تحديث | الحوثيون في اليمن يستعدون لتوقيع وقف لاطلاق النار

نشر في 19-09-2014 | 19:28
آخر تحديث 19-09-2014 | 19:28
No Image Caption
تحدث 1

وافق الحوثيون الشيعة الجمعة على وقف المعارك مع مقاتلي حزب الاصلاح السني التي ادت الى وقف قسري لحركة الطيران في المطار الدولي، حسبما اعلن مفاوضون يشاركون في وساطة يقودها ممثل للامم المتحدة.

واوقعت المعارك التي ازدادت حدتها منذ الخميس حوالى اربعين قتيلا من جماعة "انصار الله" وحزب الاصلاح المدعوم من الجيش كما اضطر التلفزيون الرسمي الى قطع برامجه موقتا بسبب استهدافه بقصف مدفعي.

وصرح احد المفاوضين للصحافيين الموجودين في صعدة شمال اليمن ان "زعيم التمرد عبد الملك الحوثي عين اثنين من معاونيه لتوقيع الاتفاق في صنعاء في الساعات التالية او غدا" السبت.

وكان مسؤولون اعلنوا الاسبوع الماضي ان الاتفاق بات وشيكا لانهاء الازمة السياسية في البلاد لكن المعارك سرعان ما اندلعت.

وبعد الاعلان عن الاتفاق الجمعة، خفت حدة المواجهات لكن اطلاق نار عشوائي ظل مسموعا بحسب مراسل لفرانس برس.

وليست هناك اي تفاصيل حول بنود الاتفاق الذي يبدو انه يشكل تتويجا لجهود ممثل الامم المتحدة في اليمن جمال بن عمر الذي يسعى منذ ايام للتوصل الى اتفاق لوقف النار.

ويتواجد مفاوضون باسم الرئاسة اليمنية في صعدة، معقل انصار الله، لاجراء محادثات مع زعيم التمرد بمشاركة بن عمر.

ويشترط الحوثيون لوقف القتال رحيل الحكومة التي يتهمونها بالفساد، والمشاركة في قرار تعيين الوزراء وتأمين منفذ لهم على البحر.

واجبرت الطائرات التجارية على تعليق رحلاتها الى صنعاء، نظرا الى وجود المطار في منطقة المعارك.

وقد رفض الحوثيون الشهر الماضي اقتراحا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين رئيس وزراء جديد وخفض زيادة مثيرة للجدل لاسعار الوقود. وهذا مطلبان اساسيان من مطالبهم. ومنذ اكثر من شهر، يعتصم الحوثيون وانصارهم في صنعاء وحولها وخصوصا على الطريق المؤدي الى المطار وخاضوا مواجهات بشكل متقطع مع قوات الامن في شمال صنعاء قبل ان تتصاعد المعارك وتنتقل الى العاصمة.

ونظرا لاتساع رقعة المواجهات وحدتها، اعلنت الهيئة العامة للطيران المدني ان شركات الطيران علقت رحلاتها الى مطار صنعاء.

واضافت الهيئة ان الاجراء الذي دخل حيز التنفيذ خلال الليل سيستمر لمدة 24 ساعة على الاقل.

وافاد بيان الهيئة العامة للطيران المدني ان "شركات الطيران العربية والأجنبية قررت تعليق رحلاتها إلى صنعاء لمدة 24 ساعة نظرا للمستجدات التي تشهدها العاصمة".

واضاف ان شركات الطيران "ستقوم بإعادة التقييم لاحقا في استمرار التعليق او استئناف الرحلات وفقا لطبيعة الأجواء الامنية في العاصمة".

ومن النتائج الاخرى للمواجهات الحادة، توقف الشبكات الثلاث للتلفزيون اليمني عن البث الجمعة بسبب القصف الكثيف المنسوب الى المتمردين الشيعة مستهدفا مقرها في صنعاء، كما اعلن مسؤول في القطاع السمعي البصري.

وقال المسؤول ان عمليات البث على الشبكة الاولى للتلفزيون اليمني ومحطتي اليمن وسبأ "توقفت بسبب قصف الحوثيين الذي يتواصل من دون توقف منذ مساء الخميس".

وحقق الحوثيون تقدما في شمال العاصمة بحسب سكان لكن القوات الحكومية تمكنت في وقت باكر من استعادة بعض المواقع التي سيطروا عليها.

