إليكم أفضل روايات الجرائم العالمية

نشر في 15-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 15-09-2014 | 00:01
اجتاحت موجة جديدة من كتّاب قصص الغموض الإسكندنافية لوائح المؤلفات التي تحقق أعلى المبيعات. في ما يلي دليل عن الكتب التي يجب قراءتها فوراً.
بعد عشر سنوات على وفاة ستيغ لارسون المفاجئة (نُشرت بعد وفاته {ثلاثية الألفية} التي باعت 75 مليون نسخة عالمياً)، لا شيء يشير إلى توقف البحث عن أفضل قصص الجريمة الإسكندنافية. أصبحت قصص التشويق الإسكندنافية الآن جزءاً من قطاع قيمته مليار دولار، فقد تجاوزت مبيعات الكتب دول المنطقة مثل السويد والنروج وأيسلندا والدنمارك. ازدهرت عمليات الترجمة بطريقة غير مسبوقة وقد حثّت الجميع، بدءاً من السياسيين الإسكندنافيين وصولاً إلى نجوم الروك والمهندسين، على التوجه نحو كتابة قصص الجريمة المربحة، ما أدى إلى تكوين فكرة غريبة عن البلاد الإسكندنافية في مخيلة الناس، باعتبارها أرضاً عنيفة ومغطاة بالثلج وتتناثر فيها الجثث ويكثر فيها المنبوذون في المجتمع.

مزح جو نيسبو في إحدى المرات في صحيفة {شيكاغو تريبيون} قائلاً: {في النروج، كما تعلمون، يُقتَل بين 30 و40 شخصاً في السنة. إنه العدد الوارد في كتابين أو ثلاثة من مؤلفاتي}. لكن لم تكن كتابة قصص الجريمة تتمحور يوماً حول الجرائم الحقيقية، بل إنها تتناول المخاطر الكامنة في ظل المجتمعات المحترمة. لذا من المنطقي أن تكون أكثر الدول ازدهاراً وتمدناً في العالم من أفضل المصدرين في السنوات الأخيرة لمجموعة متنوعة ومبالغ فيها من قصص الجريمة. يكون التأثير قوياً عند مشاهدة العنف الذي يخترق جواً هادئاً وراقياً قبل استعادة السيطرة على الوضع مجدداً.

كانت كتب لارسون كفيلة بتعريف معظم القراء على أهمية الحمض النووي في تطور مسار القصص: تحقق مباحث الشرطة في قضايا معقدة عن جرائم قتل عنيفة ومترسخة في مسائل العدالة الاجتماعية. كان لارسون ناشطاً وصحافياً وقد احتفظ بأرشيف عن الحركات اليمينية المتطرفة في السويد. كانت {ثلاثية الألفية} مجرد مشروع جانبي وقيل إنه كتبها من باب التسلية وكطريقة لتمويل اهتماماته الأخرى. في السنة الماضية، أعلنت دار النشر السويدية التي كان يتعامل معها لارسون عن خطط للاستعانة بكاتب مجهول وإنتاج جزء جديد من رواية {الفتاة التي ركلت عش الدبابير}

(The Girl Who Kicked the Hornet's Nest) في أغسطس 2015، على أن تشمل القصة شخصيتَي {مايكل بلومكفيست} و{ليسبيث سالاندر} وترتكز على ملاحظات تركها لارسون حين بدأ الكتاب الرابع (كان يخطط لتأليف ستة كتب إضافية). حتى صدور ذلك الكتاب، تكثر المؤلفات التي تستحق الاستكشاف في هذا العالم المظلم والبارد من روايات الجريمة الإسكندنافية: يتوافر أكثر من مئة كتاب الآن باللغة الإنكليزية.

جو  نيسبو

منذ نشر الخبر للمرة الأولى على غلاف مجلة The Leopard عن صدور ثامن كتاب من السلسلة التي تتمحور حول شخصية {هاري هول}، اعتُبر نيسبو النروجي خليفة ستيغ لارسون، علماً أن نيسبو لا يحبذ هذه المقارنة. لكن من بين كتّاب الجيل الراهن في الدول الإسكندنافية، يبدو نيسبو الأقرب إلى تحقيق شهرة لارسون الدولية، فهو باع 23 مليون نسخة من كتبه عالمياً.

إذا كنت أحد محبي الروايات الكلاسيكية للكاتب جيم تومسون، ستتذكرها حتماً من خلال مشاهد العنف القوية في أعمال نيسبو.

