اليمن: هادي يقيل الحكومة ويخفض أسعار الوقود

نشر في 03-09-2014 | 00:04
آخر تحديث 03-09-2014 | 00:04
No Image Caption
الحوثيون يرفضون المبادرة: التفاف على المطالب وسنواصل الاحتجاج
بعد أسبوعين من احتجاجات وصلت ذروتها بإعلان العصيان المدني، قرر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة وتخفيض أسعار الوقود ضمن مبادرة لحل الأزمة المتفاقمة مع الحوثيين وإبعاد البلاد عن حافة الحرب الأهلية.

إلا أن محمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثيين، الذين ينتشرون بالآلاف في صنعاء وعند مداخلها، للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن رفع الدعم عن المحروقات، سارع للتأكيد على أن جماعته "أنصار الله"، لم توافق على هذه المبادرة وستواصل احتجاجاتها، مؤكداً أنها تمثل "التفاقاً" على المطالب.

وتبنى هادي، الذي ترأس لقاء وطنياً موسعاً مبادرة اللجنة الرئاسية المكلفة التفاوض مع الحوثيين، فيما أكد مستشاره أن الرئاسة ستمضي قدماً في هذه الخطوات بعض النظر عن موقفهم.

وتنص المبادرة التي وافق عليها الرئيس على "تشكيل حكومة وحدة وطنية بما يضمن تحقيق الكفاءة والنزاهة والشراكة الوطنية" على أن يقوم هادي "خلال أسبوع بتكليف من سيشكل الحكومة بالتشاور مع المكونات السياسية".

وبحسب المبادرة، فإن للرئيس وحده حق اختيار وزراء الوزارات السيادية، وهي الدفاع والداخلية والخارجية والمالية، كما تدعو الى مشاركة الحوثيين في حكومة الوحدة الوطنية، اضافة الى "الحراك الجنوبي السلمي" المطالب بغالبيته بالانفصال عن الشمال.

وبحسب المبادرة، سيقوم الرئيس بـ"إعادة النظر" في الزيادة السعرية التي فرضت على المحروقات اعتباراً من نهاية يوليو، على أن يخصم مبلغ 500 ريال من سعر صفيحة البنزين والديزل (20 ليترا) يؤدي إلى تخفيض سعر كل من مادتي الديزل والبترول 500 ريال "بحيث يصبح سعر مادة الديزل (3400 ريال) وسعر مادة البنزين (3500 ريال).

وبذلك يكون الرئيس هادي وافق على حسم أكثر من ربع الزيادة السعرية التي تم تطبيقها على المحروقات (ربع الزيادة على الديزل وثلث الزيادة على البنزين).

وقال المستشار الاعلامي للرئيس فارس السقاف، لوكالة فرانس برس، "ان الرئيس وافق على ان يمضي قدما في هذه المبادرة وسيشكل حكومة وحدة وطنية جديدة"، مضيفاً: "نأمل ان ينضم الحوثيون الى هذه العملية، ولكن في كل الاحوال، فان الرئيس ماض في تطبيق هذه النقاط التي تحظى بالتفاف يمني واسع".

ويأتي ذلك غداة دعوة زعيم التمرد الزيدي الشيعي عبدالملك الحوثي انصاره الى "العصيان المدني" في اطار التحرك الاحتجاجي التصاعدي الذي اطلقه في 18 أغسطس لإسقاط الحكومة وإجبارها على التراجع عن رفع أسعار الوقود.

وكان مبعوث هادي الذي اوفده الاثنين الى معقل الحوثيين في صعدة (شمال)، ما زال يتفاوض حول المبادرة بحسب مصادر سياسية.

من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم الحوثيين أنه "لم يصدر أي موافقة بخصوص ما تم تداوله في بعض وسائل الاعلام عن مبادرة قدمتها اللجنة الحكومية".

وأضاف عبدالسلام: "نؤكد ان ما صدر من اللجنة موقف يمثلها ولسنا موافقين عليه وأن موقفنا ما زال إلى جانب الشعب اليمني الذي خرج في ثورته الشعبية المباركة ليطالب بحقوق مشروعة وعادلة ونعتبر المحاولات التي تسعى إلى تمييع المطالب الشعبية هدفها الالتفاف على مطالب الشعب اليمني".

وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن بشكل كبير كون الحوثيين ينتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية فيما ينتمي خصومهم السياسيون في المقابل الى الطائفة السنية، وهم بشكل اساسي التجمع اليمني للإصلاح القريب من تيار الاخوان المسلمين، اضافة الى السلفيين والقبائل السنية او المتحالفة مع السنة.

(صنعاء- أ ف ب، د ب أ)

back to top