يذكر ان الحوثيين خاضوا في الاشهر الاخيرة معارك ضارية مع الجيش ومع مسلحين من قبائل موالية للتجمع اليمني للاصلاح (اخوان مسلمون) وآل الاحمر الذين يتزعمون تكتل قبائل حاشد النافذة، في محافظات عمران والجوف الشماليتين، وفي ضواحي صنعاء، وتمكنوا خصوصا من فرض سيطرتهم على مدينة عمران الاستراتيجية شمال صنعاء وعلى معاقل آل الاحمر.

ويتهم الحوثيون بانهم يسعون الى السيطرة على اكبر قدر من الاراضي في شمال اليمن استباقا لاعلان اليمن دولة اتحادية بموجب نتائج الحوار الوطني.

الا ان الحوثيين الذين يشاركون في العملية السياسية ينفون هذه الاتهامات ويؤكدون انهم ليسوا في مواجهة مع الدولة ويطالبون ب"تطبيق مقررات الحوار الوطني" الذي شاركوا فيه.

ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الاساس هو محافظة صعدة الشمالية الا انهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد ان خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.

-----------------------------------

قال مسؤولون محليون إن مسلحين من الحوثيين قصفوا مبنى التلفزيون الحكومي في العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الجمعة وإن مئات السكان يفرون من العاصمة خشية تصاعد أعمال العنف بعد أسابيع من الاشتباكات والاحتجاجات.

وشق الحوثيون الشيعة طريقهم إلى داخل صنعاء بعد أن اشتبكوا مع الجيش على المشارف الشمالية الشرقية للمدينة أمس الخميس وقال سكان في حي شملان بشمال غرب صنعاء إن المسلحين يتقدمون صوب شارع الثلاثين وهو طريق رئيسي يؤدي إلى الطرف الغربي من المدينة.

وقال مصدر عسكري إن نحو 70 من مسلحي الحوثيين لقوا حتفهم في القتال خلال الليل وقال مقيمون لرويترز إن عشرات الجثث ملقاة في الشمال والشمال الغربي من العاصمة حيث دارت الاشتباكات.

وقال سكان إن القتال يقترب من المسكن الخاص للرئيس عبد ربه منصور هادي على الطرف الشمالي من شارع الستين وهو أحد الطرق الرئيسية في العاصمة ويبدأ عند المطار في الشمال ويمتد على طول الطريق إلى القصر الرئاسي إلى الجنوب.

وأضافوا أن مسلحين من الحوثيين استولوا على بعض نقاط الجيش ونقاط التفتيش الأمنية في شارع الستين وحي شملان دون أي مقاومة تذكر من جنود الحكومة وأضحوا أن الحوثيين يقومون بدوريات في الشوارع ولا توجد قوات للحكومة في أي مكان قريب.

وأطلق الحوثيون صواريخ على مبنى قناة اليمن التلفزيونية في صنعاء اثناء الليل وقالت القناة المملوكة للدولة إن القصف استمر حتى صباح اليوم الجمعة.

وقالت القناة على شاشتها إن الحوثيين يواصلون قصف مبنى القناة التلفزيونية بمختلف أنواع الأسلحة حتى الآن.

وقال موظف محاصر داخل مبنى القناة التلفزيونية الذي يقع بالقرب من مؤسسات الدولة الحيوية الأخرى إنه يختبئ في الطابق السفلي مع عشرات آخرين.

وأضاف عبر الهاتف "زاد قصف القناة بطريقة مروعة. نحن محاصرون وقوات الجيش بالخارج تحاول حماية المبنى وترد على الحوثيين بإطلاق النار."

وانقطعت فيما يبدو خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في العاصمة اليوم الجمعة على الرغم من أن الهواتف الأرضية لا تزال تعمل.

وفر مئات السكان من العاصمة ومشارفها حيث يدور القتال واتجهوا صوب الجنوب.

وقال أحد المقيمين لرويترز "سقطت القذائف على المنزل المجاور لذلك أخذت زوجتي وأطفالي وذهبنا صوب جنوبي العاصمة. تركنا كل شيء وراءنا."

وكانت محطات البنزين في صنعاء مكتظة وتصارع السائقون لتزويد سياراتهم بالوقود.

ويخوض الحوثيون الذين ينتمون للطائفة الزيدية الشيعية صراعا منذ نحو عشر سنوات مع الحكومة التي يهيمن عليها السنة.

وفي الأسابيع القليلة الماضية سد المحتجون الحوثيون الطريق الرئيسي إلى مطار صنعاء ونظموا اعتصامات عند وزارات مطالبين باقالة الحكومة وإعادة الدعم الذي خفضته الدولة في يوليو في إطار إصلاحات اقتصادية.

back to top