بلا سقف : احذر يا «الأصفر»!

نشر في 19-09-2014
آخر تحديث 19-09-2014 | 00:01
 محمد بورسلي صحيح أن القادسية نجح في تحقيق نتيجة إيجابية أمام بيرسيبورا جايابورا الإندونيسي في جولة الذهاب من نصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، غير أن الفوز بـ "جولة" يجب ألا يكون ساتراً للأخطاء، وألا يعمي مسؤولي النادي عن العيوب الظاهرة لكل متابع لـ "الأصفر"، فالحالة الفنية للفريق مازالت غير مطمئنة إطلاقاً، ومن الضروري على مسيِّري القادسية أن يخرجوا سريعاً من نشوة الفرح، وأن يلتفتوا إلى مواضع الخلل في الفريق، لكي يضعوا الحلول المناسبة لها في الوقت المناسب، قبل أن يفوت الفوت، ولا ينفع حين ذلك الصوت.

للمرة الأولى في المواسم الأخيرة، يواجه "الأصفر" مشكلة حقيقية في العمق الدفاعي الذي تحول إلى نقطة ضعف أساسية، ويرجع ذلك إلى احتراف المدافعين الدوليين مساعد ندا وحسين فاضل خارجياً، إضافة إلى انتقال "الساتر الدفاعي" الإيفواري إبراهيما كيتا إلى السالمية، وفشل الجهاز الفني للقادسية بقيادة الإسباني أنطونيو بوتشي في سد الفراغ الذي خلَّفه رحيل هذا الثلاثي عن صفوف الفريق، فضلا عن الفلسفة التكتيكية الغريبة التي ينتهجها أنطونيو الذي يميل إلى تطبيق أسلوب هجومي بحت وغير متوازن، على طريقة: "تسجيل أهداف أكثر مما يسجله المنافس".

 ولست من المؤيدين لهذه الفلسفة بتاتاً، فكرة القدم تختلف تماماً عن كرة اليد، والمفاهيم التكتيكية لكرة القدم الحديثة تقوم على الصلابة الدفاعية في المقام الأول، وعلى "السنيور" بوتشي أن يعي جيداً أنه لم يعد مدرباً لليرموك، وأن يدرك أن القادسية ليس "حقل تجارب".

إضافة لما سبق، يبرز تأثير سوء اختيار المحترفين الأجانب على الشكل العام لـ "الأصفر"، وهنا أعني تحديداً: الإسباني سيلفا والنيجيري شيهو، اللذين لا يرقيان إلى مستوى اللعب في صفوف فريق جماهيري كبير ومنافس كالقادسية، إذ لا يتمتع أي منهما بأي ميزة تؤهله لحجز مكان ثابت في التشكيلة الأساسية للفريق، كما أنهما لا يقدِّمان القيمة الفنية المرجوة من ميزة التعاقد مع المحترف الأجنبي. وفي حال كان ملف التعاقدات مع الأجانب متروكاً بشكل كامل للجهاز الفني، كما جاء على لسان أمين السر رضا معرفي، فإن من الواجب على الإدارة القدساوية أن تعيد تقدير حساباتها في هذا الجانب، وألا تضع عقلها تحت تصرف المدرب، باعتبارها هي المسؤولة الأولى والأخيرة أمام الجماهير في النهاية.

هناك مشكلة "قدساوية" أخرى تطل برأسها مع بدء كل موسم، ألا وهي الخلاف المستمر بين إدارة النادي ولاعب الفريق حمد أمان، فما إن يختفي هذا الخلاف فترة من الوقت، حتى يعاود الظهور من جديد كصداع مزمن يبعث القلق في الأوساط القدساوية.

 وبصرف النظر عن مسببات الخلاف بين الطرفين، يظل الأمر الأهم هو سرعة التوصُّل إلى صيغة مرضية للطرفين، وحسم هذا الموضوع بشكل نهائي، من أجل ضمان استقرار الفريق، والحفاظ على "أمان" الذي يُعد أحد أفضل المواهب الكروية في ملاعبنا.

ولا يمكن الحديث عن وضع الفريق القدساوي دون التطرُّق إلى حالة قائده وحارس مرماه نواف الخالدي، الذي أصبح بحاجة إلى وقفة مراجعة جديَّة لمعرفة أسباب تراجع مستواه، كما ينبغي عليه ألا ينسى أن شارة القيادة تُحمِّله مسؤولية مضاعفة، وتُحتِّم عليه أن يعود، كما كان، مصدر الثقة والأمان لزملائه المدافعين وركيزة القوة في الفريق.

القادسية ليس كغيره من الأندية، إنما هو نادٍ ذو طابع خاص، لكونه المُموِّل الأول لمنتخباتنا الوطنية لكرة القدم بمختلف فئاتها السنية، وعلى أساس ذلك فإن أي تراجع يطرأ على مؤشر "الأصفر" سيؤثر سلباً وبصفة مباشرة في مؤشر "الأزرق"، وهذا ما لا نتمناه، لأن منتخبنا "فيه اللي مكفيه".

قفّال:

احذر يا القادسية... أنت ممنوع من الخطأ!

back to top