«بيروت آرت فير» 2014... بانوراما معاصرة لفنون الشرق الأوسط وآسيا

نشر في 18-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 18-09-2014 | 00:01
تتسم الدورة الخامسة من «بيروت آرت فير» (18- 21 سبتمبر) في مركز بيروت الدولي للمعارض «بيال»، ببرنامج ثقافي متنوع، ورؤية واسعة للفن الدولي الحديث والمعاصر، وتنصّب بيروت عاصمة ثقافية وفكرية للعالم العربي، ومركزاً للفن المعاصر يجمع بين الشرق والغرب.

في دورته الجديدة، يقدّم  معرض {بيروت آرت فير} 46 معرضاً من 14 بلداً مختلفاً، يشارك فيها فنانون مشهورون وشباب، تشهد أعمالهم  على فوران الإبداع المعاصر في المنطقة، وتجسد الاتجاهات المعروضة والغليان الفني الذي يحرك عالم الفن المعاصر والمستقبلي في أنحاء العالم.

نظراً إلى انفتاحه على قارة آسيا،  من خلال إنشاء جناح لجنوب شرق آسيا في 2013، وافتتاح معرض «سنغابور آرت فير» في سنغافورة في  نوفمبر 2014، يستقبل معرض «بيروت آرت فير»، 47 صالة عرض  مرموقة من 14 بلداً  في آسيا وأوروبا وأميركا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول الخليج... تشكل، في مجملها، صدىً للواقع الفني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها، وللمرة الأولى، تشارك صالة عرض أرمنية (Gala Art Gallery).

تفاعل وإبداع معاصر

في دورته الخامسة، يفتح معرض «بيروت آرت فير»  مساحة جديدة نحو الإبداع المعاصر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها عبر دعوة فنانين هنود معاصرين، من دلهي إلى بومباي، ويكرّم الجناح الهندي Small Art is Beatiful – Dharma، بتنسيقٍ من فابريس بوستو، أعمالاً صغيرة الحجم تتناول موضوع {عجلة دارما}. في حين يقتصر مفهوم العرض على إثارة كمّ من الفضول من خلال إدراك عظمة الفن في صغر حجمه.

للسنة الثانية على التوالي يقدم معرض {بيروت آرت فير} منصة مخصصة للمصممين الشباب المعاصرين، بمشاركة فيليب تريتياك، وسيحظى الجمهور اللبناني بفرصة اكتشاف فن الحفر مع ورشة عمل تفاعلية واحدة قائمة في ممرات المعرض.

كذلك يخصص معرض {بيروت آرت فير} جناحاً لفن التصوير الفوتوغرافي اللبناني، مستقبلاً مشاريع الفنانين العشرة الذين اختيروا لجائزة بنك بيبلوس، وهم: ميّ عريضة، حسين بيضون، أنجلو بعيني، ميريم بولس، ساندرا فياض، شوغ ايان، دانيال قاصوف، ديانا محرز، ريشار سمّور ونينا شاراباتي. وسيُعلن  اسم الفائز الأحد في 21  سبتمبر.

تأسست هذه الجائزة  في 2012 لدعم الشباب اللبنانيين المبدعين في فن التصوير الفوتوغرافي، وإبراز المرشحين على الساحة الدولية.

يستفيد الفائز بالجائزة من برنامج توجيه ورعاية يتيح له تعزيز كفاءاته، وتنظيم معرض فردي لصوره الفوتوغرافية في المقر الرئيس للبنك، فضلاً عن إصدار كتيب خاص بهذه الأعمال وإطلاق حملة إعلامية تعرّف الجمهور بها.

تتألف لجنة تحكيم  الجائزة هذه السنة من خبراء في مجال التصوير الفوتوغرافي، أمثال: المصور المخضرم جاك داباغيان، المصور طوني الحاج، رئيس تحرير مجلة Polka ديميتري بيك، جامع الصور طارق نحاس. أما رئيسها فهو رونو بيرغونزو، مؤسس {Acte 2} في باريس.

