واشنطن تحذّر دمشق من الرد على الغارات ضد «داعش»

نشر في 15-09-2014 | 00:10
آخر تحديث 15-09-2014 | 00:10
No Image Caption
• النظام يتقدم في الدخانية ويقصف جوبر بالغاز
• تنظيم «الدولة» يدعو إلى تجريب «حقبة القرشي»
وسط ترقّب لتصويت الكونغرس الأميركي على قرار تسليح المعارضة السورية خلال الأسبوع الجاري، كررت واشنطن رفضها التنسيق مع النظام السوري في الضربات المحتملة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، موجهة تحذيراً شديداً إلى دمشق بأنها «ستندم كثيراً» في حال قيامها بأي عمل غير مدروس.

في أول تصريح من نوعه، حذّر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، نظام الرئيس السوري بشار الأسد من الرد على الغارات التي تعتزم بلاده شنها على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ «داعش» في سورية.

وقال كيري، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» سجلت في القاهرة وبثت أمس في الولايات المتحدة «لن ننسق (الحملة الجوية) مع سورية. سنعمل بالتأكيد على تفادي التداخلات، والتأكد من أنهم (السوريون) لن يقوموا بأي عمل سيندمون عليه أكثر».

وفي حين أعرب المسؤولون السوريون عن تأييدهم لتوجيه ضربات ضد العدو المشترك، شرط تنسيقها معهم، استخدم كيري عبارة «عدم التصادم» التي تصف باللغة العسكرية إجراءات التنسيق لتفادي خطر التصادم في الجو مثلاً أو وقوع إصابات بنيران صديقة.

وإذ أسف على أن «المعارضة السورية الموجودة على الأرض تقاتل تنظيم الدولة بمفردها في السنتين الماضيتين»، لفت كيري في المقابلة إلى أن تسليح هذه المعارضة وتدريبها جزء مهم من استراتيجية الرئيس أوباما للقضاء على التنظيم».

تفويض «الكونغرس»

وكشف كبير موظفي البيت الأبيض دينيس ماكدونو، أمس، عن سعادته بالتقدم الذي أحرز في مسألة الحصول على تفويض من الكونغرس يتيح للولايات المتحدة تدريب وتجهيز المعارضة السورية لقتال مسلحي «داعش».

وقال ماكدونو لبرنامج «فوكس نيوز صنداي» نرى تقدماً جيدا للغاية في الكونغرس، بما في ذلك في مجلس النواب تحت رئاسة (الجمهوري جون بينر)، لضمان أن لدينا السلطة لتدريب وتجهيز المعارضين السوريين الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مستخدما الاسم القديم للتنظيم.

جبهة العاصمة

ميدانياً، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل 19 عنصراً من قوات النظام ومن مقاتلي كتائب المعارضة خلال الاشتباكات العنيفة الدائرة بين الطرفين في منطقة الدخانية بريف دمشق، مشيراً إلى أن هذه المعارك ساعدت النظام على السيطرة على أجزاء من المنطقة.

إلى ذلك، اتهمت المعارضة في الداخل قوات النظام بقصف حي جوبر الدمشقي مساء أمس الأول بالغازات السامة. وقالت وكالة «سورية مباشر» إن العشرات أصيبوا في القصف، حيث تم تسجيل 30 حالة اختناق وضيق في التنفس واحمرار في العينين ودوران.

وإذ رجح أطباء أن تكون تلك الغازات مادة الكلورين. أكدت الوكالة أن هذه المرة الرابعة التي يتعرض فيها الحي الدمشقي للاستهداف بالغاز السام منذ الإعلان عن سحب ترسانة السلاح الكيماوي السوري وتدميرها من قبل الدول الغربية.

وفي القنيطرة، واصل مقاتلو جبهة النصرة، أمس، تقدمهم في الجانب السوري من هضبة الجولان التي تحتل إسرائيل أجزاء منها، وفق المصدر الذي أكد أن «النظام يتقهقر أمام النصرة والكتائب الاسلامية وبات قاب قوسين من فقدان سيطرته على كامل الجولان المحرر».

دير الزور والرقة

وفي دير الزور، قتل ما لا يقل عن 17 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في هجوم لطائرات النظام على معسكر تدريب للتنظيم المتشدد في محافظة دير الزور (شرق).

كما استهدفت غارات مساء أمس الأول مناطق خاضعة للتنظيم في محافظة الحسكة (شمال دير الزور)، حيث يواجه مقاتلون أكراد الاسلاميين على الأرض وفق المرصد، الذي أشار إلى مقتل 26 آخرين وإصابة العشرات من مقاتلي التنظيم في القصف.

وفي الرقة، وزع التنظيم أمس الأول ما سماه «وثيقة المدينة»، داعياً مواطني المحافظة إلى تجريب «عهد الإمام أبي بكر القرشي»، التي جاءت بعد مرور «الحقبة الملكية فالجمهورية فالبعثية فالصفوية»، متوعداً بإظهار «الفرق الواسع الشاسع بين الحكومة العلمانية الجائرة، التي صادرت طاقات الناس وكممت أفواههم وأهدرت حقوقهم وكرامتهم، وبين إمامة قرشية اتخذت الوحي المنزل منهج حياة».

وأوضح التنظيم في وثيقته أن «الناس في ظل حكمنا آمنون، ولا رغد للعيش إلا في ظل حكم إسلامي يضمن للرعية حقوقهم وينصف المظلوم ممن هضم حقه».

وحرمت وثيقة «داعش» الاتجار والتعاطي بالخمور والمخدرات والدخان وسائر المحرمات، التي اعتبرت رأسها المساجد «ترخص دونها الدماء والمهج، والنفس والنفيس»، محذرة من «مراجعة العمالة ومغازلة الحكومة الصفوية والطواغيت، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له».

(دمشق، واشنطن، القاهرة -

أ ف ب، رويترز، كونا)

back to top