• التحري عن القصة: «المفتش هاري هول من قسم الجريمة في شرطة أوسلو»: هول رجل مفتول العضلات لكن نحيل على نحو صادم وعيناه زرقاوان. تعالَج من الإدمان على الكحول لكن تنتكس حالته من وقت إلى آخر فيحلّ القضايا وهو في حالة من الثمالة. يعمل في بلدة نيسبو الأم في أوسلو (القصص تذكر المواقع الحقيقية).

• الخلفية: مثل عدد كبير من الكتّاب الإسكندنافيين الذين حققوا أعلى المبيعات، انتقل نيسبو إلى كتابة الروايات بعد العمل في مجالات أخرى، فقد كان سمساراً ولاعب كرة قدم وكاتب أغاني وعازف غيتار ومغنياً في فرقة «دي ديير» النروجية، وهو لا يزال يشارك في الجولات معها.

• التأثيرات: «نشأ والدي في بروكلين وكان يقرأ لي أعمال مارك تواين. هكذا تعرّفتُ إلى أسلوب السرد الأميركي السخي والغني والقوي، وأعتبر أن عدداً من الروائيين الكبار يتابعون هذه المسيرة مثل بول أوستر وتوم وولف وجون إيرفينغ».

• للقراءة: رواية نيسبو «الابن» (The Son) صدرت في الربيع الماضي وتدور أحداثها في جو إجرامي غريب من حياة {سوني لوفثوس}. مدمن على الهيروين ويقضي فترة في السجن بسبب جرائم ارتكبها أشخاص آخرون. يبدو جذاباً على نحو غريب وسرعان ما يبدأ بالإصغاء إلى اعترافات السجناء الآخرين. لكن حين يعلم بمقتل والده، وهو شرطي من أوسلو، يتخلص لوفثوس من عادة الهيروين ويخرج من السجن ويبدأ رحلة الانتقام الوحشية. (سيمثل تشانينغ تاتوم في الفيلم المقتبس من الرواية ويشارك في إنتاجه).

جوسي أدلر أولسن

كان أدلر أولسن الدنماركي مشهوراً في مجالات أخرى حين تحول إلى كتابة قصص التشويق (ناشر، محرر، كاتب سِيَر، منتج كتب هزلية، زعيم حركة سلمية في الدنمارك). يقول إن هذه التجارب كلها تندرج في قصصه الغامضة.

إذا كنت من محبي الفكاهة السوداء وقصص الخيانة المتشابكة كما في مؤلفات رايموند تشاندلر، ننصحك بقراءة سلسلة {الدائرة كيو} (Department Q) للكاتب أدلر أولسن.

• التحري عن القصة: قد تكون الدنمارك أسعد دولة في العالم، لكن يبدو أن المفتش كارل مورك لا يجد سبباً كي يبتسم. هو أحد الأرواح الثورية التي تستطيع التجول في عالم الأموات واستقصاء أخبارهم. هو نُقل إلى الدائرة «كيو»، مقر يقع تحت الأرض ويشمل وحدة مكلّفة بحل أصعب القضايا في كوبنهاغن.

• الخلفية: تشمل روايات «الدائرة كيو» مشاهد مزعجة عن الأسر والاعتقال: يُحتجز سياسي منذ سنوات في قفص، ويُؤخَذ شقيقان كرهائن في مرفأ وسرعان ما يبدأ الثلج بالتساقط بغزارة. الأسر هو أمر يفهمه أدلر أولسن جيداً، فهو نشأ في مجموعة من المستشفيات النفسية حيث كان والده طبيباً. هو يقول: «حين شاهدتُ فيلم One Flew Over the Cuckoo's Nest، انفجرتُ من الضحك لأنه كان سخيفاً. الواقع أقسى بكثير}.

• التأثيرات: «نشأتُ وأنا أشاهد عروض فرقة «ماركس براذرز» من جهة وأقرأ روايات ألفريد هيتشكوك من جهة أخرى. أنا أتنقل بين هذين العالمَين».

• للقراءة: يتناول كتاب «أثر ماركو» (The Marco Effect) (سيصدر هذا الشهر) قضية دولية عن مهاجر عمره 15 عاماً ويحاول بناء حياة جديدة في الدنمارك، إذا استطاع الهرب من ارتباطه العائلي بِعمّ متوحش ومجرم.

أرنالدور أندريداسون

أندريداسون الأيسلندي عبقري في قصص التشويق الواقعية والنفسية وتترسخ قصصه في الجانب المظلم من حياة أيسلندا المعاصرة، بدءاً من انهيار القطاع المصرفي وصولاً إلى مخاطر العصرنة المفاجئة. يقول: {لا بد من وجود نزعة واقعية كاملة. لا يحمل رجال الشرطة في أيسلندا الأسلحة ولن تنشأ هنا أي مؤامرة دولية على طريقة جيمس بوند}. لذا يركز أندريداسون على الشخصيات والفكاهة السوداء: {كتابي {صمت القبور} (Silence of the Grave) يبدأ مع ولد يمضغ لعبة، لكن عند التدقيق في المشهد عن قرب، يتبين أنه ضلع من جثة}.

