الإنفلونزا... متى تحتاج إلى المضادات؟

نشر في 17-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-09-2014 | 00:01
إذا كنت معرّضاً لمضاعفات الزكام الحادة أو ما يعرف بالإنفلونزا، ابدأ بأخذ أدوية مضادة للفيروسات حالما تشعر بالمرض.
في منتصف العمر، تصبح الإنفلونزا حالة مألوفة لكن مزعجة بالنسبة إلى معظم الناس. لكننا نعلم بشكل عام ما يجب فعله: يجب أن نشرب السوائل ونرتاح لفترة كافية وسرعان ما نستأنف نشاطاتنا الاعتيادية خلال أسبوع تقريباً.

لكن بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بمشاكل صحية مزمنة، قد يتطور الالتهاب ويستدعي دخول المستشفى بسبب مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي. لتجنب هذه النتائج السيئة، يوصي الأطباء في العادة بأخذ أدوية معروفة باسم مثبطات النورامينيداز لمحاربة الفيروس. العلاجان الشائعان هما الأوسيلتاميفير (تاميفلو) الذي يُؤخَذ على شكل أقراص، والزاناميفير (ريلينزا) الذي يُؤخَذ عن طريق الاستنشاق.

وجدت مراجعة حديثة لبيانات التجارب العيادية التي صدرت أخيراً أن هذه الأدوية التي تفتقر إلى الأدلة تنجح فعلاً في تجنب مضاعفات الإنفلونزا الخطيرة. لكن شمل معظم الدراسات أشخاصاً أصحاء نسبياً، لذا من المبكر أن نوقف إعطاء هذه الأدوية إلى الأشخاص الذين يصابون بإنفلونزا عالية المخاطر بحسب رأي د. جاتين ديف، اختصاصي في أمراض الشيخوخة في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: «يتعافى معظم الناس من حالات الإنفلونزا الخفيفة من تلقاء أنفسهم. لكن يمكن اللجوء إلى مضادات الفيروسات إذا كان الشخص معرّضاً لمضاعفات خطيرة بسبب مشاكل صحية كامنة».

الفئة المعرّضة

يرتفع خطر مضاعفات الإنفلونزا فوق المعدل العادي عند الأشخاص في عمر الخامسة والستين. لكن تتوقف نسبة الخطر (ومدى حاجة المريض إلى دفعة من مضادات الفيروسات) على الوضع الصحي العام. العمر وحده ليس كافياً لأخذ مضادات الفيروسات عند الإصابة بالإنفلونزا.

يقول د. ديف: {قد أعتبر شخصاً في عمر التسعين أقل عرضة لمضاعفات الإنفلونزا إذا كان قوي البنية. في المقابل، قد أصف علاجاً قوياً لشخص في عمر الخامسة والستين إذا كان مصاباً بأمراض مزمنة عدة}. بعض الحالات الصحية يرفع احتمال مواجهة مضاعفات الإنفلونزا الخطيرة. تشمل تلك الحالات:

• أمراض الرئة، بما في ذلك الربو وانتفاخ الرئة (مرض الانسداد الرئوي المزمن).

• قصور القلب أو أمراض القلب والأوعية الدموية.

• خرف معتدل أو حاد.

• سكري.

• أمراض الكلى أو الكبد.

تعطي الأدوية أفضل نتيجة ممكنة عند أخذها في مرحلة مبكرة (خلال يومين من ظهور أول الأعراض). يمتد هذا العلاج في العادة على خمسة أيام. بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، قد يسهم العلاج المبكر في تقصير مدة الأعراض وفترة الإقامة في المستشفى فضلاً عن تجنب تطور الإنفلونزا وظهور مضاعفات حادة.

إذا كنت قد تلقيت لقاحاً ضد الإنفلونزا لكنك مرضتَ رغم ذلك (بسبب التوقيت أو لأن اللقاح لا يغطي سبب المرض)، لا ضير من أخذ نوع من مضادات الفيروسات.

تقصير المدّة

هل يجب أن نأخذ مضادات الفيروسات لاستباق الإنفلونزا عند ظهور أولى المؤشرات؟ تتوافر أدوية صادقت عليها إدارة الغذاء والدواء لهذا الاستعمال، لذا قد يقترح الأطباء هذا الخيار لمن هم فوق عمر الخامسة والستين.

لكن بالنسبة إلى الأشخاص الأصحاء، لا نفع من أخذ مضادات الفيروسات. مثل أي أدوية أخرى، قد تسبب أدوية {ريلينزا} و«تاميفلو} آثاراً جانبية، لا سيما الغثيان والتقيؤ، لكن قد تشمل الأعراض الأخرى الدوار وسيلان الأنف أو احتقانه والسعال والإسهال والصداع.

يقول د. ديف: {يكون معظم كبار السن الذين يعيشون ضمن جماعة أصحاء بما يكفي كي يتعافوا من تلقاء أنفسهم}. تجدر الإشارة إلى أن مضادات الفيروسات، وفق أحدث الأبحاث، تقصّر مدة المرض عند الأشخاص الأصحاء نسبياً، لكن بمعدل نصف يوم تقريباً.

رعاية ذاتية

• تشتمل الأعراض النموذجية للإنفلونزا على حمى وسعال ووجع في الحلق وسيلان أو احتقان الأنف وأوجاع في الجسم وصداع وشعور بالبرد وتعب.

•لا تتوقف عن الأكل نهائياً، حتى لو شعرت بالغثيان. بل يجب أن تأكل وتشرب كل ما تحبه.

• التعويض عن السوائل المفقودة لكن ليس بالماء فقط: يجب أن تحتوي السوائل على الملح أو نوع آخر من المنحل بالكهرباء. يمكنك أن تحضّر الليموناضة مع كمية صغيرة من الملح والسكر أو يمكنك شراء مشروب رياضي أو عصير فاكهة أو أي منتج آخر للحفاظ على ترطيب جسم الأولاد مثل محلول بديالايت.

لقاحات

• احصل على اللقاح في مرحلة مبكرة، أي قبل موسم البرد والإنفلونزا الذي يمتد بين شهرَي أكتوبر ومايو ويبلغ ذروته في شهر فبراير.

• لتقوية المناعة، لا بد من مرور فترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع، لذا يمكن أن تلتقط الإنفلونزا بعد تلقي اللقاح لأن الجسم لم يطور بعد دفاعات فاعلة.

• تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً للقاحات: ألم في موقع الحقنة، وحمى منخفضة، وغثيان وتقيؤ. لكن لا يواجه معظم الناس أي آثار جانبية.

back to top