الصداف... مشاكل في المفاصل والقلب والعقل

نشر في 18-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 18-09-2014 | 00:01
No Image Caption
البقع الحمراء المنتفخة المغطاة بقشور فضية على المرفقين والركبتين أحد أعراض الصداف (الصدفية) التقليدية. وتشكّل هذه الأعراض الشكل الأكثر شيوعاً من هذا المرض الجلدي. لكن الصداف يتخذ، أحياناً، أشكالاً مختلفة أكثر خطورة ترتبط بمشاكل صحية جسدية وفكرية أخرى.

يذكر تقرير صدر في المجلة الأميركية للطب الوقائي أن الصداف يمثل مشكلة كبيرة في مجال الصحة العامة، بما أنه يصيب نحو سبعة ملايين شخص بالغ في الولايات المتحدة وحدها. فقد اكتشفت الدراسة، التي شملت 10676 شخصاً بالغاً، أن البيض الذين لا يتحدّرون من أصول لاتينية هم أكثر عرضة للصداف، مقارنة بالمجموعات العرقية والإثنية الأخرى. كذلك يرتفع احتمال الإصابة بهذا المرض بين المسنين، مَن يعانون السمنة، والمدخنين السابقين.

ذكر معظم المشاركين في الدراسة (82%) أنهم يعانون شكلاً بسيطاً أو معتدل الحدية من الصداف، ما يعني أن نسبة 2% من سطح جسمهم أو أقل تُصاب بهذا المرض (تشكّل رقعة تعادل بحجمها كف اليد نحو 1% من سطح الجسم).

إلا أن 18% أكدوا أنهم يعانون شكلاً معتدلاً إلى بالغ الحدية من هذا المرض، ما يعني أن الأعراض تشمل نحو 3% أو أكثر من سطح الجسم. ولكن في بعض الحالات الحادة، قد تصيب هذه المشكلة نحو نصف سطح الجسم. فضلاً عن ذلك، يُصاب ثلث مرضى الصداف بالتهاب المفاصل الصدافي، الذي يؤدي إلى مفاصل متصلبة ومؤلمة وغيرها من أعراض معيقة للحركة.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني مرضى الصداف {إجهاداً فكرياً} أكبر بكثير. نتيجة لذلك، يكون احتمال إصابتهم بكآبة معتدلة الحدية إلى حادة أكبر بنحو مرة ونصف المرة، مقارنة بمن لا يعانون هذا المرض. لكن مشاكل المزاج هذه تتجاوز حدّ الشعور بالحزن لرؤية شكل البشرة المريضة البشع، وفق الدكتورة سوزان أولبريخت، بروفسورة مساعدة متخصصة في أمراض الجلد في كلية الطب في جامعة هارفارد.

توضح د. أولبريخت: {قبل نحو عشرين سنة، كنا نظن أن الصداف مرض جلدي يؤثر أحياناً في المفاصل. ولكن في السنوات الخمس الأخيرة، اتضح لنا أن الصداف حالة التهابية}. فمن يعانون الصداف يواجهون خطراً أكبر يعرضهم لحالات ترتبط بالالتهاب، مثل مرض القلب، الداء السكري، وأمراض الأمعاء الالتهابية، كمرض كرون أو التهاب القولون التقرحي.

تضيف الدكتورة أولبريخت: {إذا كنت تعاني مرضاً يسبب مقداراً من الالتهاب يؤثر في القلب، فمن الصعب أن يعمل دماغك بشكل سليم}. نتيجة لذلك، لا تعود الكآبة، التي يواجهها عادةً مرضى الصداف، إلى كرههم لمظهرهم، وفق أولبريخت.

تشير دراسات عدة إلى أن خسارة الوزن والتمرن بكدّ (خطوتان تساعدان في محاربة الالتهاب) قد يساهمان في تفادي الصداف. فقد كشفت دراسة نُشرت السنة الماضية في مجلة JAMA Dermatology أن النساء اللواتي يعانين السمنة والصداف في آن، وخسرن الوزن باتباعهن حمية قليلة السعرات الحرارية، أكدن تراجع الرغبة في الحكّ وتحسن نوعية حياتهن.

علاوة على ذلك، كشفت بيانات دراسة صحة الممرضات أن النساء اللواتي يمارسن تمارين بكد يُعتبرن أقل عرضة للإصابة بالصداف، مقارنة بمن يمارسن تمارين باعتدال أو بمستويات خفيفة (يعادل التمرن بكد 105 دقائق من الركض أو 180 دقيقة من السباحة أو لعب كرة المضرب أسبوعياً). نُشرت هذه الدراسة في Archives of Dermatology عام 2012، وترأسها البروفسور المساعد المتخصص في طب الجلد في كلية الطب في جامعة هارفارد الدكتور أبرار كورشي.

حتى لو لم تستطع التمرن بهذا المستوى من الحدية، يُعتبر أي قدر من التمرن مفيداً. وكما كتبتُ في أحد تقاريرنا الخاصة المتعلقة بالصحة بعنوان {العناية بالبشرة وإصلاحها}، يساهم التمرن فضلاً عن خيارات نمط الحياة الأخرى، مثل تفادي التبغ والحد من الإجهاد وتناول غذاء صحي، في الحفاظ على البشرة سليمة ويحسن عموماً صحة المريض وخيره.

back to top