«داعش» يعدم بريطانياً... و«مؤتمر باريس» يوزع الأدوار

نشر في 15-09-2014 | 00:13
آخر تحديث 15-09-2014 | 00:13
دول عربية عرضت المساهمة في الغارات على العراق وسورية وأخرى على استعداد لإرسال قوات برية

ذبح تنظيم «داعش» رهينة بريطانياً عشية اجتماع 20 دولة عربية وغربية في باريس اليوم لبحث تفاصيل الحرب على التنظيم، وخصوصاً توزيع الأدوار على التحالف الدولي الذي لم تظهر ملامحه النهائية بعد بسبب عزوف عدة دول مهمة عن المشاركة في العمليات العسكرية مثل تركيا وبريطانيا.
نفذ تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف إعلامياً بـ»داعش» تهديداته وذبح الرهينة البريطاني ديفيد هاينز (44 عاماً)، وهدد بإعدام آخر، رداً على إعلان الحكومة البريطانية تقديم الدعم لقوات البيشمركة الكردية في العراق التي تقاتل التنظيم.

وبث التنظيم شريطاً مصوراً لعملية الذبح حمل عنوان «رسالة الى حلفاء أميركا»، ظهر فيه هاينز مرتديا بزة برتقالية الى جانب ملثم قد يكون نفس الرجل الذي ظهر في شريطي ذبح الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتولوف.

ووجه الملثم الذي يعتقد انه يحمل الجنسية البريطانية الكلام الى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قائلاً إن «هذا المواطن البريطاني سيدفع ثمن وعدك يا كاميرون بتسليح البيشمركة ضد الدولة الاسلامية».

 وأضاف أن «تحالفكم الشيطاني مع اميركا التي لاتزال تقصف المسلمين في العراق، ومن آخر تلك الاعتداءات قصف سد حديثة الذي سيكون السبب في تعجيل تدميركم وقيامك يا كاميرون بدور العبد الذليل المطيع سيستدرجك وقومك الى حرب دموية وخاسرة اخرى».

وبث شريط اعدام هاينز، الذي أكدت وزارة الخارجية البريطانية صحته، في نفس اليوم الذي وجهت فيه عائلته نداء لخاطفيه ناشدتهم فيه الافراج عنه.

وعلى الفور دان كاميرون في بيان «جريمة القتل الدنيئة والمروعة بحق عامل إغاثة بريء» واصفا إياها بأنها «فعل شرير محض»، مضيفا «سنفعل كل ما بوسعنا لملاحقة هؤلاء القتلة وضمان مثولهم أمام العدالة مهما تطلب الامر من وقت».

وترأس كاميرون صباح أمس اجتماعا لخلية الازمة الحكومية «كوبرا» للبحث في هذا التطور. وبعد الاجتماع قال كاميرون في مؤتمر صحافي: «نحن شعب لا يسعنا سوى مواجهة هذا التنظيم الذي يهددنا ويهدد حلفاءنا من اميركا وأوروبا والشرق الأوسط، ولا نريد ان نقف مكتوفي الأيدي».

وأكد كاميرون دعمه لـ»الحكومة العراقية في مواجهة داعش»، لافتاً الى اننا «سسنعمل مع الامم المتحدة لحشد الدعم لمواجهة التنظيم، والسلطات الأميركية اتخذت التدابير العسكرية ونحن ندعم ذلك، وهذه الاستراتيجية سوف تتقدم وسوف نستمر بدعم الجهود الاميركية الكبيرة.

وأضاف: «سنساعد ملايين الاشخاص الذين هربوا من هذا التنظيم الارهابي، وسوف نحافظ على تعزيز جهودنا لمكافحة الارهاب هنا في بلدنا ووقف التخطيطات الارهابية، ونحن نعلم ان التخلص من هذا التهديد سيستغرق المزيد من الوقف بالعمل مع سائر دول العالم».

وكان من المتوقع أن يعلن كاميرون مشاركة بلاده في الغارات الجوية المرتقبة ضد «داعش»، لكنه حافظ على موقفه الحذر متعهدا بتقديم الدعم للحلفاء.

ولاقت جريمة ذبح هاينز ردود فعل دولية شاجبة، وعبر الرئيس الاميركي باراك اوباما عن تضامن الولايات المتحدة مع بريطانيا، متوعدا بالقضاء على التنظيم المتطرف.

«مؤتمر باريس»

ويجتمع ممثلون عن 20 دولة اليوم لبحث تفاصيل الحرب على «داعش»، وكيفية تقاسم الأدوار والمهام للتحالف الدولي الذي أعلنت 10 دول غربية و10 عربية حتى الآن انضمامها إليه، لتنفيذ الاستراتيجية التي اعلنها الرئيس الأميركي والتي تهدف الى اضعاف التنظيم ثم تدميره من خلال ضربات جوية على مواقعه في العراق وسورية واجراءات اخرى قانونية وسياسية.   

