الأحزاب البريطانية تتحد لمنع انفصال اسكتلندا

نشر في 17-09-2014 | 00:04
آخر تحديث 17-09-2014 | 00:04
• عرضت مزيداً من الاستقلال الذاتي لأدنبره بعد تحذير كاميرون من «طلاق مؤلم»

• الاستقلاليون: «معسكر الترويع» مستعد لقول أي شيء لوقف تقدم الـ «نعم»

يترقب البريطانيون والأوروبيون خاصة، والعديد من دول العالم التي تواجه حركات انفصالية، الاستفتاء الذي سيجرى في اسكتلندا غدا الخميس للاختيار بين البقاء ضمن المملكة المتحدة، أو الانفصال عنها.

في إجراء يجمع بين الترغيب والترهيب، اتخذ قادة الأحزاب البريطانية الثلاثة الكبرى أمس منحى سياسة العصى والجزرة بمنح البرلمان الاسكتلندي مزيدا من السلطات في حال رفض الاستقلال، وذلك قبل يومين على استفتاء تاريخي حول استقلال اسكتلندا. في حين حذّر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من الاستقلال الذي وصفه بالطلاق المؤلم.

ونشر هذا الوعد الذي يكرر التزامات قطعت سابقا في الصفحة الأولى للصحيفة الاسكتلندية اليومية ديلي ريكورد بعنوان التعهد بأحرف كبيرة.

وأكد النص «اننا متفقون على أن البرلمان الاسكتلندي دائم وعلى منحه سلطات جديدة موسعة». وأضاف «الناس يريدون التغيير، والتصويت بالرفض سيجيز تغييراً أكثر سرعة وتأكيدا وأفضل من الانفصال».

وعرضت المقالة جدولا زمنيا لتطبيق إعلان السلطات في الأسبوع الفائت تقديم سلطات جديدة، بعد أن رجحت استطلاعات رأي تقدم مؤيدي الاستقلال.

وسرعان ما رد رئيس حكومة اسكتلندا ورئيس معسكر الاستقلال اليكس سالموند على النص معتبرا أنه «عرض يائس فارغ في اللحظة الأخيرة».

وصرح عبر إذاعة «بي بي سي اسكتلندا» ان النص «لن يردع سكان اسكتلندا عن اغتنام الفرصة الضخمة لوضع مستقبل اسكتلندا في يديها الخميس المقبل».

كما رد متحدث باسم المعسكر الاستقلالي قائلا: «من الجلي أن معسكر الترويع مستعد لقول أي شيء في الأيام الأخيرة من الحملة في مسعى لوقف تقدم التأييد».

وأضاف «في الحقيقة أن الطريقة الوحيدة لضمان حصول اسكتلندا على جميع السلطات التي تحتاج إليها هي بالتصويت تأييدا الخميس».

ونشر «التعهد» غداة الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لاسكتلندا للدفاع عن وحدة المملكة المتحدة.

كاميرون

ففي خطاب ألقاه في قصر المؤتمرات في مدينة أبردين، الميناء النفطي في شمال شرق اسكتلندا، قال كاميرون مساء أمس الأول «ابقوا لو سمحتم وأرجوكم ألا تفككوا هذه العائلة»، ووجه إلى مستمعيه مزيجا من المديح والتهديدات المبطنة والوعود.

وأمام 800 شخص من المؤيدين لبقاء المنطقة الشمالية من ضمن المملكة المتحدة، أشاد كاميرون بجميع الإنجازات في 307 أعوام بعد اتفاقية الاتحاد، في مجالات العلوم والأدب والرياضة وغيرها.

ثم وجه إنذارا «لن يكون هناك مجال للعودة في حال صوت الاسكتلنديون لمصلحة الاستقلال، ولن تكون هناك لا عملة موحدة ولا نظام تقاعد موحد ولا جوازات سفر موحدة».

ولم يلتق كاميرون الحشود في زيارته لأبردين، وألقى خطابه في قاعة مركزية لم يعلن عن موقعها قبل العصر.

تظاهرات

وفي لندن تظاهر أمس الأول الآلاف من مناصري بقاء اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة، واتجهوا عصرا نحو ساحة ترافالغار. وارتدى بعضهم الكيلت (التنورة التقليدية الاسكتلندية) في حين رفع آخرون أعلام اسكتلندا والمملكة المتحدة، ولافتات كتب عليها «اسكتلندا، لا ترحلي، نحن نحبك».

واشنطن

من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أمس الأول إن «الولايات المتحدة لديها مصلحة في أن تكون بريطانيا قوية ونشيطة ومتحدة وفعالة».

ومع ذلك، فقد أكد أن الأمر يرجع إلى الاسكتلنديين ليقرروا ما إذا كانوا يريدون البقاء جزءا من بريطانيا أم لا، مشددا على أن الولايات المتحدة ليس لديها الرغبة في التدخل في هذه العملية.  ورفض ارنست التعليق على تأثير استقلال اسكتلندا على العلاقات الخارجية الأميركية.

الاستطلاعات

ومع اقتراب موعد الاستفتاء الخميس (غدا)، بات الفارق ضئيلا جدا بين المعسكرين، ولو ان الرافضين مازالوا في الصدارة بنسبة متدنية في ثلاثة من استطلاعات الرأي الأربعة التي جرت في نهاية الأسبوع.

ويحق لقرابة 4.3 ملايين شخص مقيمين في اسكتلندا التصويت غدا، حيث من المقرر أن يجيبوا عن سؤال هو «هل يجب أن تكون اسكتلندا دولة مستقلة؟».

وكشف أحدث استطلاع للرأي الذي يحمل اسم «استطلاع الاستطلاعات»، المكون من ستة استطلاعات أجراها جون كورتيس أستاذ السياسة في جامعة ستراثكلايد، أن 51 في المئة من الاسكتلنديين ضد الاستقلال، في حين يؤيده 49 في المئة.

(لندن، أدنبره - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top