منظور آخر: اسكب دلواً تنشر فكراً

نشر في 15-09-2014
آخر تحديث 15-09-2014 | 00:01
تبقى همومنا كثيرة تحتاج إلى طريقة مبتكرة لنوجد لها حلا، أجدنا النحيب في الماضي ولم نصل إلى شيء، وسوقنا لقضايانا عبر الوسائل المتاحة، وكما يبدو أنها لا تكفي، حان الوقت لعقول شابة أن تجدد الدماء لا سيما بأجهزة الدولة التي لا يعرف مسؤولوها كيفية استخدام البريد الإلكتروني بعد.
 أروى الوقيان إن أردنا نشر الوعي تجاه مرض أو قضية في العالم العربي تحديداً نسلك سبلا تقليدية مملة لحد السذاجة أحياناً، كإعلان ساذج في قناة تلفزيون غير مشاهدة أصلاً، وإن أرادوا الإبداع دفعوا لمشاهير التواصل الاجتماعي لينشروا صوراً حول حملتهم أو أيا كان.

وهنا ينتهي الموضوع، لا نملك طرقا مبتكرة لإيصال رسالة أو نشر للوعي، لذا كان تقبل العالم العربي لمسألة سكب دلو ماء بالثلج دعماً لمرضى التصلب الجانبي الضموري "ALS- Amyotrophic Lateral Sclerosis" متنوعاً!

تحدي دلو الثلج هو تحدٍّ يقوم به الناس بسكب دلو من الثلج على رؤوسهم، ويقومون بتصويره بواسطة الفيديو، من ثم تحميله على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتحدون فيه 3 آخرين للقيام بالمثل خلال الـ24 ساعة القادمة، وإن لم يقوموا بالتحدي يجب عليهم التبرع بالمال، أو القيام بالاثنتين معا، وجاء هذا التحدي من أجل نشر الوعي لمرض التصلب الجانبي الضموري.

وحقق هذا التحدي خلال أيام الانتشار الواسع من جذب أنظار المشاهير والعالم، ونجحت الحملة بنشر الوعي بطريقة غير تقليدية، كانت تهدف الحملة لجمع 31 مليون دولار ووصلت التبرعات إلى 88 مليون دولار وما زالت في ازدياد.

الحملة ناجحة، نشرت وعياً عن مرض لا نعرفه، وساهمت في تجميع التبرعات للأبحاث والعلاج، وفوق ذلك انتشرت بسرعة خطيرة، في حين كنا هنا نتذمر على الماء المسكوب هدراً، رغم أننا نقوم بذلك طوال حياتنا ولكن مع هذه الحملة يطيب للعرب التذمر والخوف المفاجئ على الثروات الطبيعية، وهي لطالما كانت آخر اهتماماتهم، هناك من استاء وهناك من شارك لإيمانه بأهداف الحملة.

يتبقى لنا الآن أن نتعلم كيف نبتكر، ونوجد طريقة لجمع التبرعات، لا سيما أننا نملك رزمة من القضايا التي تتطلب وعياً وانتشاراً وتحتاج للكثير من التبرعات.

الغضب وحده لا يكفي، والتذمر حول نجاح هذه الحملة لن يجدي، لتنشر وعياً أحدث صدمة ولا تستجدِ عطفا، أو تتوسل تبرعا فقط.

تبقى همومنا كثيرة تحتاج إلى طريقة مبتكرة لنوجد لها حلا، أجدنا النحيب في الماضي ولم نصل إلى شيء، وسوقنا لقضايانا عبر الوسائل المتاحة، وكما يبدو أنها لا تكفي، حان الوقت لعقول شابة أن تجدد الدماء لا سيما بأجهزة الدولة التي لا يعرف مسؤولوها كيفية استخدام البريد الإلكتروني بعد.

قفلة:

العالم يتغير ويتطور، ونحن هنا نحلم بحكومة إلكترونية تنهي البيروقراطية العقيمة التي تغلبت عليها الكثير من الدول، ولكن نظراً لانتشار الفساد في أجهزة الدولة الرسمية تم وضع مشروع الحكومة الإلكترونية في طي النسيان.

back to top