وسيفتتح المؤتمر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم، وسيشارك فيه خصوصاً وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي اختتم أمس الأول جولة في منطقة الشرق الأوسط لحث دوله على المشاركة في الحرب على «داعش».

وأفاد مصدر دبلوماسي وكالة «فرانس برس» بأن «هذا المؤتمر سيتيح لكل طرف مزيداً من الدقة في تحديد ما يمكنه أو يريد فعله»، مشيراً الى أن القرارات التي ستتخذ لن تعلن جميعها. وأوضح «لن يعلن من سيضرب وأين ومتى».

من ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال: «نريد تلاقي الاهداف وتكامل المبادرات» العسكرية والانسانية والمالية، مؤكدا أن المؤتمر سيعلن قرارات ويضع خطة عمل.

غارات وقوات برية

وأفاد مسؤولون أميركيون أمس بأن عدداً من الدول العربية عرض الانضمام للولايات المتحدة في حملة الضربات الجوية على أهداف لتنظيم «الدولة الإسلامية».

ورفض مسؤولون الكشف عن الدول التي قدمت العروض، لكنهم قالوا إنها قيد النظر، بينما تبدأ الولايات المتحدة تحديد دور كل دولة في تحالفها الوليد ضد التنظيم.

وقد تعزز إضافة مقاتلات عربية من مصداقية الحملة التي تقودها الولايات المتحدة في منطقة تشك في مدى التزام واشنطن في الصراع الذي يمس كل الدول تقريبا، والذي يلعب على وتر التوتر المذهبي بين السنة والشيعة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين في باريس «لا أريد أن أترككم بانطباع أن هذه الدول العربية لم تعرض تنفيذ ضربات جوية، لأن عدداً منها عرض ذلك».

وذكر المسؤول أن العروض لم تقتصر على الضربات الجوية في العراق، وأوضح «بعضها لمح إلى أنه مستعد لتنفيذ الضربات في مناطق أخرى»، في إشارة إلى سورية. وقال وزير الخارجية الأميركي أمس، أن بعض أعضاء التحالف الدولي ضد «داعش» على استعداد لارسال قوات برية للمشاركة في القتال، معرباً عن ارتياحه للاستجابة الواسعة من قبل الدول التي زارها للمشاركة في الحرب على التنظيم.

عثرات وعراقيل

ولايزال التحالف الدولي ضد «داعش» يواجه عثرات وعراقيل. فقد اعلنت بريطانيا انها لن تشارك في ضربات جوية على سورية كما لم تعلن حتى الآن مشاركتها في العمل العسكري في العراق مكتفية بإرسال السلاح للقوات العراقية، وقوات البيشمركة الكردية. كما رفضت تركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي المشاركة في أي عمل عسكري واصفة الاستراتيجية الأميركية ضد التنظيم بأنها غير كافية. وعبرت روسيا وإيران عن رفضهما لضرب سورية دون التنسيق مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين أبدت الصين موقفا حذراً داعية الى أن تحترم الضربات القانون الدولي وأن تتم وقف قرار من مجلس الأمن.

العراق أولوية

وهناك توجه فرنسي قوي لحصر المؤتمر بموضوع ضرب التنظيم في العراق وعدم التطرق الى موضوع سورية، خصوصا ان الاستراتيجية الأميركية لضرب التنظيم في سورية لاتزال غامضة الى حد كبير. وفي هذا السياق، قال مصدر دبلوماسي: «ان اردنا ان يكون هذا المؤتمر مفيدا يجب عدم خلط الاشكاليات. لب المشكلة في الوقت الحالي هو العراق».

وكانت طهران وصفت مؤتمر باريس بأنه «مسرحية انتقائية» متعهدة بمواصلة الدعم القوي لـ»العراق وسورية في مكافحتهما للارهاب».

أستراليا

وأصبحت أستراليا أول دولة تعلن بالتفصيل قوام القوات وعدد الطائرات التي ستشارك بها في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم «داعش».

وقال توني أبوت رئيس الوزراء الاسترالي أمس إن بلاده ستنشر قوة مؤلفة من 600 فرد بينهم 400 من القوات الجوية و200 من القوات الخاصة في قاعدة عسكرية أميركية في الإمارات العربية المتحدة.

وأردف أبوت أنه بالاضافة للقوات سيجري إعداد ثماني طائرات من طراز «سوبر هورنيت» وطائرات للإنذار المُبكر والسيطرة وطائرة لإعادة التزود بالوقود في الجو ونشرها خلال الأيام المقبلة.

(باريس، الرياض، كانبيرا ـــ

 أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top