاع كبير من الفنانين بزملائهم المطربين الذين اتجهوا إلى التمثيل، ودليلاً على عدم انزعاج النجوم من تأثير جماهيرية المطرب سلباً على مكانتهم.

back to top