تحديث: يوم الحسم.. الاسكتلنديون يختارون مستقبل بلادهم

نشر في 18-09-2014 | 13:34
آخر تحديث 18-09-2014 | 13:34
No Image Caption
يتهافت الناخبون الاسكتلنديون الخميس من غلاسكو إلى أدنبره للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء التاريخي حول استقلال اسكتلندا الذي قد يؤدي إلى انفصالها عن المملكة المتحدة وقيام دولة جديدة في أوروبا.

وفتحت مكاتب الاقتراع الـ 2600 في جميع أنحاء اسكتلندا أبوابها عند الساعة 07,00 (06,00 تغ) صباح الخميس وحتى الساعة 22,00 (21,00 تغ) على أن تصدر النتائج الأولية فجر الجمعة.

ودعي حوالي 4,29 مليون ناخب بينهم 600 ألف سبق وأدلوا بأصواتهم عبر البريد، إلى صناديق الاقتراع في ومن المتوقع أن يشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كثيفة بمستوى 80%.

وبعدما تقدم المعارضون للاستقلال بفارق كبير في نوايا التصويت خلال الأسابيع الأخيرة، عادت المنافسة واشتدت مع تقدم المؤيدين الذين شنوا حملة مكثفة ووسعوا ظهورهم العلني.

إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة أشارت إلى تقدم طفيف لمؤيدي بقاء اسكتلندا في المملكة المتحدة، لكن نسبة المترددين لا تزال كبيرة ويمكن أن ترجّح الكفة.

وفي أدنبره، وصلت شارلوت فاريش قبل عشر دقائق من فتح مكتب التصويت وقد حرصت المرأة البالغة من العمر 34 عاماً على الإدلاء بصوتها قبل أن تقود ولديها إلى المدرسة وتتوجه بعد ذلك إلى عملها.

وقالت لوكالة فرانس برس موضحة أنها تعارض الاستقلال "أنه يوم مهم والقرار الذي سنتخذه سيلزمنا ألى الأبد" مضيفة "أحب بلادي ولا أريد أن يفسدوها".

من جهتها قالت ساره رويل (36 عاماً) التي أدلت بصوتها لصالح الاستقلال "صوتت بنعم لأنني أعتقد أنه من المفترض أن يكون بوسع اسكتلندا أن تتخذ بنفسها القرارات المتعلقة بها".

وأعلن زعيم الاستقلاليين رئيس الوزراء الاسكتلندي اليكس سالموند في رسالة مفتوحة نشرتها الصحف الأربعاء "دعونا نصنع" الاستقلال.

وقال خلال مهرجان عقد مساء الأربعاء في بيرث "أنها فرصة حياة، فلنتلقفها بأيدينا" متوجهاً إلى حشود كانت تهتف بحماس.

وفي غلاسكو أعلن رئيس حملة رفض الاستقلال وزير المالية البريطاني اليستير دارلينغ في تحذير إلى المترددين "إن كانت تساوركم أدنى شكوك فلا تحولوها إلى تصويت بنعم".

وصدرت الصحف البريطانية الخميس بصفحات أولى تزخر بالرموز، وتضمنت بأغلبها العلمين الاسكتلندي والبريطاني جنباً إلى جنب، ونشرت صحيفة غارديان صورة جوية لاسكتلندا محاطة ببحر يغرق أجزاء المملكة المتحدة الأخرى.

وكتبت في افتتاحيتها "يوم الحقيقة" أمام الناخبين الاسكتلنديين الأربعة ملايين و285 ألفاً و322 مهلة 15 ساعة ليقرروا مصير بلادهم" داعية الاسكتلنديين إلى رفض الاستقلال والمساعدة على "إعادة صهر وحدتنا".

وأكدت صحيفة غلاسكو صنداي هيرالد موقفها المؤيد للاستقلال ناشرة على الصفحتة الأولى لآخر عدد تصدره قبل التصويت فسيفساء على شكل علم اسكتلندا مؤلفة من مئات الصور الذاتية لمؤيدين للاستقلال.

ووقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء إلى جانب مؤيدي الوحدة فكتب على موقع تويتر أن "بريطانيا شريك استثنائي للولايات المتحدة وقوة من أجل الخير في عالم مضطرب، آمل أن تبقى قوية ومتينة وموحدة".

وحذر الوحدويون بأنه في حال استقلال اسكتلندا، فلن يكون بامكانها استخدام الجنيه الأسترليني كما سيتراجع نظامها التقاعدي مع إمكانية انعكاس الاستقلال على انتمائها للإتحاد الأوروبي.

أما المعسكر الاستقلالي، فيؤكد أنه سيكون بوسع اسكتلندا المستقلة تحديد ضرائبها بما يناسبها وتطبيق السياسة الاجتماعية - الديموقراطية التي يتطلع إليها الاسكتلنديون الذين يميلون تقليدياً إلى اليسار، وإدارة ثرواتها النفطية في بحر الشمال كما يحلو لها.

وفي غلاسكو عقد حوالي ألفي شخص من مؤيدي الاستقلال مساء الأربعاء تجمعاً أخيراً على مقربة من ساحة مانديلا.

وقال تومي شيريدان أحد شخصيات الاشتراكية الاسكتلندية خاطباً في الحشد "لنكن واضحين، أننا عند مشارف ثورة ديموقراطية وسلمية"، ورد الحشد هاتفاً "الامل وليس الخوف".

وفي حال اختارت اسكتلندا الاستقلال، فإن ذلك سيضع حداً لتحالف يعود إلى العام 1707، كما أن خيار الاسكتلنديين قد يقرر أيضاً مصير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي وصف سيناريو الانفصال الأربعاء بأنه "مأساة".

وفي المقابل، فإن اليكس سالمود سيخرج منتصراً من الاقتراع مهما كانت نتيجته، ففي حال فوز الاستقلاليين سيطرح نفسه في موقع بطل الاستقلال، وفي حال البقاء ضمن الوحدة، فسوف يحصل على حكم ذاتي أوسع.

وكتبت صحيفة ذي هيرالد الاسكتلندية ملخصة الوضع أن اسكتلندا "لن تعود أبداً كما كانت سواء كانت النتيجة نعم أم لا".

وتمثل اسكتلندا 8,3% من سكان المملكة المتحدة وثلث مساحتها و9,2% من إجمالي ناتجها الداخلي، وبالتالي فإن أقلية ستقرر مستقبل الاتحاد الذي يضم انكلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية.

back to top