الاسكتلنديون يشاركون بكثافة في «استفتاء الاستقلال»

نشر في 19-09-2014 | 00:14
آخر تحديث 19-09-2014 | 00:14
• سالموند: أضخم مهرجان ديمقراطي في البلاد
• براون يندد بـ «الأنانية» وكاميرون يلقي خطاباً اليوم
توجه الاسكتلنديون، أمس، إلى صناديق الاقتراع للاختيار بين البقاء في المملكة المتحدة أو الانفصال عنها. وتحول الاستفتاء إلى مسألة عالمية بعد مخاوف من أن تفتح نتائجه شهية الحركات الانفصالية في أوروبا والعالم.   

تدفق الناخبون الاسكتلنديون، أمس، بكثافة من غلاسكو الى ادنبرة للإدلاء بأصواتهم في استفتاء تاريخي حول استقلال اسكتلندا قد يؤدي الى انفصالها عن المملكة المتحدة وقيام دولة جديدة في أوروبا.

وحملت بطاقات الاقتراعات خانتين، «نعم» و»لا»، يسبقهما سؤال «هل ينبغي أن تكون اسكتلندا بلدا مستقلا؟».

وفتحــت مكاتـــب الاقتـــراع الـ 2600 في جميع أنحاء اسكتلندا أبوابها صباح الخميس، على أن تصدر النتائج الأولية فجر اليوم الجمعة.

وتوقعت استطلاعات الرأي الأخيرة تقدما طفيفا لمؤيدي بقاء اسكتلندا في المملكة المتحدة يبقى من ضمن هامش الخطأ. لكن نسبة المترددين لاتزال كبيرة، وتتراوح بين 4 و14%، ويمكن أن ترجح الكفة.

ودعي حوالى 4.29 ملايين ناخب (فوق 16 عاما) بينهم 600 ألف سبق وأدلوا بأصواتهم عبر البريد، الى صناديق الاقتراع، ومن المتوقع أن يشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كثيفة بمستوى 80%. وأثار هذا النقاش حول الهوية الحماس في المنطقة المتحدة منذ 307 أعوام مع جيرانها جنوبا بموجب اتفاق وحدة.

سجالات

واحتدم النقاش، أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي وغذاه لاعب كرة المضرب الاسكتلندي اندي موراي المؤيد للاستقلال، وكاتبة سلسلة «هاري بوتر»، جي كي رولينغز التي علقت «عقلي يقول لا وقلبي يهتف بها»، معرضة نفسها للتعرض لحملة إهانات جديدة. ودعت الكنيسة المشيخية الاسكتلندية الى التصويت بعقلانية و»بروحية وحدة»، معلنة عن «قداس مصالحة» الأحد في كنيسة القديس جيل في ادنبرة.

سالموند ودارلينغ

وصرح زعيم الاستقلاليين رئيس الوزراء الاسكتلندي اليكس سالموند، أمس، بـ»أنها فرصة حياة (...) فلنتلقفها بأيدينا»، وأدلى بصوته في دائرة ستريتشن الزراعية. وأضاف سالموند انه «اضخم مهرجان ديمقراطي» على الإطلاق ينظم في اسكتلندا التي تبدل وضعها حوالي 10 مرات في 1400 عام من التاريخ المضطرب.

وفي غلاسكو أعلن رئيس حملة رفض الاستقلال وزير المالية البريطاني اليستير دارلينغ، في تحذير إلى المترددين «إن كانت تساوركم أدنى شكوك فلا تحولوها إلى تصويت بنعم».

وأبدى رئيس الوزراء البريطاني السابق الاسكتلندي غوردون براون الذي يعد الأقل شعبية بين السياسيين البريطانيين في مسقط رأسه، حماسا مشابها في غلاسكو، لكن لمصلحة رفض الاستقلال. وندد براون بقومية «ضيقة الأفق» وأنانية تؤدي الى التقسيم.

في العاصمة أدنبرة بدت اللافتات المؤيدة أكثر بكثير تلك الرافضة. في كل مكان رفعت الراية الاسكتلندية، وهي حرف «إكس» ابيض على خلفية زرقاء. ولف مؤيد للاستقلال تمثال الكاتب الاسكتلندي من القرن الثامن عشر بالعلم، فيما حدث ذلك في غلاسكو لتمثال الملكة فيكتوريا.

وأقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الرافض للاستقلال بأن الاستفتاء يشكل «نهاية للوضع القائم».

وفي موقف موحد أصدرت الأحزاب البريطانية الثلاثة الكبرى الثلاثاء بيانا رسميا مشتركا يعد الاسكتلنديين بتوسيع الحكم الذاتي لمنطقتهم في حال صوتوا لرفض الاستقلال، من خلال صلاحيات ضريبية إضافية.

واعتبر المحللون أنه في حال فوز معسكر الاستقلال فستطرح أمام كاميرون ثلاثة خيارات: الدعوة الى انتخابات عامة مبكرة، بدلا من مايو 2015، أو الاستقالة، أو طرح تصويت على الثقة في البرلمان.

وسيؤدي فوز الاستقلاليين الى فتح مفاوضات شاقة تستغرق 18 شهرا بين لندن وأدنبره لتحديد أطر الدولة الجديدة حتى إعلان الاستقلال في 24 مارس 2016.

ويريد هؤلاء الاحتفاظ بالجنيه عملة، وبالملكة، وبعضوية الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي. لكن جميع هذه النقاط وتشاطر أرباح النفط في بحر الشمال والديون ستخضع للنقاش.

أيا كانت النتيجة، سيخرج سالموند البالغ 59 عاما منتصرا، وسيكافأ في أفضل الأحوال بالاستقلال، وفي أسوأها بمزيد من الاستقلالية.

وأعلن كاميرون أنه سيستقي العبر من الاستحقاق في كلمة يلقيها صباح اليوم ستنقلها التلفزيونات.

الصحف البريطانية

وصدرت الصحف البريطانية، أمس، بصفحات أولى تزخر بالرموز، وتضمنت في أغلبها العلمين الاسكتلندي والبريطاني جنبا إلى جنب. ونشرت صحيفة «غارديان» صورة جوية لأسكتلندا محاطة ببحر يغرق أجزاء المملكلة المتحدة الأخرى، وعنونت افتتاحيتها «يوم الحقيقة».

وأكدت صحيفة «غلاسكو صنداي هيرالد» موقفها المؤيد للاستقلال ناشرة على الصفحة الأولى لآخر عدد تصدره قبل التصويت فسيفساء على شكل علم اسكتلندا مؤلفة من مئات الصور الذاتية لمؤيدين للاستقلال.

وكتبت صحيفة «ذي هيرالد» الاسكتلندية ملخصة الوضع أن اسكتلندا «لن تعود أبدا كما كانت، سواء كانت النتيجة نعم أم لا».

 بطاقة تعريف

يبلغ عدد سكان اسكتلندا 5.3 ملايين نسمة، ومساحتها 78.772 كلم مربعاً، وعاصمتها أدنبرة، وأكبر مدنها غلاسكو.

الرموز الوطنية

* العلم وهو صليب أبيض على خلفية زرقاء يمثل رمز القديس اندروز شفيع اسكتلندا.

* تحتفل بالعيد الوطني في 30 نوفمبر.

* ليس لديها نشيد وطني، ولكن نشيد «فلاورز أوف اسكتلاند» دائماً ما يستخدم على أنه نشيد وطني.

* أبطالها الوطنيون هم الملك روبرت ذي بروس، والشاعر روبرت بيرنوز، والزعيم المنادي بالاستقلال ويليام والاس.

التركيبة الدينية

بروتستانت، 32.4%،  وكاثوليك (15.9%)، ومسيحيون آخرون (5.5%)، ومسلمون (1.4%)، ويهود (0.1%)، وهندوس (0.3%).

الاقتصاد

* إجمالي الناتج المحلي: 130 مليار جنيه أي 9.2% من إجمالي الناتج المحلي للمملكة المتحدة.

الصادرات: في 2012، 26 مليار جنيه باستثناء النفط والغاز. في المرتبة الأولى الويسكي (4.3 مليارات جنيه).

السلطات

*تتولى الحكومة المحلية التي يقودها وزير أول قطاعات الصحة والقضاء والتعليم والزراعة والبيئة والحكومة المحلية.

* السلطات التي تتولاها لندن: المال، والدفاع، والطاقات، والشؤون الخارجية، والدستور، والقطاع العام، والهجرة، والنقل، والتقاعد، والأمن الاجتماعي.

(ادنبره- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top