إذا كنت من محبي الواقعية الصارخة بأسلوب إيد ماكين، يمكنك مطالعة سلسلة {المفتش إيرلاندر} للكاتب أندريداسون.

• التحري عن القصة: «المفتش إيرلاندر» (Inspector Erlendur) هو أفضل مفتش وضابط شرطة، وهو يعتبر أن أيسلندا المعاصرة كلها تشكّل ساحة جريمة (تطور السكان سريعاً من فقراء إلى ريفيين ثم إلى أثرياء عالميين قبل الانهيار الاقتصادي في عام 2008). العاصمة ريكيافيك هي محور القصص.

• الخلفية: مثل «إيرلاندر» الذي يقرأ حكايات أيسلندا من القرن الثالث عشر وقصص الصمود في البيئة العدائية (اختفى شقيقه الأصغر خلال عاصفة ثلجية حين كانا صغيرين)، يشعر أندريداسون بالقلق بشأن صمود الثقافة الأيسلندية التقليدية. يقول: «في العقود الأخيرة، أدى استعمال المخدرات بطريقة غير شرعية إلى انتشار أبشع الجرائم وأكثرها وحشية، ونجد اليوم هنا جميع أنواع النشاطات الإجرامية الشائعة في مدن أوروبية أخرى».

• التأثيرات: «أحب خليط التشويق والفكاهة في أعمال ألفريد هيتشكوك وأستعمل ذلك الخليط حين أكتب».

• للقراءة: في كتاب «الشواطئ الغريبة» (Strange Shores) (سيصدر هذا الشهر)، يزور إيرلاندر مزرعة عائلته المتداعية في ريف أيسلندا بحثاً عن جثة شقيقه الضائع منذ فترة طويلة. على مر فصول الكتاب، يمر إيرلاندر بأحداث متنوعة تزامناً مع انكشاف تفاصيل جريمة القتل.

هينينغ مانكل

يُعتبر مانكل أعظم كاتب إسكندنافي حي في مجال روايات الجريمة ويبدو تأثيره عميقاً: كتب أكثر من 40 كتاباً، وتتناول عشرة منها مهنة المفتش والاندر (تحري أسطوري رث المظهر ومزاجي ومستقيم في يستاد). لطالما قسّم مانكل وقته بين السويد وإفريقيا حيث يترأس مسرح {أفينيدا} في الموزمبيق منذ عام 1986. يقول نيسبو: {كان مانكل أهم من ستيغ لارسون في ما يخص فتح باب العالمية أمام الكتّاب الإسكندنافيين}. تبدو كتب مانكل أدبية وشفافة وتتمتع بقوة أجوائها بشكل لا يضاهى. في رواية {رجل من بكين} (The Man From Beijing)، يصل مصور إلى قرية سويدية لتصوير مدافئ حجرية قديمة {تتبادل إشارات الدخان في ما بينها}، فيكتشف أن جميع السكان تقريباً تعرضوا للقتل الوحشي.

كارين فوسوم

إنها ملكة قصص الجريمة في النروج: فوسوم اللامعة جعلت الأرياف في شمال أوسلو مسرحاً لجرائم من نسج الخيال. تقدم التحري الكئيب والتقليدي {سيجر} ليتولى تعقب خيوط القضية. في أعمال فوسوم الأدبية المشوقة، تكون الجريمة شبه عرضية وترتبط بأزمة أخلاقية أعمق: لا يكون القتلة في رواياتها مجانين بل أشخاصاً عاديين ينساقون إلى أعمال وحشية. صدرت للتو روايتها {أستطيع أن أرى في الظلام} (I Can See in the Dark)، وهي نسخة معدّلة من رواية {القلب الخائن} (The Tell-tale Heart) للكاتب إدغار آلن بو.

ماج سجوال وبير واهلو

ابتكر الزوجان السويديان المدرسة المعاصرة من قصص الجريمة الإسكندنافية: بدءاً من الستينيات، كانت سلسلة {المفتش مارتن بيك} تعبق بالغموض فضلاً عن طرح جوانب من السياسة الإسكندنافية التقدمية. يقول أندريداسون: {يرتكز تقليد الواقعية الاجتماعية لدينا على تلك المؤلفات}. كانت البداية مع كتاب {روزانا} (Roseanna) حيث يجمع المفتش بيك المدمن على العمل تفاصيل عن حياة شابة غرقت في قناة سويدية.

back to top