فيديو وتصميم

يكرّم معرض «بيروت آرت فير» في دورته هذه السنة فنون الفيديو، من خلال مشروع Video Projects، بتنسيق من Silke Schmickl. يتألف هذا البرنامج المعنون Body Politics من سلسلة فيديوهات، مصدرها الشرق الأوسط والمغرب وجنوب آسيا وجنوب شرقها، تبرز نظرة الفنانين المعاصرين حول مواضيع سياسية واجتماعية.

كذلك  يثبت المعرض انفتاحه على كافة أشكال الإبداع،  من بينها مسار «بيروت آرت ويك»، الذي يتضمن عشرات الأعمال الفنية الضخمة من تركيب، منحوتات، فن الأداء الذي يتشكل عبر شوارع العاصمة متفاعلاً مع الحضور.

بعد احتلال فن التصميم مكانة  مميزة في  الفن المعاصر، يقدم معرض «بيروت آرت فير»، للسنة الثانية على التوالي، منصّة تصميم، تضم أعمال الفائزين الثلاثة في منصة التصميم الخاصة بالبنك اللبناني للتجارة، إلى جانب المعارض المشهورة في التصميم  المشاركة في «بيروت آرت فير».

دُعي الصحافي والكاتب فيليب تريتياك (له أهميته في مجلة «Elle} الفرنسية ومسؤول عن الزاوية المخصصة لأخبار هندسة العمارة في مجلة Beaux-Arts الفرنسية) لزيارة هذا الجناح.

ويشرح تريتياك: {على حدّ قول المهندس المعماري اللبناني يوسف طعمة  الذي أجاد التعبير، يعود اليوم إلى الفنانين، وبشكل خاص إلى البنّائين والمصممين، أداء دور علماء الاجتماع».

يضيف: «في بلد ممزوج بالطوائف المتنافرة، يصبح التاريخ عبئاً ثقيل الوطأة. ومن يريد إخباره يجازف بإشعال الصراع فيه، لأن الذكريات تتعارض وتتنافر. يعود الأمر إذاً إلى الفنانين ليجدوا وسيطاً يتيح للجميع، على حدّ سواء، التعرف إلى  بعضهم البعض، والتفكير مليّاً».

يتابع: «يحمل العمل الإبداعي، في طيّاته، عنصراً سياسياً، فعليه ألا يقتصر على التفكير بالمستقبل وحسب، بل تخيل الماضي أيضاً، وجعله مقبولاً ومرغوباً من الجميع. لهذا السبب، كل غرض من صنيعة فنان لبناني له قيمته من  ناحيتي الشكل والرسائل اللافتة، أما حصر عمل ما بالسياسة  فهو هرطقة، وإنكار أبعاده هرطقة أخرى. قد يظهر غداً رسمٌ لطاولة على شكل سيف أو يد ممدودة من دون أن يكون مفرطاً. كم من نقاش وجدال دار حولها؟ فالمصمم لا يصنع الأشياء، بل يجيد التصرّف بها».

نبذة عن «بيروت آرت فير»

{بيروت آرت فير}، معرض للفن الحديث والمعاصر مخصص لفناني الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها، من  تنظيم لور دوتفيل وباسكال أوديل.

على مرّ السنوات، فرض المعرض ذاته على الساحتين الإقليمية والدولية، مع رؤيته لفنّ مدموغ ببصمة ME.NA.SA. (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها)، ما منحه مركزاً أساسياً ومساحة يلتقي فيها الفنانون وهواة الفن وهواة المجموعات.

تنُظّم  Cedralys s.a.r.l المعرض منذ 2010، ففرض نفسه على السّاحة الفنية الإقليمية والدولية برؤية فنّية موسومة بطابع منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية وجنوب آسيا وجنوب شرقها، ما يمنحه موقعاً مميّزاً يتماشى مع اهتمامات هواة الفن.

يتيح «بيروت آرت فير» اكتشاف الفنانين الصاعدين الذين يستوحون من تراثهم وتاريخ بلادهم المليء بالتقلبات وينفذون أعمالهم بعيدًا عن صخب العولمة والنجومية.

منذ إنشائه، يعّلق معرض {بيروت آرت فير} أهمية على البرنامج الثقافي الذي يقدمه. وللمرة الأولى، يتيح للجمهور الفرصة لابتكار عمل من خلال تعلم  فنّ الحفر.

back to top