واشنطن تشن أول غارة قرب بغداد ضمن «استراتيجية أوباما»

نشر في 17-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-09-2014 | 00:01
● «قاعدتا» المغرب والجزيرة تدعوان إلى الوحدة في وجه «التحالف»... و«داعش» يهدد المصالح الأميركية

● البرلمان العراقي يرفض مرشحي العبادي لـ «الداخلية» و«الدفاع» وجلسة جديدة للبرلمان غداً

في هجوم هو الأول من نوعه، لحماية العاصمة العراقية من تسلل تنظيم «داعش» إليها، شنت القوات الجوية الأميركية غارة قاصمة ضد التنظيم في منطقة صدر اليوسفية قرب العاصمة العراقية بغداد، أصابت هدفاً مهماً للتنظيم المتطرف، وتعد تلك المنطقة الساخنة الأقرب إلى بغداد وتشهد عمليات قتال متواصلة.

في أول خطوة من نوعها في إطار الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما لدحر تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ»داعش»، شنت القوات الجوية الأميركية أول غارة من نوعها ضد التنظيم بالقرب من العاصمة العراقية بغداد أمس الأول.

وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية رفض الكشف عن هويته أمس، أن مقاتلات أميركية نفذت غارة بالقرب من بغداد وأخرى بالقرب من سنجار في شمال العراق، كما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى في بيان أن «القوات العسكرية الأميركية تواصل مهاجمة إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وشنت غارتين لدعم القوات العراقية بالقرب من سنجار وجنوب غرب بغداد»، مشيرة إلى أن «الغارة جنوب غرب بغداد كانت الضربة الجوية الأولى ضمن توسيع نطاق الحملة بحيث لا تقتصر على حماية عناصرنا والمهمات الإنسانية، بل تشمل ضرب مواقع داعش مع انتقال القوات العراقية الى الهجوم عملا بما نص عليه خطاب الرئيس أوباما الأربعاء الماضي».

ولفت البيان إلى أن الغارتين أدتا الى تدمير ست عربات تابعة للتنظيم بالقرب من سنجار بالإضافة الى موقع قتالي جنوب غرب بغداد كان يستخدم لقصف القوات العراقية، مضيفا أن «جميع المقاتلات عادت الى مواقعها سليمة بعد شن الغارتين».

وأكد أن «الغارتين نفذتا لحماية عاملين ومنشآت للولايات المتحدة ودعم الجهود الإنسانية ومساعدة القوات العراقية في هجومها على تنظيم الدولة الإسلامية».

وبذلك يرتفع عدد الغارات الاميركية في مختلف انحاء العراق الى 162 غارة.  

وتأتي الغارتان بعدما تعهد الدبلوماسيون المشاركون في مؤتمر باريس حول السلام والأمن في العراق بدعم الحكومة العراقية ضد داعش بـ»كل السبل الممكنة» بما في ذلك «المساعدة العسكرية الملائمة».

بغداد ترحب

ورحبت بغداد بالغارة الأميركية قرب بغداد، من خلال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا، قائلا: «نفذ الطيران الأميركي ضربات مهمة لأهداف معادية في صدر اليوسفية أحد أقرب معاقل التنظيم الإرهابي بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد».

وأضاف عطا: «هناك تنسيق مع الأميركيين لتحديد الأهداف المعادية واستطلاعها وقرار ضربها من قبل الطيران الأميركي»، معتبرا أن «توسيع نطاق العمليات مهم لتدمير تلك الأهداف والقضاء عليها».

«داعش» يهدد

وأورد موقع سايت الذي يرصد الحركات الإسلامية المتشددة أن موقعا مبايعا للدولة الإسلامية حذر من هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها اذا مضت في شن هجوم عسكري على التنظيم الذي سيطر على أجزاء واسعة من العراق وسورية.

ونقل موقع سايت في وقت متأخر من أمس الأول، عن المنبر الإعلامي الجهادي استنكاره التدخل في شؤون الشعوب الأخرى من خلال رسالة، محذرا من أن هذا التدخل سيؤدي إلى رد مماثل.

وقالت الرسالة إن الهجوم الأميركي سيؤدي إلى رد فعل مماثل في الحجم يستهدف العمق في أميركا والدول المتحالفة معها وعلى جميع الجبهات.

ووجه كاتب الرسالة تحذيرا مباشرا لكل من الدول المتورطة مع أميركا أو المتحالفة معها في حربها على الخلافة الإسلامية بأن مصالحها المحلية والعالمية ستكون أهدافا مشروعة.

واستخدمت الرسالة لغة دينية وقالت إن كاتبها يكتب هذه الرسالة من «منبر مبارك» لكن من غير الواضح التأثير الذي يملكه على الدولة الإسلامية.

ودعت الرسالة الرأي العام في الولايات المتحدة وحلفائها إلى معارضة خطط حكوماتهم المزمعة ضد التنظيم.

وفي السياق، دعا تنظيما القاعدة في المغرب الإسلامي وجزيرة العرب في بيان مشترك غير مسبوق أمس، «المجاهدين» الى الوحدة في وجه «الحملة الصليبية» التي تقودها واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وفي سورية.

وقال البيان المشترك الذي نشر على الانترنت: «أمام هذه الحملة الصليبية الظالمة لا يسعنا إلا الوقوف في عُدْوة الإسلام والمسلمين، ضد أميركا اليهودية وحليفها اليهودي الصليبي الصفوي المرتد».

دبابات مسروقة

إلى ذلك، أعلنت حركة «الضباط الأحرار» التي تشكلت في محافظة نينوى لمقاتلة تنظيم «داعش» أمس، العثور على مخزن للدبابات المسروقة غربي الموصل، مشيرة الى أن المخزن يحتوي على 16 دبابة ومدرعة سرقت من الجيش في يونيو الماضي.

وذكرت مصادر أمنية عراقية أمس، أن 14 من عناصر «داعش» قتلوا وأصيب أربعة من جراء انفجار صاروخ معد للإطلاق ومحمل بمادة الكلور السامة في إحدى المناطق شمالي بلدة الضلوعية جنوبي محافظة صلاح الدين.

فشل البرلمان العراقي، أمس، في التصويت على مرشحي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتولي حقيبتي وزارتي الدفاع والداخلية، ما أدى إلى تأجيل الجلسة إلى غد الخميس.  

وأوضح مصدر أن مرشح «اتحاد القوى العراقية» (سني) جابر الجابري لوزارة الدفاع حصل على 118 صوتا من أصل 251، ليفشل في تولي وزارة الدفاع، ومرشح «التحالف الوطني» (شيعي) رياض غريب حصل على 117 صوتا من أصل 251، ليفشل هو الآخر في تولي وزارة الداخلية.

(واشنطن، بغداد ـــــ أ ف ب،رويترز، د ب أ)

back to top