تجاربُك تزيد سعادتك!

نشر في 15-09-2014 | 00:02
آخر تحديث 15-09-2014 | 00:02
No Image Caption
إذا أردنا جني متعة أكبر من أموالنا، يخبرنا العلم أن علينا تركيز إنفاقنا المدروس على تجارب، مثل السفر، لا المقتنيات المادية. فقد كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة كورنيل أن السعادة التي نستمدها مما ننفقه على تجاربنا تبدأ حتى قبل أن ندفع المال.
يقدّم بحث جديد معلومات مهمة للمستهلكين الذين يحاولون {تحديد التركيبة الفضلى التي تجمع بين التجارب والممتلكات المادية، بغية الحصول على مقدار أكبر من السعادة»، حسبما يوضح توماس غيلوفيتس، باحث متخصص في علم النفس من جامعة كورنيل شارك في الدراسة.

اكتشف غيلوفيتش وزملاؤه، سابقاً، أن الناس يجنون مقداراً أكبر من الفرح والرضا اللاحقين مما ينفقونه على التجارب، مقارنة بالممتلكات المادية. كذلك بيّن بحث آخر أن الناس يتمسكون بتجاربهم للتلذذ بفكرة خوضها في وقت لاحق.

أراد غيلوفيتش وزميلاه، أميت كومار من جامعة كورنيل وماثيو كيلينغزورث من جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، الجمع بين هذه الأبحاث والتحقق من المتعة التي نجنيها من توقع إنفاق المال وفق ما نخطط لشرائه.

اكتشف الباحثون أن مَن يفكرون في التجارب الوشيكة التي {سيشترونها}، مثل الاستحصال على إذن بالتزلج أو بطاقات حفلة، يجنون مقداراً أكبر من السعادة، مقارنة بمن يتوقعون إنفاق الأموال على الأشياء.

سلوك أفضل

علاوة على ذلك، وجد الباحثون أن الانتظار في الصف لشراء أمر ما، قد يكون أكثر متعة بالنسبة إلى مَن يخططون لإنفاق المال على تجربة. فقد كشف تحليل في إحدى الصحف، تناول حشوداً من الناس ينتظرون في الصف، أن مَن يريدون إنفاق المال على تجربة يكونون في مزاج أفضل ويعربون عن سلوك أفضل، مقارنة بمن ينتظرون لشراء سلعة.

يخبر كومار: {نسمع أحياناً قصصاً عن أناس يشاغبون، يحطمون الواجهات، يرشّون رذاذ الفلفل في أعين غيرهم، أو يعاملون بعضهم بعضاً بطريقة سيئة عندما يُضطرون إلى الانتظار. ويؤكد عملنا أن احتمال حدوث هذا النوع من السلوك يرتفع في الحالات التي ينتظر فيها الناس لشراء غرض ما، مقارنة بمن ينتظرون لابتياع بطاقات حفلة أو لتذوق ما تقدمه عربات الطعام الأحدث في مدينتهم}.

يتوقع الباحثون أن عوامل عدة قد تعلل الاكتشاف. فقد يفكر الناس في التجارب المستقبلية بطريقة أكثر تجرداً، ما يجعلها تبدو أكثر أهمية ومتعة مثلاً. ومن الممكن، أيضاً، ألا يشمل انتظار تجربة ما القدر ذاته من المنافسة، مقارنة بالانتظار لشراء مقتنيات مادية. وأخيراً، قد يحمل توقع تجارب ما فوائد اجتماعية أكبر، ما يجعل الناس يبدون أكثر تواصلاً وسعادة عموماً.

من الواضح أن لهذه الاكتشافات تأثيرات كبيرة في المستهلكين، لكنها قد تزودنا، أيضاً، بمعلومات عن الطريقة التي يُنفق بها المال على نطاق أوسع.

يوضح غيلوفيتش: {يُعتبر بحثنا بالغ الأهمية بالنسبة إلى الشركات، لأنه يشير إلى أن من الممكن الترويج للخير العام بتقديم بنية تحتية تدعم التجارب (مثل منتزهات، مقصورات، وشواطئ)، فضلاً عن الاستهلاك المادي}.

back to top